المقالات

الشخصنوية..!

1239 2022-07-04

حمزة مصطفى ||

 

خرجنا من عنق الزجاجة الى الإنسداد. مفاهيم ومصطلحات تفاهمنا عليها وتفاهمت علينا. طحنا عليها وطاحت علينا. كلانا نحن وهي "نقوم ونقع". أحيانا نصل الى مرحلة "كض أخوك لايطيح" وأحيانا نلجأ الى نظرية "الطايح رايح". لا أخونا "طاح وكضيناه" ولا "الرايح" ترك لنا خصال حميدة حتى لو "أم اللبن". كل شئ مرهون عندنا بلاشئ. شعارنا المعلن ينفجر من "كثر ثقله" على الكومبيوتر مثلما إنفجر بسبب سؤالنا الدائم البايخ "شكو ماكو". أما شعارنا المخفي فهو المثل الدائم الذي نردده كلما إنخقنا بعنق الزجاجة ودخلنا مرحلة الإنسداد وهو "تريد أرنب أخذ أرنب, تريد غزال أخذ أرنب". الأرنب تطاردك في حلك وترحالك طالما هي حصتك التموينية التي عليك أن تقبل بها نصيبا مفروضا.

قد يعترض  الكثيرون من جماعة "كمرة وربيع" على توصيف حال  السياسة عندنا بهذه الطريقة التي لاتنسجم مع روح الإخوة حين يبحث السياسيون المتعاندون آخر  المستجدات.منطق جماعة "كمرة وربيع" يرى أن الحكومة تتأخر حتى في هولندا. وفي سويسرا يتقاسم ممثلو الكانتونات الحكم. وفي بريطانيا "يمرمط" مجلس العموم  بوريس جونسون, رئيس الوزراء على كل "دكة" من "دكايكه الكشر". على صعيدنا   كلنا نعاني الإنسداد. لا فرق عندنا إنسداديا بين الرئيس وسائق التكتلك. بين الزعيم ودلال العقارات. أما في  بريطانيا وهولندا لا أحد معني من المواطنين بالحكومة تشكلت أم لم تتشكل. لماذا؟ لأن الدولة هي التي تتولى رعاية المواطنين أيا كانت خلفياتهم أو إنتماءاتهم.

هناك فرق جوهري بيننا وبينهم ملخصه إنهم يتصرفون كمؤسسات بصرف النظر إن كانوا حكومات أم أحزابا أو حتى منظمات مجتمع مدني. أما نحن فإن ماهو شخصي, شخصاني يتحكم بنا حتى وصلنا الى آخر مراحل الفردانية التي قوامها "إذا مت ظمانا فلانزل القطر" وهي "الشخصنوية". الشخصنوية هي مزيج من أعلى مراحل الذاتية والأنانية. فالشخصنوي لايتنازل تحت أية مبررات  لما يراه إنه حق مقدس حتى وإن كان إكتسبه من "كثرة اللوكية واللواكيين". والدليل أن لا أحد يتنازل لأن حقوقهم ليست مكتسبة بحيث يمكن التنازل عنها وفق متوالية الأرنب والغزال, بل هي حقوق لم تعد قابلة للتصرف. المهم هنا هي الحفاظ على وحدة الفرهود مع أطيب التحيات لإخينا العزيز إبن عربي الذي تعيقل علينا بوحدة الوجود.فصاحب وحدة الفرهود يبقى متمسكا بذاته ولذاته وعن ذاته وذات من ذاته الى أن ينقطع نفس .. ملا عبود الكرخي كاسرا المجرشة, ناعلا أبي راعيها.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك