عبدالملك سام ||
كالعادة يظهر لنا بين الفينة والأخرى معتوه ما ليقول كلاما يتناول مقدسات المسلمين ويحاول النيل منها، وللأسف يكون الكلام ضمن مخطط مدروس بعناية، بينما ردود أفعال المسلمين لا ترقى لمستوى التحدي، ولا تؤدي لنتيجة، وذلك أولا لأننا غير متحدين، وثانيا لأن جزء كبير من المسلمين أصبح أمر الإسلام آخر إهتماماتهم!
بالتأكيد هذا المدعو (كومار) الحمار لا يهمني رأيه، وشخصه التافه وقذارة لسانه - فضلا عن قذارته الداخلية ورائحته القريبة من البهائم - لا تعني لي شيئا، ولكني أعرف أن اليهود الأقذر منه سيتلقفون هذه التصريحات بفرح شديد، وسيجعلون من صاحبه شخصا مهما، وأراهنكم أنهم عما قريب سيكرمونه أشد التكريم (هذا إن لم يكونوا قد كرموه فعلا!)، وهذا إذا لم يكونوا هم من دفعه لهذا التصرف لإستفزاز المسلمين المستضعفين في الهند.. بينما نجد أن الأنظمة التي يقول عنها الصهاينة (معتدلة) سيلتزمون الصمت، بل وسيتم التنكيل بأي شخص لديه صفة رسمية قد يتجرأ ليرد على هذه الإساءة ولو بصورة شخصية!
لقد روضوا الشعوب على الخنوع، وشغلوها بالتراهات حتى وصل الأمر إلى تقبل الإهانات من شخص يقدس ويسجد لبقرة! في حين تقوم هذه الأنظمة بطأطأة رأسها لكل من هب ودب بحسب ما تمليه مصالحها ومصالح مشغليها وهي تتمسح برداء "الإعتدال"، إلا أنها تشجع وتدعم كل من يثير النعرات بين أبناء الأمة، ولا تفكر (بإعتدال) عندما ينتقد أي شخص مواقفها وفسادها وإنحطاطها الذي أوصل الأمة لأدنى المراتب بين الأمم!
ما لفت نظري هو أن هذا التافه الهندوسي قد استخدم (بالصدفة) معلومات مكذوبة وموجودة بالفعل في كتب محسوبة على التيار الوهابي التكفيري! و (بالصدفة) فإن هذه الكتب هي التي أستخدمها وأستشهد بما جاء فيها من قبل كل من أساؤوا سابقا للنبي الكريم وللإسلام! و (بالصدفة) فإن المجموعات الإرهابية التي دعمها ونماها الغرب لتشويه الإسلام وأستهداف المسلمين تنتمي لهذا التيار أيضا! و (بالصدفة) فإن هذا التيار هو المفضل لدى الأنظمة التي تفضلها إسرائيل ايضا (بالصدفة) وتطلق عليها "معتدلة"! وما أكثر الصدف في هذا الموضوع بالذات!!
التصريحات أمر جيد ولكنها لا تكفي، والمقاطعة الإقتصادية سلاح مجد وفعال وبمقدورنا أن نستخدمه متى نشاء وضد من نشاء، وبرأيي أننا يجب أن نوعي الناس لتفعيل المقاطعة ضد كل من يسيء لنا وضد من يدعمهم أيضا، أي أن نضيف المنتجات الهندية إلى قائمة المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، وكما نتمنى على حكومتنا أن تفرض هذا الأمر وتمنع إستيراد المنتجات الهندية (خاصة الأدوية المغشوشة)، فهذا امر له آثار ايجابية حتى على مستوى أنتعاش التصنيع المحلي.
يبقى هنا نقطتان هامتان: الأولى ان يتم الإعلان رسميا عن هذا التوجه، ودعوة المسلمين كافة - ولو من باب إلقاء الحجة - لتحذوا حذونا، أما النقطة الثانية فهي عمل دراسة لمعرفة المنتجات التي يصنعها رجال الأعمال المسلمون في الهند وإستثنائها من هذا الحضر؛ فهم أخوة لنا، وهذا الإجراء كفيل بأن يجعل موقفنا واضحا وقويا.. الجانب المادي مهم جدا، وسلاح فعال، وميدان مهم في صراعنا مع أعداء أمتنا.. يقول الله سبحانه في سورة الحجر: {إنا كفيناك المستهزئين}، وسننتصر بفضل الله في كل معاركنا معهم.
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha