حمزة مصطفى ||
من الواضح اننا وبعد خمس دورات انتخابية لانفرق بين الدولة والحكومة. ومن تجليات ذلك ماتقدمه الحكومات عبر كل الدورات الماضية مايسمى بالبرنامج الحكومي. كل البرامج الحكومية التي قدمتها كل الحكومات الماضية تتناول مهام الدولة الثابتة لا شغل الحكومات المتحرك والذي تخضع فيه مهامها لمبدا الأولويات. تقع البرامج الحكومية التي تتلى فقراتها في مجلس النواب لغرض التصويت في نحو ١٠٠ الى ١٢٠ صفحة هي عبارة عن مهام الدولة من عهد حمورابي الى اليوم. فمن مهام الدولة الحفاظ على الامن والاستقرار ودعم القوات المسلحة. ومن مهامها الاقتصاد والتنمية والاستثمار. كما لم تتغير مهمة الدولة منذ عهد حمورابي الى اليوم في دعم المرأة والشباب والنهوض بالزراعة والصناعة والنقل والتربية والتعليم والمناخ والتصحر " اعتقد في زمن حمورابي ماكان اكو تصحر او مشكلة مياه". لكن ماهي مهمة الحكومة؟ مهمة الحكومة المحددة باربع سنوات تقويمية تبدأ وتنتهي مع بداية ونهاية الدورة البرلمانية هي تحديد الأولويات خلال الاربع سنوات التي تكلف من قبل مجلس النواب بادارة المهام التنفيذية. لذلك حين تستنسخ نفس مفردات البرامج الحكومية للدورات السابقة التي هي اصلا غير صحيحة فانها في الواقع تكذب على نفسها وعلى البرلمان وعلى الشعب. ففي غضون اربع سنوات لايمكن لأية حكومة ان تنهض بالزراعة والصناعة والنقل والامن والاستقرار والمرأة والشباب والصحة والتربية والتعليم. الحكومة الناجحة تقدم خطة تقوم على مبدأ الأولويات من عبارة واحدة لا أذكر. لو كنت في مكان رئيس الوزراء المكلف لجئت الى البرلمان ايد من وره وايد من كدام لا جنطة دبلوماسية احشر فيها ١٢٠ صفحة ولا هم يحزنون. أقف امام السادة النواب ومعي كابينتي الوزارية لغرض التصويت عليها. وحين يطلب مني رئيس مجلس النواب عرض خطتي اخرج من جيب سترتي قصاصة ورق صغيرة تتضمن مايلي.. السيد الرئيس.. السيدات والسادة النواب. برنامجي للاربع سنوات القادمة يتكون من عبارة واحدة وهي " خطة شاملة لمعالجة الفساد في مؤسسات الدولة". لماذا؟ لان الفساد هو الذي يحول دون قدرة اي حكومة على تنفيذ وعودها في بناء الدولة والمجتمع. الفساد هو الذي يعيق تطوير التربية والتعليم والصحة. الفساد هو الذي يعيق النهوض بقطاع الكهرباء. الفساد هو العائق الاكبر امام عدم تحقيق تقدم في ميادين الاستثمار والتنمية. الفساد هو الذي يحول دون أي خطة لمعالجة الفقر والنهوض بالشباب والمرأة. الفساد هو الذي جاء لنا بافات فتاكة بدات تفتك بالمجتمع مثل المخدرات وغيرها. الخلاصة ان البرنامج الحكومي اكذوبة وضحك على الذقون وعدم دراية بين مهمات حمورابي وعبد الفتاح السيسي.