( فاذكروني اذكركم واشكرو لي ولا تكفرون ) سورة البقرة الاية 152
الذِكر ذكران ، الاول ما يجري على اللسان ويُنطق به وهو ضد الانصات والثاني استحضار الشيء في القلب وهو ضد النسيان ، وفي الاية الكريمة بيان واضح الى ان مفهوم الذِكر متبادل بين الانسان وخالقه مع اختلاف الالية والغاية
فالله عز وجل ذاكر لعبده في كل وقت وذكره متمثل في فتح باب الهداية لنا و الدعوة الى صراط مستقيم و في استحضاره لرزقنا وعافيتنا وسلامتنا وجميل صنع خلقه فينا وفيما حولنا ، فالله تبارك وتعالى مطلع على احوالنا وأقرب لكل واحد منّا من حبل وريده وهذا هو عين الاستحضار اذا لا يغفل عن عبده لحظة .
وفي المقابل الاية الكريمة تأمر الانسان بذكره عز وجلّ لما لهذا الذكر من أثر ، فالإنسان بطبيعته يمكن ان ينسى ويغفل وعند ذلك تطرق المعصية بابه وبإرتكابها يبتعد عن هدف وجوده في الحياة الا وهو طاعة الله وحفظ ف من التلوث ليجتاز امتحان وجوده على الارض بسلام .
والذكر عند الانسان يمر ّ بمراحل فيبتدأ بالذِكر اللفظي وهو أن يردد لسانه ذكر الله وهذه المرحلة بحد ذاتها ذات منفعة ، وإن كانت قالبا ً بلا روح ، لانها ستكون مفتاح للمرحلة التي تليها وهي الاستحضار القلبي حيث يدرك الانسان معنى ما يقول كمرحلة ابتدائية ومن ثم يستحضر وجود الله في اغلب اوقاته حتى يتقدم في المراتب وصولا ً الى الانس بوجود الله في كل أوقاته وما اجمل وصف أمير المؤمنين عليه السلام حيث يقول ( ما رأيت شيئا ً إلا ورأيت الله قبله وبعده ومعه ) فهذا الوصف يمثل غاية الذكر من سيد الذاكرين .
إن اعلى المراتب للذكر أن يتحررالذكر من قيد اللسان والقلب لينتشر في مفاصل الروح والبدن ببسم الله مجراها ومرساها ليكون للمتقين سجية وللمحبين لذة ، فالله تبارك وتعالى حين يقول اذكروني اذكركم فالمطلوب التدرج في الذكر حتى وصول مرحلة الذكر المطلق وذكره لنا في هذه المراحل هو في الاعانة والاسناد وفتح السبل اليه والا حاشى لله ان يشترط ذكرنا له ليذكرنا وهو من لايغيب عبده عنه لحظة وهو يذكره في سهم العافية والتوفيق والرزق مؤمنا ً كان أم كافرا ً .
اللهي هب لي كمال لإنقطاع اليك وأنر ابصار قلوبنا بضياء نظرها اليك
9/شهر رمضان /1443 هــ
https://telegram.me/buratha