المقالات

من الألف الى الياء الحلقة الواحدة والعشرون ( القوة )


( .... إنّ القوة للّه جميعا .....)   سورة البقرة الاية 165

القوة هي تلك الطاقة الكامنة التي منّ الله بها على الإنسان وجعلها في صور شتى ، فقوة بدنية تعينه في حياته وقوة ذهنية تحلل له صور العالم الخارجي ليتفاعل معه  واخرى  معنوية تدفعه للفعل  وكل هذه الطاقات الكامنة مصدرها واحد  يرجع الى الله تعالى  المالك المطلق  لاسباب القوى .

منذ بداية الإنسانية ظهر صراع حاد بين مفهومين للقوى وهما منطق القوة وقوة المنطق حيث اعطى الاول الاولوية للقوى الجسدية وسمح للميول النفسية ان تفرض شروطها على العقل في اتخاذ القرارات  ،أما الثاني فقد اعتمد على العقل وتحليله لبلوغ الاحكام واتخاذ القرار  .

إنّ أول مصداق لهذا الصراع كان بين هابيل وقابيل فقد اعتمد قابيل منطق القوة  وهو أن يحصل على ما يريد مهما كانت العواقب بلا اي ترجيح عقلي واعتماداً على ميوله النفسية  وأما هابيل فقد رجع في حكمه بعدم بسط يديه لقتل اخيه الى العقل والمعتقد الذي يؤمن به ، وفي اول جولة لهذا الصراع انتصر منطق القوة ظاهريا ً بأن دفع قابيل للفعل وبذلك ازاح منطق القوة قوة المنطق عن طريقه .

وتوالت عبر التاريخ جولات وجولات كان الغلبة لمنطق القوى اكثر بكثير من قوة المنطق التي لبست ثوب المظلومية  ولكنها تفوقت  على منطق القوة بانها عاشت في النفوس رغم انها دُست في التراب ! وهذا ما جعل منطق القوة يفكر في تحور يجعله مقبولا ً بين الناس خاصة في الحياة العصرية التي بات فيها الاحتلال والهيمنة على الدول ومقدراتها امرا ً غيرمرحبا ً به  خاصة مع تقدم العلم وسعة افاق الادراك التي قلصت مساحات الجهل في الماضي .

القوى الناعمة هو المصطلح السياسي الجديد الذي ظهر على يد  جوزيف ناي الذي كان مساعد لرئيس الدفاع الامريكي في حكومة كلينتون  غايته الوصول الى ما تريد عن طريق الجاذبية عوضا ً عن الارغام  وبهذا حافظ على نقطة الانطلاق وهو هوى النفس والقوة الشهوية  لكنه استبدل الطريقة من عنف الى كلام  مسموم مدسوس في عسل ! واجتاح ساحات الدول الثقافية بالاعلام بدل الدبابات !!!.

إن قوة المنطق قد تشترك مع القوى الناعمة في الالية فهي تستخدم اسلوب الحوار والاقناع ولكنها تختلف من حيث المنطلق فمنطق القوة  شهوي وقوة المنطق عقلي .

إن الانسان القوي هو ذلك الذي يهيمن عقله على ميوله النفسي  فعن الرسول الاكرم ص قال الا اخبركم باشدكم واقواكم ؟ قالوا بلى يارسول الله  قال  اشدكم واقواكم الذي اذا رضي لم يدخله رضاه في اثم ولاباطل واذا سخط لم يخرجه سخطه عن قول الحق واذا قدر لم يتعاطى ماليس له بحق .

اللهم قوي على خدمتك جوارحي واشدد على العزيمة جوانحي 

  21- شهر رمضان – 1443 هـــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك