إبتسام الإبراهيمي ||
عجزت قوى الاستكبار التي استخدمت مختلف الوسائل والاساليب عبر مراحل التاريخ عن تحقيق اهدافها الكبرى في السيطرة والهيمنة على مقدرات شعوبنا وبلداننا الإسلامية ، فقد فشلت منذ قيام الحضارة الاسلامية قبل اكثر من اربعة عشر قرناً في النيل من مكانة المراة التي وقفت مع اخيها الرجل في مواجهة الغزوات والحملات العسكرية التي ارادت فرض هيمنتها وسيطرتها ونهب ثرواتنا وخيراتنا ، ونالت مختلف القوى الغاشمة هزائم كبيرة كان آخرها ما تحقق على يد ابطال المقاومة الاسلامية من انتصار كبير على قوات الاحتلال الامريكي التي قدمت الى بلادنا بحجة القضاء على النظام الصدامي المقبور وتصدير الديمقراطية الزائفة التي بنا ها الغرب للشعوب المستضعفة وفق نظرية (نجعلهم يقولون مايريدون ، ونحن نفعل مايريد).
فكانت المراة خير سند وداعم ومناصر للمقاومين وتفننت نساؤنا المؤمنات باساليب نقل الاسلحة وإخفاء المقاومين المطلوبين ومساعدتهم في عبور سيطرات وكمائن قوات الاحتلال، كما كان لهن الفضل الاكبر في حفظ الاسر التي تعرض رجالها للإعتقال والمطاردة ، وما كان ذلك لكله الا تعبيرا حقيقيا عن ايمان النسوة المؤمنات بضرورة الدفاع عن الوطن والمقدسات .
ولتجاوز حالات الفشل والهزيمة عملت مراكز الابحاث والدراسات الغربية الى البحث عن وسائل جديدة لمواجهة إرادة المقاومة فكان ماتم تعريفه بالقوة الناعمة التي استخدمها الاستكبار العالمي من خلال عناصر الجذب والاغراء والخداع والتمويه لتحقيق اهدافه ، وكانت المراة التي هي نواة الاسرة وعماد المجتمع هدفاً وغاية عملت ادوات العدو المستكبر على ضربه واسقاطه في حبائل المكر والخديعة ، فقد توجهت اليها الافلام والمسلسلات التي صؤفت عليها الاموال الطائلة والتي حاولت تصدير نماذج مشوهة تحط من قيمة المراة الحقيقية وتحولها الى سلعة رخيصة تتفنن في عرض جسدها وتحيلها الى دمية تتلاعب بها الاهواء والرغبات .
ولان المراة المؤمنة المخلصة المطيعة لله ولرسوله ولأولي الامر من الائمة الطاهرين ونوابهم من المراجع العظام في زمن الغيبة الكبرى ، فقد توجه اليها الخطاب الاسلامي وكان لها حصة كبيرة من العناية والاهتمام تجلى بشكل كبير في خطاب السيد الولي القائد اية الله العظمى علي الخامنائي (دام ظله الشريف) ، الذي حرص في مختلف الاوقات والمناسبات الى التنبيه الى مخاطر الحرب الناعمة الموجهة لضرب القيم وتفكيك الاسرة واضعاف المجتمع .
وقد كان لزاما علينا كمؤمنات مواليات متاسيات بالزهراء والحوراء عليهما السلام ان نهتدي بهدي الصالحات وان نقف سدا منيعا لصد محاولات اعداء الله والانسانية من خلال الدفاع عن قيمنا الاسلامية الاصيلة والابتعاد عن كل ما من شانه ان يحط من قيمة المراة ويضعف دورها ومكانتها ، كما إن علينا واجب المشاركة في جهاد التبيين الذي اصبح فرض عين على مل مسلم ومسلمة لمواجهة الحرب الخطيرة التي استبدلت اسلحتها وفتحت بدل المعسكرات صالونات تحت عنوان التجميل ومواخير للفساد تحت عنوان المساج وحاولت بعنوان مزيف هو (حقوق المراة ومالمساواة بين الجنسين ) ان تدمر الاسرة وان تربك العلاقة الطبيعية التي خلقها الله سبحانه وتعالى بين الرجل والمراة والتي على ركائزها قام الوجود البشري ، وصار لزاما علينا ان ننبه الاخوات والبنات والصديقات والقريبات وجميع نساء مجتمعنا الى اهمية الاعتزاز بالانوثة الحقيقية والى فهم الدور المطلوب منا للحفاظ على اسرنا ومجتمعنا من مخاطر الحرب الجديدة التي تستهدف القيم الاصيلة .
ــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha