قال مولانا أمير المُؤمنين (ع): «قيمةُ كُلّ امرئ ما يُحسِنه» وتعني ان الانسان امامه مشروع حياة لها قيمة وشرف يعمل في حياته كل ما يمكنه ان يبني سمعة طيبة كريمة .. يقول الامام علي في احدى روائعه . واصفا الدنيا ومواقفها .يقابلها نصيحته باجتياز الازمات برجولة وانسانية وشرف.
صُنِ النَفسَ وَاِحمِلها عَلى ما يزيِنُها**** تَعِش سالِماً وَالقَولُ فيكَ جَميلُ
وَلا تُرِيــــــــــــــنَّ الناسَ إِلّا تَجَمُّلاً*****نَبا بِكَ دَهــــــــرٌ أَو جَفاكَ خَليلُ
إِن ضاقَ رِزقُ اليَومِ فَاِصبِر إِلى غَدٍ*****عَسى نَكَباتِ الدَهرِ عَنكَ تَزولُ
والدّعوة إلى التزين بالفضائل، والتحلي بمكارم الأخلاق النبيلة ؛كي يعيش الإنسان محفوفا بالقيم الإسلامية، حتى يُقال فيه قولًا جميلًا، ويذكر بحسن خلقه وفعله، ويدعونا الامام {ع} إلى الصبر، والتّجمّل إذا ضاقت بنا الحياة، وهو نعمة من نعم الله على عباده، شرع لهم ما يستر عوراتهم، ويكون سترًا وجمالاً بدلاً من قبح العري وشناعته، وعادة تكون الالبسة خاضعة لذوق العرف وعدم الخروج من الاعراف للتقليد من امم اخرى تختلف عنا بالأعراف. لان الانسان يختلف عن البهائم ولذا يسمون الثياب التي تحرمها الاعراف بلباس الشهرة.
النقطة الثانية : الكلام اعتنتْ الشريعة بالأدب، وطريقتها حفظ اللسان، ولزوم الصمت لو تطلب الصمت ولين الكلام في المحادثة , ورَكّزتْ الشريعة على آداب الكلام مع الصغير والقرين والشيخ الكبير، وللحوار والنقاش آداب ان لا تخرج اللسان عن الآداب المطلوبة في هذا الباب،وهذه ليست وصايا بل هي شروط يجب الالتزام بها والا تكون النتيجة وخيمة حيث بطريقة الكلام تنتهي شخصية الانسان مهما كان منصبه وشهادته. فالإسلام يريد أن يميّز المسلم بعقيدته وعبادته وأخلاقه وآدابه ومظهره .سُئل أمير المؤمنين(ع): (أي شيء مما خلق الله أحسن؟ فقال: الكلام، فقيل: أي شيء مما خلق الله أقبح؟ قال: الكلام، ثم قال: بالكلام ابيضّت الوجوه، وبالكلام أسودّت وجوه) .
الاكل وموقف الانسان من بطنه :قال تعالى:( كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلا تَطْغَوْا فِيهِ). وقال جل شانه(وكلوا واشربوا ولا تسرفوا} والاكل من اكثر الامور التي تؤدي بصاحبها الى زوال تقديره في المجتمع .. يقول الامام علي{ع}{ من كانت همته ما يدخل بطنه، كانت قيمته ما يخرج منها) ..
•العفة : العفة تعني :الامتناع والترفع عمّا لا يحل أو لا يجمل السمعة وينهي الشخصية اجتماعيا.. من اشهر المساويء شهوة البطن والجنس، وحين يكون الانسان شرها نهاما للطعام يرمي بسمعته وشخصيته تحت قدميه . يصبح اسيرا لبطنه واللقمة التي تدخل فيها, يقابلها من يترفع ان يطأطأ راسه من اجل وجبة طعام يلتهمها كالحيوان الذي دخل مرعى وفير .قال الباقر{ع}: "ما من عبادة أفضل عند اللّه من عفة بطن وفرج" .
واعجبني فضيلة الدكتور: مفتي الازهر الشريف . قال: الطعام أحد أسباب شيوع سوء الأخلاق وطريقة الاكل تسقط سمعة وكرامة النهم الشره في الاكل. واخيرا اقول . ان حسن الطعام من عدمه مقرون بطريقة تناوله , وللطعام اهمية عرفية كبرى تتحدد قيمة الانسان من خلال تناوله وعفته او شراهته ونهمه.
الشيخ عبد الحافظ البغدادي
https://telegram.me/buratha