حازم أحمد فضالة ||
يواجه الإعلامُ العراقي والصِّحافة خطرَ القطيعة عن المنطقة العربية والعالم، وهو يبني شرنقته حول نفسه لكن ليس لِأن يتطور إلى فراشة! بل إلى الأفول الأبدي! من أجل ذلك سنعرض المشكلة في نقاط ميسرة:
1- الإعلام العراقي والصِّحافة، صار يعتمد لهجة الشارع في الكلام، ولا يتكلم اللغة العربية الفصحى، فالبرامج إعدادًا وتقديمًا مع الضيوف؛ كلها تستعمل لهجة الشارع وبنسبة أكثر من (95%)!
2- الإعلام العراقي صار لا يفرق بين ثلاثة مفهومات:
أولًا: الصِّحَفي: فالصِّحَفي أحيانًا هو الدراس المتخصص، وحتى تصل رسالته إلى مديات واسعة يحتاج أن يكتب باللغة العربية الفصحى، وهو الذي يتتبع مصدر المعلومة، ويصنعه، ويكون علاقة منفعة متبادلة بينه وبين المصدر، ولا يظل مكوَّرًا على كرسيه إزاء شاشة ما!
ثانيًا: المدوِّن: هو الشخص الذي ليس بالضرورة أن يكون إعلاميًّا أو صِحفيًّا، بل يمارس التدوين والنشر من موقعه، وينجح في عمله بسبب عوامل ذاتية أو خارجية.
ثالثًا: الناشط المدني: وهي صفة تناسب السَّفاهة، ولا وجود لها في ميادين الثقافة وفضاءات الإعلام، وجاءتنا بها الليبرالية الغربية؛ لتمحق صفة المثقف والكاتب وتحل محلها، وتملأ الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي بالنطيحة والمتردِّية! فالدراسات لا تعرف صفة اسمها (ناشط مدني).
3- الإعلام العراقي ينحدر نحو شرنقته التي تعزله عن العالم، فهو مثقل اليوم بالشعبوية واللامنهجية، وعندما تكون لغته الأساس هي (لهجة الشارع)، ويهجر اللغة العربية الفصحى؛ فهو يعزل نفسه عن العالم، وللأسباب الآتية:
أولًا: العامل المشترك اللغوي بين الدول العربية هو (الفصاحة)، فإذا اضمحلَّت يضمحلّ التواصل بين الدول.
ثانيًا: سيتوقف الإعلام والصحافة العربية -فضلًا عن العالمية- عن الاهتمام بالإعلام العراقي، ونقله، وهذا يُخسِّر العراق موقعه الإعلامي في المنطقة والعالم.
ثالثًا: يكون الإعلام العراقي ارتدادًا لصدى صوته، لأن صوته يصطدم بالجدار العازل (لهجة الشارع) ويرتدّ إلى نفسه، ولا يرى نور العالم.
رابعًا: يخسر العراق عامل الترجمة إعلاميًا، فمن ذا الذي يهتم بترجمة لقاءات ناطقة بلهجة الشارع، وما هي نسبة الاهتمام، ولماذا يترك قنوات مثل الجزيرة والعربية وغيرها (المتكلمة باللغة العربية الفصحى) المُيسَّرة على المترجمين؛ ويذهب نحو عناء تفكيك طلاسم لهجة الشارع وغموضها المعقد!
ــــــــ
https://telegram.me/buratha