لمى يعرب محمد ||
"فلا أقسم بمواقع النجوم وأنه لقسم لو تعلمون عظيم"، النجم: أحد الأجرام السماوية المضيئة بذاتها، والنجم: الثريا، والجمع نجوم وأنجم ونجام، أما مواقعها فهي الأماكن التي تمر بها، أثناء سيرها في السماء بسرعات مختلفة، وحركات النجوم عديدة وخاطفة، وقد أشار القران لهذه الحقيقة الكونية المبهرة.
إن الإنسان على هذه الأرض لا يرى النجوم أبدا، نظرا للأبعاد الشاسعة التي تفصل نجوم السماء عن أرضنا، ولكنه يرى مواقعها التي مرت بها ثم غادرتها، وعلى ذلك فهذه المواقع كلها نسبية، وليست مطلقة، وقد أثبتت أن نجوما قديمة قد خبت أو تلاشت منذ أزمنة بعيدة، ولا زال ضوئها يتلألأ في ظلمة السماء، في كل ليلة إلى يومنا هذا، هذه الحقيقة العلمية التي اهتم بها القران الكريم وذكرها في أكثر من ايه، كما وثبت علميا إن الضوء يتحرك بشكل منحني أثناء مروره في مجال تجاذبي كالكون في السماء الدنيا وهو ما وصفه القران بالعروج، وهو الانعطاف عن الخط المستقيم، وهذا ما يفسر إن الناظر من الأرض، يرى موقع النجم على استقامة بصره، وهو مغاير لمصدر الضوء، مما يؤكد إن الإنسان لا يمكنه أن يرى النجوم أبدا.
مشيئة الله في خلق الكون وحسن الاستخلاف له، وتواصل المكان والزمان والتي من ضمنها النجوم ومواقعها ودقة صنعها، والتأكيد بأنها ليست عشوائية ومبعثرة، بل لديها انسجام تام، ويعتبر هذا الانسجام ايه من آيات الخالق-عز وجل-، وقد بني على أساس هذه الدقة والتوازن قوانين رياضية يستطيع من خلالها حساب ظواهر فلكية متعددة وللمستقبل البعيد، قوله تعالى"وعلامات وبالنجم هم يهتدون"،وقوله "مسخرات بأمره"، توضح الآيات القرآنية إن وظيفة النجوم هي الهداية والحماية والأمان، وان هذه النجوم مسيرة ومدبرة بإرادة من الله جعل لها وظيفة خاصة.
لو نلاحظ إن هناك صفة مشتركة ومترابطة، مابين (النجوم السماوية) والمجموعة الفاعلة (نجوم الأرض) من آل بيت محمد(ص)، هي (الهداية والأمان)، ذكرت في الآيات القرآنية وأحاديث الأئمة، قوله تعالى"وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا"، ومن رسالة الإمام المهدي(عج) إلى الناس يقول:"أما رأيتم كيف جعل لكم معاقل تأوون إليها، وأعلاما تهتدون بها؟ من لدن ادم، كلما غاب علم بدا علم، وإذا أفل نجم طلع نجم، فلما قبضه الله ظننتم: إن الله أبطل دينه وقطع السبب بينه وبين خلقه، كلا ما كان ذلك ولا يكون حتى تقوم الساعة، ويظهر أمر الله وهم كارهون".
ـــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha