المقالات

الطاقة الكهربائيةـ المشاكل والحلول/ الجزء الثاني


المهندس الاستشاري زكي الساعدي ||

 

كنا قد تحدثنا في مقالنا الأول عن أهم المشاكل التي جعلت منظومة الطاقة الكهربائية لا تغطي ما يحتاجه البلد من طاقة وشرحنا بالتفصيل مشكلة الإنتاج وإن المشاكل الرئيسية تتمحور بمحاور ثلاثة :

الأول سياسي والثاني فني والثالث إداري

وتطرقنا إلى إن من يتسنم وزارة الطاقة الكهربائية يجب أن تتوفر فيه أربع صفات مهمة ولن ينجح في مهمته إن لم تكن فيه بصورة تكاملية  فلاضير للتطرق سريعا لها في هذا الجزء الثاني لأننا سبق وإن ذكرنها في الجزء الأول واشرنا اليها بالتفصيل وهي:

♦️ان يكون وزير الطاقة من كتلة سياسية قوية وان تتوفر الإرادة الوطنية لحل هذه المشكلة وأن يكون الوزير على معرفة ممتازة في سوق الطاقة ومشاكل الطاقة في البلد وأن يكون مفاوضا جيدا .

وتطرقنا بالمقال الأول لستة محاور رئيسية في هذا القطاع ( الانتاج ، النقل ، التوزيع ، الجباية ، الهيكل الاداري ، المواطن ) وشرحنا بالتفصيل مشكلة الإنتاج والحلول المقترحة .

نتطرق اليوم لموضوع النقل :

نقل الكهرباء أو شبكة توزيع الكهرباء المقصود بها هي عملية نقل الطاقة الكهربائية التي ولدتها محطات الطاقة المختلفة إلى المستفيدين مباشرة، فيتم نقل الكهرباء عن طريق شبكة بشرط أن يتم تغذية كل مشترك على حدة، أي لا يكون بين المحطة والمستفيد مستفيد آخر.نقل الكهرباء كان يتم في بداية توليد الكهرباء عن طريق مد أسلاك توصيل بين المحطة والمشترك كما فعل طوماس أديسون في أول محطة طاقة تجارية في التاريخ والتي أنشأها في نيويورك سنة 1882. لكن مع التوسع العمراني وزيادة الطلب واضطرار المحطات إلى الخروج من المدن لتفسيح المكان لبناء المساكن والمباني، واصل المعنيون نقل الطاقة بنفس الطريقة التقليدية لكن الأمر الذي استجد لاحقا بسبب ابتعاد المحطات عن المستهلكين أصبح المد بالطريقة العادية لم يعد مجديا ولاعمليا لإن فقد الجهد الكهربي الحاصل بسبب طول المسافة كان كبيرا .

ان نقل الطاقة الكهربائية من أهم المشاكل التي تواجه قطاع الطاقة في العراق وحتى في العالم لإن الطاقة الكهربائية بعد أنتاجها تاتي أهمية نقلها من المحطات التوليدية المنتجة الى المحطات التوزيعية ولمن لا يعلم أن العراق يمتاز بشبكة مركزية هي عبارة عن شبكة واحدة وطنية تضم إنتاج كل المحطات التوليدية وتوزيعها على المحطات الثانوية لتصل إلى المواطنين وبما انها شبكة واحدة فإنها عندما تتعرض  إلى أي عمل تخريبي او أرهابي ستتأثر الشبكة بصورة عامة وهذا ما يجعل الشبكة في خطر دائم لانه فلول الإرهاب تخرج بين حين واخر  و تفجر بعض الأبراج لهذا من الضروري حماية هذه الأبراج بصورة أكثر احترافية واستراتيجية حديثة تكنولوجية تضمن أمن الطاقة.

‌‎وأيضا غالبا ما يحدث عدم استقرار الجهد عندما يتعرض نظام النقل لتدفقات طاقة تفاعلية كبيرة، ولا يجب تجاهل بأن تدفقات الطاقة التفاعلية الكبيرة على خطوط النقل الطويلة يؤدي إلى انخفاض الجهد عند الطرف المستقبل للخط، كما يتسبب “الجهد المنخفض” في زيادة التيار، مما يؤدي إلى خسائر تفاعلية إضافية، أيضاً قد تكون النتيجة النهائية هي انهيار الجهد

أن الشبكة الوطنية وتقادمها تحتاج إلى صيانة مستمرة لكي تكون قادرة على استيعاب الحمل المتولد الحالي في حين أنها حاليا تحتاج لصيانة وفقا لهذه الأحمال فمن الضروري وضع خطة لخمسة سنوات لتطوير هذه الشبكة و توسعتها  لكي تستوعب مضاعفة الأحمال التي تكلمنا عن زيادتها المتوقعه في المقال الاول ومن الجدير بالذكر أن الشبكة الوطنية الموحدة الواحدة هي من أفضل وأحدث التقنيات ‏لنقل الطاقة لكننا ‏نواجه مشاكل تبعا للوضع السياسي المرتبك و واحدة من المقترحات المهمة والتي تستحق أن تدرس أن يكون تكون الشبكة المركزية لمحافظتين أو ثلاثة وحسب الأحمال والسعة التوليدية في تلك المحافظات أي الشروع بعمل خريطة توزيعية تؤشر فيها كمية التوليد في الرقعة الجغرافية المحددة ومقدار الأحمال المتوقعة وبذلك نضمن أن شراكة المحافظات الثلاثة في شبكة واحدة قوية قادرة أن تغطي القدرة المتولدة و تنقلها إلى المحطات الثانوية .

‏إلى هنا نكون قد أنتهينا من مشكلة النقل وحلولها المقترحة  وقد أكملنا محورين من أصل ستة محاور

سيتحدث المقال الثالث عن المحاور البقية ان شاء الله .

 

بغداد - ٢٦/٦٢٢/٢٠٢٢

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك