علاء الساعدي ||
ورد اسم قرقيسياء في روايات ائمة اهل البيت عليهم السلام، وجاء في معنى كلمة قرقيسياء إشارة الى منطقة قرقيسياء السورية حيث ان اسمها اللاتيني كركيسيوم وتعني المعقل او الحصن الدائري، وإبان الفتح الاسلامي اصبح اسمها قرقيسياء، حيث جاء هذا الأسم في الروايات المخصوصة بعلامات الظهور الشريف، إذ تعتبر إحدى المدلولات ألتي تسبق خروج إبن اكلة الاكباد السفياني اللعين، حيث مروره بها بعد استيلائه على الكور الخمس، وحكمه للشام.
تعتبر قرقيسياء من المدن التأريخية والأثرية في الشام، موقعها في المثلث العراقي السوري التركي جنوبا عند مصب نهر الخابور لنهر الفرات، تبعد حوالي مائة كم عن الحدود العراقية، وحوالي مائتي كم عن الحدود التركية حيث كانت حاضرة في معارك أمير المؤمنين علي عليه السلام ضد معاوية، واليوم هناك تحديدا توجد مدينة تسمى البصيرة وهي تابعة الى دير الزور، حيث تبعد مسافة اثنان واربعون كم عنها، وهذه المدينة من اغنى المدن السورية بالثروة النفطية، ولها اهمية استراتيجية خاصة لكونها بوابة العراق وأيران للقادمين من الشام.
ورد عن الإمام الباقر عليه السلام : [ أن لولد العباس والمرواني لوقعة بقرقيساء يشيب فيها الغلام الحزور ويرفع الله عنهم النصر ويوحي إلى طير السماء وسباع الأرض اشبعي من لحوم الجبارين ثم يخرج السفياني ].
(كتاب الغيبة للشيخ النعماني - ج ١ - الصفحة ٣١٤)، الرواية هنا تخبرنا بأن طرفي هذه المعركة هم اطراف جبارة ظالمة، حيث ولد العباس اصحاب الرايات السوداء او المسودة الذين يلبسون السواد كما في حديث نعيم ابن حماد في مخطوطته المشار إليهم باصحاب الدولة وهوﻻء اسماؤهم بالكنى، لا يشيرون الى ألقابهم وانما الى مناطقهم، ووصفوا بلحى طويلة وشعور طويلة، واليوم اقرب المصاديق هم العصابات التكفيرية الموجودة هناك، حيث دعم النواصب والغرب والاتراك واضح ملموس في ايام دولة الخرافة في العراق، والمروانيين تأريخيا يشار لهم بالاكراد حيث اليوم الأكراد السوريين ساكني تلك المناطق المحاذية للاراضي التركية، وما يلاحظ اليوم من وجود دعم عسكري غربي وحماية غربية للأكراد من الاتراك، الذين لن يترددوا في مهاجمة الاكراد الطامحين الى دولتهم في تلك المنطقة عند أي فرصة سانحة، وهو ما سيحدث من بعد الحرب العالمية حيث نزول الترك الجزيرة، حيث مارقتهم التي ستنفصل عن نظام الحكم السوري برواية الامام الباقر عليه السلام الطويلة : ومارقة تمرق من ناحية الترك، ويعقبها هرج الروم، وسيقبل إخوان الترك حتى ينزلوا الجزيرة..
(غيبة النعماني ص 287-288-289)
رواية اخرى ورد فيها ذكر قرقيسياء، ففي الرواية عن الإمام الباقر عليه السلام أنه قال لميسر: (يا ميسر كم بينكم وبين قرقيسا؟ قلت: هي قريب على شاطئ الفرات فقال: أما إنه سيكون بها وقعة لم يكن مثلها منذ خلق الله تبارك وتعالى السماوات والأرض ولا يكون مثلها ما دامت السماوات والأرض مأدبة للطير تشبع منها سباع الأرض وطيور السماء، يهلك فيها قيس ولا يدعى لها داعية (الكافي – الشيخ الكليني – ج ٨ – الصفحة ٢٩٥).
إذ ورد ذكر بنو قيس في الرواية الثانية، وبنو قيس هم العشائر العربية السنية التي تسكن في تلك المناطق والمدعومة من الترك.
الرواية الاولى والثانية تفسر لنا وجود معركتين لقرقيسياء، حيث الاولى تكون بين الكرد والمسودة التكفيريين ولد العباس، والثانية تكون بين السفياني وبنو قيس وداعميهم الاتراك، حيث سينتصر السفياني على هذه العشائر ويطرد الاتراك ليتوجه نحو العراق حيث تصفه الروايات بأن لا همة له الا العراق.
هكذا ستطوى صفحة قرقيسياء، معارك تحدث قبل خروج السفياني واثناء خروجه واستيلائه على الكور الخمس، وبمروره بمناطق الاقتتال، يقضي على الطرف الاخر العشائر والاتراك، ويبسط سيطرته على كل سوريا، حيث وجهته الى الكوفة مرورا بغرب مناطق العراق، ثم اسقاط حكم بغداد، إذ ان مراده الكوفة، حيث الممانعة ضده، ما إن يصلها لن تطول اقامته فيها، ليبتدئ فصل جديد باندحاره على يد رايات الهدى، اليماني والخراساني، لنقترب جدا من صيحة جبرائيل الرمضانية، بشرى الظهور الشريف.
ــــــــــ
https://telegram.me/buratha