إكرام المحاقري ـ اليمن ||
حتى وإن كانت مراسلة لمنبر الزيف والتضليل، فقد مارست عملها الصحافي بمهنية عالية ومصداقية راقية، نقلت الحقيقة كاملة ولم تتجرد عن هويتها الفلسطينية في موقف واحد، واجهت الصعاب حتى تنقل الحقيقة للعالم المنافق، وكان تمسكها بقناة الجزيرة مع معرفتها با خبارها الكاذبة والمنافية للواقع، حيث وهي تعلم جيدا أن ذاك المنبر يعتبر منبرا عالميا ومنه قد انتصرت للقضية الفلسطينية رغم أنف النفاق، حتى وإن نالت منها رصاصة الغدر والخيانة إلا أنها تخلدت في صفحات التاريخ مناضلة جسورة، ووطنية ذات موقف صارم لم يساوم في خذلان القدس.. إنها لسان الحقيقة الشهيدة: شيرين أبو عاقلة.
حتى وأن تمكن العدو من شخصها الكريم، إلا أن الحقيقة لن تقف عند تلك الرصاصة، ولن تتوقف الثورة ولن تنطفى شعلة الحقيقة، فقد استهدف العدو قبلها حتى من كان محسوب على مشاريعهم الشيطانية (خاشقجي) ووقعت هنالك الفضيحة المدوية.
سياسة الإقصاء من الحياة لشخصيات لطالما فضحت المشروع الصهيوني وتمسكت بـ نقل الحقيقة في مجالها الإعلامي وحتى السياسي، لكن العدو الصهيوني لم يأخذ العبرة في إتخاذه لهذا الأساليب القذرة بأن هكذا شخصيات بـ الرغم من سلبها الحياة، إلا أن هناك أثرا مخلدا في الأرض لما قاموا به في الحياة، ولن تنتهي الحقيقة بقتلهم، وليكن الشهيد القائد السيد حسين الحوثي إنموذج للعالمين، تفرعت مواقفه وصدع صوته حتى وصل للعالم.
نعم! هناك مخططات صهيونية تقتضي بإغتيال صوت الحق، وقد تكون مؤامرة مع الدول المطبعة منها "قطر"، والتي لا نرتقب منها موقف صارما منتصرا للحقيقة المقتلولة (شيرين ابو عاقلة)، وقد تكون مشاركة في الجريمة حتى يتسنى لهم تغيير الشخصيات الصادقة بشخصيات منافقة تنقل من الواقع فتات الاحداث، وقد يكون هناك عدوان غاشم قادم على (غزة)، فـ البدايات تكمن في إسكات الأصوات وامتصاص الغضب وإخماد الثورة بحرب نفسية، أشدها القتل، ولن يفلح كيد صهيون حيث أتى، ولن تنجح خطط الأنظمة المطبعة والمتواطئة مع المشروع الصهيوني حتى النظام الفلسطيني نفسه، والذي يجب على الشعب الفلسطيني إقتلاعه حتى يتسنى لهم الحفاظ على أرضهم وحقهم في الحرية والحياة.
ختاما: هناك رؤى عديدة وواضحة حول هذا الموضوع، لكن ما يجب الإيجاز به هو أن عملاء الصهيونية مستعدون للتضحية بشعوبهم وليس فقط بـ شيرين ابو عاقلة، وهذه الخطوة ليست إلا جزء من مخطط تم حياكته في إدارات جهاز الموساد الإسرائيلي، ولكن ما يشعرنا بالطمأنينة هو أن الشعوب العربية أصبحت واعية لما يدور حولها من مخططات صهيونية، وإن دماء الشهيدة (شيرين أبو عاقلة) لن تذهب سُدى، وأن يوم الثأر لدماؤها ودماء كل الشهداء الفلسطينيون آتٍ لا محال، وإن غدا لناظره قريب.