إيفان العودة ||
من غرائب عالم السياسة والإعلام في زماننا المعاصر أن تجد دولة تحكمها أسرة واحدة ووحيدة لم تجرى أي انتخابات مطلقا وتسيطر على جميع مفاصل الدولة وتستولي على مقدراتها المالية وغيرها ولا تسمح لأي مواطن أن ينتقدها ولو بحرف واحد ومن يلمز او يتكلم فمصيره الإعدام او السجن لفترات طويلة أن يتحدث اعلامها ذو اللون الواحد عن دولة منذ تأسيسها عرفت ثلاث عشر انتخابات رئاسية وبرلمانية وفيها حرية صحافة وتنوع سياسي وفكري وثقافي وديني منذ الآلآف السنين ...
إن من هوان الدنيا أن يأتي اليوم الذي يقوم فيه الاعلام السعودي الموجه بتعليم الشعب الإيراني الديمقراطية ولسان الحال وبعد أن فكرت في عدم ذكر هذا المثل لقبح الفاظه لكن ينطبق على إعلام آل سعود ...
فعندما أتابع القنوات والوكالات المدعومة من الحكومة السعودية سواء الناطقة باللغة الفارسية أو العربية وهي تتحدث عن الأوضاع الديمقراطية في إيران أتخيل أن عاهرة فاجرة تلقي على مسامعي محاضرات أخلاقية عن الشرف والعفه!!!
تخيلوا معي أن آل سعود يدعمون إقامة انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة في إيران !!!!
تخيلوا معي أن آل سعود يدافعون عن حقوق الإنسان وحرية الرأي والانتقاد ...
تخيلو نظام لا يعرف ولايعلم ولا يعتقد بالانتخابات بجميع انواعها يريد أن يكون جاره نظاما برلمانيا حر ...
تخيلوا معي نظاما ديكتاتوريا يعدم ويقتل بالمناشير معارضيه لانهم انتقدو أداه السياسي فقط ولم يوجه كلامه لنظام الحكم وطريقة وصول أفراده للحكم ...
تخيلوا معي نظام يرى المرأة عورة وليس لها أي حقوق سياسية او مدنية وسجونه ترزح فيها العشرات منهن بسبب ابداء الرأي السياسي والاقتصادي يريد من نظام من رأسه إلى أخمص قديمه تاريخيا تشارك المرأة في إدارته أن يراعي حقوقها ويطالب بحريتها...
ماهذه الوقاحة التي نعيشها سياسيا وإعلاميا
من يحكم بنظام الأسرة الواحدة وبعقلية البدوي الجاهلي لا يحق له أن يتحدث عن شعب عريق الأصل وضارب في التاريخ من حيث العلم والادب وفن السياسة والحضارة ...
لكن ماذا نعمل في زمن تسلط فيه على رقابنا زمر بهائمية عميلة للإستعمار الأمريكي الصهيوني
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha