سارة الزبيدي ||
كان ياما كان في سالف العصر والزمان، كان هناك شاب بشوش الوجه، طيب القلب، واعي العقل، دمث الخلُق، مطيعاً لربه، جاهد في الله حق جهاده، يمتلك وعي وبصيرة ميزته عن أقرانه من الشباب.
ذلك الشاب عُرف بشهيد البصيرة، إنه المصور الحربي أحمد مهنة اللامي والتي تمر علينا ذكرى استشهاده الآليمة هذه الأيام.
كان أحمد يملك سلاحاً لطالما ارعب قلوب اعدائه، اذ كان يرشق بها قلب الحقيقة، وهي كاميرته التي وثق من خلالها ما سيُخلد عِبر التأريخ لأبطالٍ يريد اعدائهم ان يمحوا هذه الورقة التي كتبوها بالدم، وهم يسطرون أبهى، الملاحم التي سيتناقلها الاجيال جيل بعد آخر، كان اقصى مناه، أن ينال شرف الشهادة في سوح الجهاد مع أبطال القوات الأمنية والحشد الشعبي، إلا أنه لم يوفق لذلك، لحكمة خفية يعلمها الله ويجهلها أحمد.
تمر الأيام واليالي وأحمد مازال يمارس مهامه في الاعلام الحربي "حالياً مديرية الإعلام العامة في هيئة الحشد الشعبي ".
وفي العام ٢٠١٩ أيام مظاهرات تشرين في العراق، إذ سارع ليوثق بكاميرته ابرز الاحداث التي جرت في تلك الحقبة، حتى سقط ذلك الشاب ومعه كاميرته، فتم إغتياله و تهشيم كاميرته وسرقة الشريحة، ليلتحق بقافلة الشهداء لترتقي روحه مع ارواح السعداء في جنان الخُلد فسلامٌ لروحه وأرواح الشهداء فسلام عليه يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا.
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha