عباس زينل ||
الذي قتل أحمد ليست العصابة في تشرين، فالكثير من الشباب في تشرين كانوا أبرياء، ويتمنون من تغيير الواقع المزري ولو بشيء بسيط، وحتى الذين تحولوا إلى عصابات وقاموا باستلام حوالات، مبالغ طائلة لديمومة الفوضى وصنع الخراب؛ فهم ليسوا بمجرمين، وإنما هنآك أجندات عالمية دولية خططت وجهدت على أن يخرج الشباب بهذا الشكل.
فحتى المنطق لا يقبل ان يقتل شاب عراقي، يصور إخوته من الشباب في ساحات الاحتجاجات، ويبتسم لهم ويصور معهم وينصحهم وينقل معاناتهم، ان يقتل من قبل هؤلاء الشباب نفسهم، اذن هنالك أجندة عالمية تحمل فكرًا ضد فكر أحمد، أرادوا من البداية قتل نهج ومبادىء أحمد في المجتمع، كانت حركة معروفة منذ البداية، والشباب العزل كانوا حطبًا لنيرانها.
كانت هنالك جبهتين في تلك الفترة، جبهة تريد جذب الشباب للالتزام ولحسن السيرة والسلوك، للأخلاق المحمدية والإسلامية الأصيلة، للالتزام والتمسك بطرح المراجع وفتاويهم أينما كانوا، وجبهة تريد جذب الشباب للانفتاح والعري والسكر والانحطاط، للرقص مع البنات تالي الليل، للخلوة مع بنات مراهقات في الابنية الفارغة دون علم أهلهن، لتغيير سلوكيات المجتمع كأن يخرجن بنات مراهقات؛ يتعاركن مع أساتذتهن او يصحن بصوت عالي ( هييي هييي عادل طلع…)، إذن معالم الجبهتين كانت واضحة ومعروفة جدًا، أحمد الشاب المعروف بأخلاقه وعقيدته والتزامه الديني، كان من رموز الجبهة الاولى المحافظة، أجندات الجبهة الثانية المدعومة والممولة من الخارج؛ أرادوا بقاء ساحات الاحتجاجات فارغة من أمثال أحمد، لسهولة السيطرة على عقولهم، ولعدم إنجرار الشباب مرة اخرى نحو الرموز الدينية، والتمسك بأخلاقياتهم وفشل الخطة وكل الجهد المعمول والمقدم.
من الطبيعي لا يرغبون بوجود شاب حسيني بينهم، وايما شاب! شاب يملك ما يملك من العقيدة والوعي يجعله يميز الفتن، يجعله عاشقًا للمرجعين العليين السيستاني والخامنئي؛ في الزمن الذي لطالما أرادوا التمييز بينهم، وخلق فتنة بين محبيهم وأنصارهم ومقلديهم، في الزمن الذي أصبح جل إهتمامهم القضاء على مبادىء هذين الرجلين، ولكن وعد الله باقي فهو الذي اختصر كل شيء بقوله، يريدون أن يطفئوا نور الله بافواههم ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون.
أحمد ألتحق بربه مغدورا ولكنه ترك الكثير من الدروس والعبر، كأن إهتمامه بالفقراء والأيتام، إهتمامه الشديد بأخواته والإصرار بالحفاظ على حجابهن وعقيدتهن، إهتمامه بالقضية الفلسطينية والمقاومة، اهتمامه بتوصيات المراجع وأخلاقياتهم، التزامه بدعم الحشد الشعبي الذي أحتضنه، وتفاخره بهذه المنظومة والمؤسسة الأخلاقية والشجاعة.
أخيرًا ومن الصدف الجميلة، أحمد كان شابًا ولائيا كما يسمون، ولكنه قبل رحيله اوصى وصية عظيمة، كأنه أفشل بها خطط وجهد سنين للأنظمة العالمية وأجنداتها، عندما قال ( لا تتركوا السيد السيستاني وحيدًا )،
والنتيجة هي أحمد خلد وأصبح منهاجًا لكثير من الشباب المؤمنة، وذكره يتجدد مع كل مصيبة لأهل البيت عليهم السلام، ويبكون احمدا ويقصدون قبره مزارًا، واي عظمة أعظم من ان المرجع الأعلى قال في حقه؛ (ان دم أحمد في عليين ان دم احمد سوف يطفئ الفتنة والفتن القادمة).
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha