المشروع الاول قديم ومنذ خمسينيات القرن الماضي، وهو بدا بنشوء اسرائيل، في البداية وبعد تحول التبني لتلك الدولة اللقيطة الجديدة في المنطقة من قبل بريطانيا العظمى التي عجزت بالشيخوخة، الى الدولة الفتية الصاعدة الولايات المتحدة الامريكية، التي حاربت العرب ودمرت جيوشهم ، واستبدلت انظمة الحكم فيها من معادية الى عميلة بالسر فهي تدعي انها تحارب اسرائيل بالعلن وتعقد الاتفاقيات معها في السر، وفي كل فترة تخلق حروب وصراعات بين دول المنطقة من اجل اضعاف تلك الدول وتقوية اسرائيل في المقابل، واخرها ما سمي بالربيع العربي، التي ساهمت في اسقاط انظمة وجعل دولها فاشلة وضعيفة كما في ليبيا والعراق وسوريا، ودول اخرى حافظت على الانظمة فيها برغم انها دكتاتورية وظالمة لكنها موالية لها، وهذا المشروع اثبت انه استعماري ولكن بأسلوب جديد ما سمي بالفوضى الخلاقة، والشرق الاوسط الجديد ومن يسير على نهجه يبقى ذليلاً ، لا يملك قراره، يبقى مستهلكاً حتى لو كان منتجاً ، يحكمه التوابع الذين لا يقدمون الى اي خطوة بدون اخذ القرار من واشنطن وتل ابيب وهما واحد، فهذا الاردن الذي تحول الى حديقة خلفية لإسرائيل وان الملك فيها مجرد منفذ لأوامر امريكا واسرائيل وهي تعيش على المنح والهبات الامريكية، وقد يقال ان الاردن دولة فقيرة، ولكن ما لذي يدفع دول الخليج التي تدفع المليارات سنوياً للولايات المتحدة الامريكية بحجة حماية نفسها من التهديد الايراني! ، وهي لا تستطيع حماية نفسها من ضربات انصار الله اليمنية ، بصواريخ ومسيرات صنعتها بنفسها، في هذه الفترة تتسارع الاحداث في المنطقة، فاليوم تم استقبال الرئيس الامريكي في اسرائيل بحفاوة بالغة وهو يقول انني صهيوني وهذه هي الحقيقة، وسيزور ايضاً السعودية، يحاول الامريكان في هذه الزيارة القول ان دول الشرق الاوسط تقف الى جانب الغرب ضد روسيا، وتحاول تسريع المصالحة بين العرب واسرائيل( التطبيع) او ما تسمى بالاتفاقيات الابراهيمية، وانشاء تحالف ( ناتو شرق اوسطي) ضد ايران، ولكن هذه التحالفات ولدت ميتة، فالولايات المتحدة الامريكية فقدت مصداقيتها في المنطقة، فهي تدعي حماية حلفائها وهي بالحقيقة تتبتزهم بخلق اعداء وهمين وجعل عدوهم الحقيقي صديق، وهذه تركيا فهي معها في حلف الناتو وفي نفس الوقت تدعم اعدائها الاكراد في سوريا(قسد)، وهي تدعي الانسانية والديمقراطية وتدعم انظمة دكتاتورية!!، ونفسه رئيسهم بايدن قال في ايام الانتخابات الرئاسية الامريكية بانه عندما يفوز سوف لن يتعامل مع بن سلمان القاتل( قاتل خاشقجي)، ولكن الان وبعد الحرب في اوكرانيا لابد من اعادة النظر بالخطابات السابقة، فالمصلحة تتطلب وخطاب الانتخابات قد ذهب في زمنه، فهي اليوم بحاجة للنفط والغاز السعودي والخليجي بصورة عامة وحتى العراقي، لسد النقص الحاصل من امتناع روسيا من التصدير لاوربا بسبب الحرب الاوكرانية الروسية، فهل تقبل دول المنطقة وعلى راسها دول الخليج بان تكون اراضيها ساحة للمعارك؟!، وان الناتو الغربي كان في طريقه للموت السريري، لكن الولايات المتحدة الامريكية هي من اعادة له الحياة بابتزازها روسيا واشعال الحرب الاوكرانية الروسية، وتريد ان تشعل حرب جديدة في المنطقة بدفع من اسرائيل ضد ايران ومحور المقاومة، ومن مقدماته اتهام ايران بتزويد روسيا بالطائرات المسيرة، وانها طرف في المحور المقابل ، وفي العراق تم طرح تسجيل مسرب لنوري المالكي مفبرك يتكلم فيه عن سيد مقتدى واتباعه ويتهمهم بالجبن والعمالة وقتل الناس، وفي وقت حرج وهو قبل صلاة الجمعة التي دعا لها السيد مقتدى الصدر في مدينة الصدر غداً الجمعة، البعض قال انها من صنع بعض الجيوش الالكترونية لأشغال الناس عن زيارة الكاظمي للسعودية للمشاركة في القمة الخليجية الامريكية الاسرائيلية، وخلق الفتن ، ولكن تشكيل تلك الاحلاف دائماً ما يكون مصيرها الفشل في المنطقة، وان الترويج لعودة الولايات المتحدة الامريكية للمنطقة وانها هي الفاعل الوحيد قد انتهت، وكما قال سماحة السيد حسن نصر الله ان الرئيس الامريكي في عمر الشيخوخة وهو يعكس وضع الدولة التي يقودها وهي في نهاية افولها، وان الهيمنة الامريكية في طريقها الى الزوال. عدنان جواد, [١٤/٠٧/٢٠٢٢ ١١:٥٧ ص] وفي المقابل فهناك قمة تمثل المشروع الثاني في المنطقة والتي ستقام بين روسيا وايران وتركيا وطبعا خلفهما الصين، في الايام القادمة، هذا المشروع يتعامل مع الدول كدول وليس محميات وتوابع، وحسب المصالح المتبادلة، مثل ما طرح على العراق في انجاز ميناء الفاو والبنى التحتية مقابل النفط، والذي افشلته امريكا واتباعها، وراينا كيف استطاعت روسيا وايران منع امريكا من اسقاط النظام في سوريا، ونحن في العراق ومنذ 19 سنة ونحن تحت الوصاية الامريكية ، ماذا استفدنا منها، اصبحنا دولة فاشلة، ارضها مباحة ، الفساد منتشر في كل مؤسسات الدولة ، عدم توفر الكهرباء والماء وتعطل الزراعة والصناعة والبطالة قياداتها تأخذ قراراتها من وراء الحدود ، وهي تتسلم صك السلطة من خارج العراق، واليوم الجفاف يطرق الابواب بقوة، ولا تستطيع الحكومة التفاوض مع تركيا لأنها دولة ضعيفة، نتيجة ضعف الوطنية وعدم تراكم العمل والخبرات ، فكل حكومة تستبدل الكادر القديم وتهدم البناء القديم بون ان تكمل ما بناه السابقين، ونفس المشاكل في ليبيا وافغانستان، وبعد هذه الحقائق والاحداث التي شاهدنها ولا زلنا نعيش وقائعها، هل نسير الى حتفنا ام الى العزة والمنعة والكرامة، فبوادر الفتنة على الابواب ، والحرب الشيعية هناك من يشعل فتيلها في العراق لأضعاف محور بعينه واستمرار المشروع الاول ، ولعودة السلطة لسابق عهدها والتحاق العراق بحضنه العربي الاسرائيلي وترك الحضن الصفوي الفارسي الاسلامي، فهل وعى الشعب العراقي مصلحته واين الحق واهله واي المشاريع اصلح لنا، واين يسير به قادته السياسيين والذين اثبتت التجارب انهم لا يفكرون الا بأنفسهم وانهم يتحالفون مع الشيطان من اجل بقائهم في السلطة واستمرار حصولهم على المال، وهم لا يعلمون ان السفينة عندما تغرف سوف يكونوا اول الغارقين.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha