المقالات

لماذا انتصرت ايران؟!

1344 2022-10-19

عدنان جواد ||

 

اكتب هذه الكلمات بدون تحيز او تأثير عاطفي ليس لان  ايران دولة اسلامية وشيعية، ولكن عن معايشة احداث تاريخية مرت، فالكثير ممن اعمارهم تجاوزت الخمسين سنة يتذكرون الحرب العراقية الايرانية، وكيف اجتمع العالم ضدها لكي يسقط نظامها الفتي، مرة بقتل القادة واخرى بالقصف من قبل صدام على مصانعها وبناها التحتية، حيث انه كان يتوقع ان يحتلها خلال شهور وليس سنوات، وصلت مرحلة تسقط طائراتها الفانتوم على الحدود قبل ان تصل الى اهدافها، وزود صدام بطائرات فرنسية وروسية متطورة، ورادارات اكثر تطوراً، ناهيك عن المدافع والدبابات والعجلات، والصواريخ التي اصبح مداها يطال ابعد المدن الايرانية، ومع ذلك كانت تصد الهجمات وتردها بصدور جنودها الذين يمتلكون عقيدة راسخة ورغم ان سلاحهم قديم، لكن هناك ارادة ربانية اختلطت مع ارادة بشر مؤمن بقدرة الله على نصر المستضعفين حتى لو بعد حين، منطلقة من تجارب تاريخية ذكرها القران الكريم في قصص الانبياء، من النبي ادم عليه السلام الى النبي محمـد صل الله عليه واله وسلم الى اهل بيته وكيف ظلموا وسجنوا وقتلوا ولكن في النهاية من الذي خلده التاريخ وبقى ذكره مستمراً وضاع ذكر الطغاة والمتجبرين، فرب العزة ربما يترك اولياؤه فترة من الزمن يعانون الضيق والحرج وظلم الاخرين لكنه في لحظة ما يدعمهم وبقوة، فقصة النبي النوح وكيف كان يستهزئ به قومه اثناء بناء السفينة ومضايقتهم له، وفي النهاية شاءت ارادة الله بالفيضان فغرق المستهزئون ونجا هو ومن كان معه من المستضعفين، والنبي موسى وكيف انتصر على فرعون بعد ان كان ضعيفاً مطارداً، وكان جيش فرعون خلفه والبحر امامه، فتدخلت ارادة الله ، بان اضرب بعصاك البحر فيظهر له جسر عظيم يعبر عليه هو وقومه، وبعد ان يعبروا يغرق فيه جيش فرعون ، وما قصة يوسف المعروفة للجميع  من خلال مسلسل يوسف الذي انتجته الجمهورية الاسلامية، وكيف عاش في قصر الملك ، بعد ان تخلص منه اخوته ورميه في البئر و كان بضاعة تباع وتشترى، كيف اعلى الله مقامه واصبح عزيز مصر ونبي الله يقود المستضعفين، وقصة جده ابراهيم وكيف تم رميه في النار من قبل قومه الكافرون، وامتحان ذبح ولده اسماعيل، وتركه لزوجته وابنها في واد ليس فيه زرع، كلها قصص  واحداث تاريخية يغفل عنها الكثيرون، وهي ان هناك ارادة الهية تنصر الحق في مراحل معينة، وتتركه في اخرى، فالنبي محمـد كان نفراً واحداً صار امه، تعرض للقتل والاستهداف، مرة في المنام عندما فداه الامام علي عليه السلام، وفي الغار وكيف تدخلت الارادة الالهية بإنقاذه بعش الحمام وبيت العنكبوت، الى النصر في معركة بدر بدعم الملائكة، والهزيمة في معركة احد، الى الانتصار على الامبراطوريات العالمية آنذاك.

الحقيقة التي طالما نسيناها في فترات من الزمن ربما لغفلة او سوء تقدير، وكنا ننظر الى الغرب والولايات المتحدة الامريكية على انها هي صاحبة الانسانية والديمقراطية والحرية، وهي الوحيدة التي تطبق القوانين والارادة الالهية في ارضه، فهي تمنح الانسان كل حقوقه، ولكن وبعد ان راينا وعايشنا ما فعلت في بلداننا من كوارث ، اكتشفنا اننا كنا مخدوعين، والدولة الوحيدة التي وقفت مع المستضعفين هي ايران، فهي وقفت مع الضعيف دائماً وتحملت الحصار والتضييق، فهي خرجت من حرب الثمان سنوات منهكة، وصدام ونظامه يضحكون ويتباهون بانتصاراتهم الزائفة، وسبحان الله كانت نهايتهم كما هي نهاية الطغاة في التاريخ، فدعمت الفلسطينيين ضد الصهاينة الذين يحكمون العالم في امريكا والغرب، وتحولت من دولة ضعيفة الى دولة قوية، فشاءت قدرة الله التدخل، فامتلكت اسرار الصناعة النووية، وصناعة الصواريخ ذات المديات البعيدة والمتناهية الدقة بالإصابة، الى صناعة الادوية والتطور في جميع المجالات، فهي من دعمت العراق عندما تعرض لاحتلال داعش، وهي من منعت وروسيا سقوط النظام في سوريا بيد المنظمات الارهابية، وهي من دعمت فنزويلا عندما تعرضت للحصار وحرب الانهيار الاقتصادي، وهي من دعمت الحوثيون ضد قوى العدوان ، وهي من دعمت لبنان ضد الحصار الامريكي والاسرائيلي وبعض العرب واليوم تدعمه للحصول على ثرواته في مياهه الاقليمية، وسبحان الله اصبحت متهمة بدعم روسيا ضد اوكرانيا، وان طائراتها المسيرة غيرت موازين القوة في الحرب الدائرة هناك، وان العالم متجه الى الاقطاب وانتهاء الهيمنة الامريكية على العالم، فنرى حلفاء واشنطن العرب يبحثون لهم على حضن اكثر دفئاً من الحضن الامريكي، ان المعالم اتضحت وبانت وحسب حركة التاريخ، فان الله لا يترك عباده المخلصين، وانه داعمهم وناصرهم، وكل مخططات الشيطان سوف تكون زوبعة في فنجان، فعلى المؤمنين في العالم التمسك بمنهج هذه الدولة، وتصديق قول قادتها، فان من يقف معها يكون حليفه النجاة اذا لم تكن في الدنيا ففي الاخرة، وعلى حكومتنا القادم وساستنا ترك الشيطان وحبائله وادواته ، والذهاب خلف الرحمن وعباده الصالحون، فانهم ينجونهم من شهوة سرقة المال الحرام والعام، ويذكرونهم بغضب الله وحقوق الناس المستضعفين لان الله ناصرهم حتى لو بعد حين، وانه اي احد يذهب بالاتجاه الاخر فانه في عذاب وخسران مهين.

 

ـــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك