تقى العباسي ||
الحاج قاسم ورفيق دربه وروحه ابا مهدي المهندس، خاضوا اعظم المعارك وكللوها بالنصر العظيم، أبت ارواحهم عند الشهادة، إلا ان تكون جسدًا واحدًا.
شهادة الحاج قاسم وابو مهدي المهندس، ابطلت كل مؤامرات العدو، من داخل العراق وخارجه، فدمهم الطاهر اوقف فتنة عظيمة، كادت ان تنخر الامة الشيعية بالأخص والعالم الاسلامي بصورة عامة.
ضيف العراق العزيز الحاج قاسم، كان اباً روحيًا قبل أن يكون مجاهدًا في ارض العراق،حرر العديد من الأراضي العراقية المحتلة، من ايدي داعش الامريكية، لكن الشيء المرير الذي اوجع قلوب محبيه،
هو ردود فعل العراقيين، اولئك الذين تمولهم امريكا اللعينة، للأسف باعوا قيمهم الاخلاقية، ببضع من الاوراق المالية.
اذهلتني مواقف قادة الانتصار العظيمة، فحاج قاسم ذلك الإنسان الشامخ، يجلس على كرسي ذات ثلاث ارجل! كيف للكرسي المستهلك ان يجلس عليه جبل! اما الحاج ابا مهدي المهندس ذلك الانسان البصري، والأب الحنون لكل المجاهدين، كان يفترش الأرض لينام بضع ساعات بكل هدوء وسكينة.
يقينًا كله خير، جملة خالدة، قالها الشهيد الحاج قاسم سليماني، وظلت تتردد على لسان كل مقاوم، ومحب اليه، فهي تُشعر الانسان بالطمأنينة عند قولها، وكأنها تمسح اوجاع القلب بعد سيل من الهموم والاحزان.
مطار بغداد توشح بالحزن الشديد، في ذلك اليوم الأليم، الذي غصته لن تزول من القلوب، دماء الشهيدين الزاكية عطرت المطار، جسد الحاج قاسم اختلط بجسد اخيه ابو مهدي، اراد الله تعالى ان تكون روحيهما معًا، كما كانوا اخوين في الدنيا، وتركوا لنا غصة وحزنًا لا ينجلي.
هنيئًا لكما ايها القادة العظماء، هذه الشهادة، التي لا يلقّاها إلا ذو حظٍ عظيم، كنتم خير ابوين روحيين، فهنيئاً لكما هذا المقام عند عظيم مقتدر.
ـــــــــــ
https://telegram.me/buratha