عدنان جواد ||
البعض قال ان امريكا تفرق والصين تقرب، عادة العلاقات بين ايران والسعودية والاعلان من الصين، وهي علامة لولود عالم جديد، وهو نصر اخر للصين، مقابل الهيمنة الامريكية في المنطقة، ومن ضمن الشروط في اعادة العلاقات بين الدولتين هي عدم التدخل في الشؤون الداخلية، والدخول في التفاصيل بان تمتنع ايران عن دعم الجهات المسلحة في اليمن واخرى في العراق وبان لا تهدد السعودية ومصالحها، وبنفس الوقت تمتنع السعودية عن دعم المعارضة في ايران وتهدد مصالحها في المنطقة او استخدام اراضيها للاعتداء على ايران، والطرف المهم والضامن لعودة العلاقات بعد قطيعة حد العداء، هو الصين الدولة التي تعمل بقيادة الرئيس شين جين بنغ والذي طرح الاستقلال عن التكنلوجيا الغربية، والاستقلال بالصناعة العسكرية، وهي تهيا نفسها الى ان تكون قطب عالمي جديد، في عالم متعدد الاقطاب ربما يكون اكثر عدلاً، الصين وطوال الفترة الماضية كانت لا تتدخل في الشؤون السياسية والعسكرية، وكانت حركتها فقط في الجوانب الاقتصادية، لكنها اليوم انغمست بشكل رئيسي، وخاصة بعد ان حاولت الولايات المتحدة الامريكية ابتزاز الصين في تايوان بعد ان فعلت هذا الامر مع روسيا في اوكرانيا، وان مشروعها الحزام والطريق لا يمكن ان يكون من دون وجود ارادة سياسية وقوة عسكرية تحمي الدول التي يمر من خلالها هذا الطريق.
ان المتضرر الرئيسي من هذا الاتفاق هو إسرائيل بالدرجة الاولى وبعدها الولايات المتحدة الامريكية، وقد قالت الصحف الاسرائيلية ان الاتفاق بصق بوجه اسرائيل، ونهاية لمشروع اسرائيل في تجييش العرب ضد ايران، وان ايران العدو المشترك للعرب واسرائيل في خطاب نتنياهو قد انتهى ولا يوجد له سامع بعد الان، وانها ضربة للهيمنة الامريكية، ومن الخطر الكبير الذي تتعرض له اسرائيل هو فقدان الثقة بالولايات المتحدة الامريكية وخاصة من اقرب حلفائها، لوجود مشاكل كبيرة بين الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها وتعاملها معهم بفوقية والاخذ بدون مقابل، واولهم السعودية الدولة الكبيرة التي لها تأثير كبير في المنطقة، وانها عندما تعيد العلاقة مع ايران يعني نهاية للعداء الطائفي والمذهبي، وانهاء للحروب في المنطقة واستقرار في اليمن ولبنان وحتى العراق، فالصراع السعودي كان في داخل الدول العربية والذي دفعت تلك الدول ثمنه دماء كثيرة من خلال الحروب الاهلية، وازمات اقتصادية وحصارات كما حدث في العراق واليمن ولبنان وسوريا، وعلاقات الدول العربية ببعضها البعض عانت الكثير من المشاكل .
ان التبادلات التجارية بين السعودية والصين ومنذ اكثر من (10) سنوات تفوق تلك التبادلات بين السعودية والغرب والولايات المتحدة الامريكية بأجمعها، وايضا التبادلات التجارية بين ايران والصين كبيرة جداً ، وتبادل ايران مع السعودية لعام 2022 (15 ) مليار دولار، وهي قليلة مقارنة بإمكانيات الدولتين في الصناعة والزراعة، وتبلغ (21) مليار دولار مع الدول العربية تقع في المرتبة الاولى الامارات، قد تحاول اسرائيل ومن خلفها واشنطن ودول اخرى متضررة من هذا الاتفاق، في اعاقته او خلق التوترات باستخدام الاموال والعملاء، لكن الصين دولة قوية ويمكن الاعتماد عليها في افشال مثل هذه المخططات والعراقيل ، ومن الايجابيات وفي اولهما اليمن وهي مهمة بالنسبة للسعودية وسوف تحل المشاكل والحرب والحصار في اليمن، وسوريا التي ستعود للجامعة العربية، وحلحلة الامور السياسية والاقتصادية في لبنان، فالأوضاع ما بعد اعلان بكين في المنطقة و في العالم قطعاً ستختلف عن ما كان قبله.
الدول مهما كانت عقائدها وثوابتها لا يمكن ان تتنازل عن مصالحها ومصالح مواطنيها، فعلينا كقادة وساسة ومواطنين بسطاء ان نكون على قدر المسؤولية، والشعور بالمواطنة قلباً وقالباً وقولا وفعلاً، وليس التفكير من بعض الساسة بمصالح الدول التي تدعمه ويترك مصالح بلده، لذلك ظل بلدنا متخلفاً في جميع المجالات طوال السنوات الطويلة الماضية، ونتساءل عن العملاء في بلداننا في فلسطين وسوريا وحتى في العراق الذين يرسلون المعلومات للإعداء ، ماذا جنوا عندما خانوا بلدانهم غير الخيبة والخسران، فالدول القوية والمحترمة هي تلك التي يحترم ابناؤها القانون وينظرون لمصالح بلدهم العامة وعدم تغليب مصالحهم الشخصية عليها.
تفضلكم بنشر المقال اذا كان مناسباً ، ونكون لكم من الشاكرين.
ـــــــــــــ
https://telegram.me/buratha