المقالات

من الإلف الى الياء الحلقة الثامنة ( الدعاء )


( دعواهم فيها سبحانك اللّهم وتحيّتُهُم فيها سلام ٌ وآخر دعواهم  أن الحمد لله ربّ العالمين ) 

                                                                               سورة يونس  الاية 10 

 

 الدعاء هو إقبال العبد على الله والاقبال هو روح العبادة والعبادة هي غاية الخلق ،  بهذه المقاطع التعبيرية التي يصب أحدها في الاخر اختزل الشيخ الاصفي رحمه الله  مفهوم الدعاء .

( ما خلقت الجن والانس الا ليعبدون ) تبين الاية الكريمة بكل وضوح أن الهدف الاساس من خلق الثقلين هو العبادة ، و جوهر العبادة وروحها تتمثل في إنشداد العبد الى خالقه فيطرق بابه خاضعا ً خاشعا ً راجيا ً مدركا ً لضعفه ونقصه واحتياجه فيتحقق الإقبال ويمتد لجسر النوراني بين المرء وربه .

وعلى قدر إدراك الانسان لضعفه واحتياجته  تكون مساحة دعاءه ، فكلما تصاغرت نفسه بداخله زاد احتياجه لاستمداد عون من صاحب القدرة تبارك وتعالى في الشدة والرخاء  ، وعلى العكس من ذلك فكلما ركن الى ذاته واستغنى بها عما حوله صغرت مساحة دعاءه  في الرخاء ، غير انه في حالة الشدة والاضطرار تفزع الفطرة من قلبه وتستغيث خالقها ان انجديني !

 والتصوير القراني ابدع حينما اختار لاكثر من مرة صورة لاضطرار الانسان وهي ان يكون في سفينة في بحر هائج ففي تلك اللحظات  دعوا الله مخلصين له الدين !!  ولكنهم سرعان ما يعودون الى سابق عهدهم من الانكار رغم انهم عاشوا لحظة اخلاص فترى لماذا ؟ . 

إن الاضطرار يخلي القلب عن كل شاغل فلا تجد في ثناياه الا فطرة الاحتياج لخالق جبار وهذه الفطرة هي من استصرخت وبان صوتها  حين سكنت الاصوات فبدت مخلصة في استنجادها لحظة اضطرارها  ،  كما انها  في كل الاوقات مستنجدة  ولكن تضيع  اصوات استغاثتها  وسط هرج ومرج شواغل القلب  فلا يلتقط الإنسان تلك الاشارة من داخله ويبقى متعلق بماديات يظن انها هي من ستعصمه فينكر ويستكبر ويستغني عن وصل نوراني يمده بالامتلاء  والقوة كلما ضعُف .

 ان قنوات الارتباط بالله عز وجل كثيرة جدا فالطرق الى الله بعدد انفاس الخلائق غير ان للدعاء البوابة الاوسع كونه ناجم عن حاجة ولان الله عز وجل اشار اليها واشار الى انه يحب ان يسأله العبد وان يسمع صوته وبكاءه ورجواه ( وقال ربكم ادعوني استحب لكم ) واكدت السنة كذلك على لسان الرسول الاكرم ص هذا المعنى ( مخ العبادة الدعاء ولايهلك مع الدعاء احد ) .

لقد استهل اهل الجنة دعائهم بتنزيه الله عن كل شريك ( دعواهم فيها سبحانك اللّهم) وبهذا قد هيئوا الارضية الصحيحة للقلب السليم الخالي الا من الله عز وجل ثم ختموا دعائهم ب(الحمد لله  رب العالمين ) فهنيئا ً لهم هذا المقام ووفقنا الله لمثل ذلك  .

اللهم عرفني نفسك فإنك ان لم تعرفني نفسك لم اعرف نبيك ،اللهي عرفني رسولك  فإنك أن لم تعرفي رسولك لم اعرف حجتك ، اللهي عرفني حجتك فإنك أن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني  

8 / شهر رمضان /1443هــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك