عدنان جواد ||
في الاحداث الاخيرة التي سالت بها الدماء البريئة عند اقتحام المنطقة الخضراء من قبل اتباع السيد مقتدى الصدر، نتيجة لخلافات ومصالح سياسية، وشعارات الاصلاح ومكافحة الفساد، وتدخلات ومؤامرات دول اجنبية، كان وقودها ابناء المناطق الشعبية الفقيرة، وقد تنبأ المرجع اية الله العظمى السيد علي السيستاني (دام ظله) بذلك عندما تم القضاء على داعش عام 2017 ، فقال احذركم من فتن قادمة تستهدف مناطق القوة عندكم، وواحدة منها اطاعة المرجعية، وفعلا تم استهداف المرجعية ، بالحروب الناعمة، التي توهم الشباب بانهم لا يحتاجون اطاعة المرجعية، وان الدين هو سبب تخلف الشعوب، وان سبب الفساد والخراب في العراق بعد 2003 الاحزاب الاسلامية ، واطاعة المرجعية ليس فقط بالكلام، كما يفعل الساسة ، بل يجب ان يكون هناك عمل على ارض الواقع ، في خدمة الناس، والكف عن استغلال المناصب والمغانم والنظر بمنطق الرابح والخاسر وانما منطق المصلحة الوطنية، وترك المصالح الشخصية والحزبية، وان الغضب الشعبي وصل حد الانفجار، ولا بد من صون حقوق المواطن العراقي، وتتحولون من حكام الى خدام، وان يشرع البرلمان بحل نفسه ، واذا لم يتمكن عندها تستطيع المحكمة الاتحادية حله، وان تخصص قوة تحمي المؤسسات واولها المحكمة الاتحادية ومجلس القضاء الاعلى كما في الدول الديمقراطية، وليس كما عندنا الدولة لصالح شخوص وليس لصالح مؤسسات، والدول لديها مصالح في العراق ، والمصالح هي التي تحكم وتشجع الدول في الاستثمار، واي دولة ليس فيها استقرار، مصيرها الفوضى والانهيار في اي وقت يختلف فيها الحكام، فمن الان اخذوا نسبة 10% واتركوا الباقي للشعب، وتحركوا على 80% من الناس التي لم تشارك في الانتخابات وهي في اغلبيتها من شعبية المرجعية في الجانب الشيعي، بتقديم الخدمات لهم في الرعاية الاجتماعية والتقاعد ودعم الشرائح الفقيرة، وترك البروج العاجية، وان الاعراف السياسية يمكن تغييرها فهي تم اختراعها من قبل الجهات السياسية المتوافقة احيانا والمتخالفة في الحصص احياناً اخرى، والتغيير لابد ان يصدر من الجهات السياسية نفسها، واهمها حل مجلس النواب، والانتخابات المبكرة، وامتلاك الشجاعة في الاعتذار للشعب، واعادة الاموال المسروقة، وتعديل الامور الخلافية في الدستور، فالعراق لا يقاد من طرف واحد، فالقادة العظام يتخذون القرارات الصعبة حتى لو كانت تتعارض مع مصالحهم، ولابد من مناقشة المواد الدستورية التي تشترط الثلثين لاختيار رئيس الجمهورية، والثلث المعطل لتجاوزها في الانتخابات القادمة،
واكرموا من وقف في الشارع، يدافع عنكم ( فان اكرمت الكريم ملكته وان اكرمت اللئيم تمردا) بنفسه بالأمس واليوم، بالأمس دافع عن الوطن والدولة والمقدسات، واليوم عن العملية السياسية وعن مؤسسات الدولة ، وعن كراسيكم وقصوركم، فلولاهم لذهبت الاوضاع الى الفوضى وفتنة كبيرة تحرق الاخضر واليابس، فهل انتم فاعلون؟!، وهم من عوائل فقيرة ومحدودة الدخل، واغلبهم لديهم مرضى لا يستطيعون علاجهم، ابنوا المستشفيات اشتروا العلاجات لمرضاهم، فكما تتعالجوا في الدول الاجنبية ، ابنوا المستشفيات مثل ما فعلت المرجعية، ساعدوا من لم يجد قوت يومه، ساعدوا من لا يستطيع ارسال ابنه الى المدرسة بسبب العوز، وانتم اولادكم في ارقى المدارس، اكسبو ود الاغلبية بالتواصل معهم، احرصوا من الان فصاعدا ان تكون كل اعمالكم ملموسة على ارض الواقع، تصل الى كل قرية وكل مدينة، الم تتأثروا بالامام الخميني (قدس ) حرب وحصار من العالم كله على ايران، ورغم ذلك اوصل الكهرباء والماء لجميع مدن ايران وقراها، امر بتعبيد الطرق وشق قنوات الري، ساعد المتعففين والمحتاجين بقوانين واجراءات اقتصادية واضحة وصارمة، مثل الحصص التموينية وغيرها، لم يسكن القصور كما سكنتم، سكن في قلوب الملايين في ايران والعالم لأنه ارضى الله وعباده المؤمنين والمستضعفين، فينبغي من اليوم دعم الصناعة وتشغيل المصانع والمعامل المتوقفة، وتوفير العمل للناس، وتشجيع الزراعة وتوفير طرق السقي الحديثة بالرش والتقطير، واستلام المحصول من الفلاحين، والاهتمام بالتعليم والصحة، والاهتمام بالشعب مثل ما تهتمون بعوائلكم ومنازلكم، والفرصة متاحة ولكنها غير مستمرة لفترة طويلة، ولا يأخذكم البرود والاطمئنان بانسحاب السيد مقتدى الصدر من السياسة فهو سيعود وستجري انتخابات ، وعندها يبرز من خدم الناس واطاع المرجعية ومن خان الناس وابتعد عن المرجعية.