عدنان جواد ||
الكثير من الفوائد يستفاد منها زائر الإمام الحسين عليه السلام، كالصبر، والإيمان ومعاشرة الصالحين ، وزيادة عدد الاصدقاء، ومن هؤلاء الاصدقاء من شعوب اخرى، وخاصة اذا كانت من شعوب متحضرة لديها انجازات في مختلف مجالات الحياة، ويجمعنا بهم حب الحسين، ومن هؤلاء الزوار الايرانين، والحقيقة ان السمة الغالبة للزوار الايرانين حب النظام، والتاثر عند سماع اسم الحسين، فمثلا تجدهم ينتظمون في صف طويل على أكلة مفضلة مثل(الكباب) وعندما يأتي احد يريد ان يخترق( السرى) يصيح الجميع بصوت واحد(صف صف)، ويبكون بكاء الفاقدين عند سماعهم النعي او الأدعية بخشوع ودموع منهمرة، وانتظامهم للصلاة وخاصة الجماعة بمجرد سماع الآذان احدهم يصيح للآخر(نماز نماز)، لديهم صبر جميل وطاقة تحمل كبيرة، هذه ابرز الملاحظات التي لاحظناها في مسيرة الاربعين.
كان لنا حديث مع احد الزوار الايرانيين وهو من الاهواز يتكلم اللغة العربية، وبعد السلام وتبادل التحية ، بدا وكأننا أصدقاء من زمن بعيد، أثنى على خدمة الزوار من قبل العراقيين وخاصة الجنوبية لأنه قادم من منافذها، وعلى الكرم والعزوبية وتمنى ان يرد هذا الجميل للعراقيين عند ذهابهم لايران، وقد اعطانا رقم تلفونه في ايران وانه سيكون في خدمتنا عند الذهاب لايران، ولكنه انتقد الشوارع وقلة الاشجار في المناطق التي مر بها، وان هناك فرق كبير بين ما موجود في ايران من اشجار كثيفة وزراعة متطورة، وشوارع معبدة وطرق مخدومة وبين ما موجود في العراق من اهمال وتقصير، فسالته عن الجانب الصحي والعلاجات، قال : لدينا ضمان صحي والعلاج لدينا شبه مجاني، وعن الجانب التعليمي، وحسب تصورنا انه متهاون ومتساهل ، نتيجة ما نشاهد كثرة الذاهبين للدراسة في ايران، قال بالعكس الدراسة صعبة ولا يوجد فيها غش او تسامح، وتم بناء المدارس في ابعد نقطة من ايران وفي اغلب قرى ايران البعيدة، اما في جانب الصناعة فقد ذكر ان اغلب السلع والمنتجات الصناعية ايرانية ، من السيارات الى الثلاجات وكل ما تحتاجه العائلة، وفي الزراعة فحدث ولا حرج فلا تجد منطقة في ايران وحتى منزل من دون اشجار او شجيرات، ، وان الدولة تشجع الفلاح على الزراعة فهي تزوده بالبذور والاسمدة وآلات الحراثة والحصاد ، وتشتري منه المحاصيل بأسعار تنافسية، وهناك اكتفاء ذاتي في مجال المحاصيل الزراعية، ويقول نحن في هذه السنة التي عندكم جفاف نزرع(الشلب) والذي يحتاج الى ماء كثير، وفي مجال الطرق والجسور والاعمار، فقال ان هناك اعمار مستمر رغم الحصار، وان الطرق والجسور تعمر وتدام باستمرار وانها مراقبة بالكامرات، فاي خلل بالطريق(طسة) يتم رصفها خلال فترة قليلة بمجرد علم الجهات المختصة بها، ولكنه اضاف ما نعاني منه هو هبوط عملتنا مقابل الدولار وعملتكم، نتيجة الحصار ونامل بكسرة بهمة وتصميم القيادة في ايران وارادة الشعب، وفي المقابل ماذا تحدثنا نحن غير المشتكى لله وتقصير الحكام في خدمة بلدهم، فالاموال كثيرة لكنها لا تذهب للصالح العام وانما لجيوب الفاسدين، والقيادة عندنا متعددة الاقطاب والرؤوس، لايضعون الشخص المناسب في المكان المناسب، ويقربون المنافق الكذاب الذي يجلب الامول لهم وبطرق قانوية، قال كنا نتصور ان العراق تغير وضعه، وان هذا الشعب الكريم يستحق التقدير والاحترام، وقال تحتاجون قيادة قوية وقانون يحاسب المقصر ، تستخدم القانون في سيادة النظام، هذا القانون يعاقب المخالف وفي جميع النواحي والاتجاهات، ففي المرور جميع الطرق مزودة بالكامرات التي ترصد أي مخالفة، سواء بتجاوز السرعة او السير بعكس الاتجاه او الحمل الزائد، وفي تنظيم السوق والاسعار، ليس هناك أي تجاوز في الاسعار لان هاك رقابة ومحاسبة شديدة، ودخول المواد وخروجها وخاصة الغذائية تخضع لحاجة السوق، وان التجار معروفين لدى الدولة ومعروفة مصادر اموالهم واي تقصير في عملهم يحاسبون، وليس كما عندكم ، كل من هب ودب يصير تاجر، وقد رايناهم يأتون لنا فيشترون النوع الرديء والرخيص من المواد الغذائية والانشائية، وبعدها حان الوداع تمنى لنا الخير ولبلدنا التغيير نحو الاحسن ونحن ايضاً تمنينا لهم الخير والصحة والعافية والعودة مرة اخرى والنصر لايران على اعدائها وفك حصارها، لذلك نحتاج قيادة تستحق ان تحكم هذا الشعب وهذه المقدسات تصرف الاموال في مجالها الصحيح، والا فان الله والتاريخ والشعب سيحاسبها ويسجلها في سجله الاسود.
ــــــــــــ
https://telegram.me/buratha