المقالات

سلام يا مهدي..!


عبدالملك سام ||

 

لطالما تفاخرنا كيمنيين أننا سواء كنا زيديين أو شوافع بأننا نتعايش مع بعضنا بوئام، وهذا طبعا قبل أن ينتشر الوهابيون بيننا بواسطة المال السعودي لينشروا التكفير والتنازع.. ولكن رغم كل ما حصل فقد كان الوهابي اليمني أقل شرا من وهابي الدول الأخرى، كيف لا ونحن الأرق قلوبا والألين أفئدة بشهادة النبي (ص)؟!

نحن نصلي معا منذ أن كان الآخرين يصلون في مساجد متفرقة، وقد وصل الأمر في بعض الدول بأن أصبح في المسجد الواحد أربع جماعات لأتباع المذاهب الأربعة أشهر أهل السنة! بينما صلى اليمنيون مع بعضهم لأن هذا هو الأصح؛ فالإسلام هو المعيار، والمؤمنون أخوة وإن إختلفت توجهاتهم، فربهم واحد، وكتابهم واحد، ونبيهم واحد، وما يجمعنا أكثر مما يفرقنا.

نجاح الرابطة الدينية المبنية على الأخوة في الإسلام ليست نتاج أننا أهل الحكمة والإيمان فحسب، ولكن تطبيق الإسلام الفعلي يؤدي إلى الوحدة وتجميع الناس. هذا يعني أنه كلما كان المجتمع ملتزما بتعاليم الإسلام كلما أدى هذا للإجتماع والإستقرار، وهذا ما يحصل في بلدنا ولله الحمد.

مؤخرا تم إصدار نشيد "سلام يا مهدي" من قبل أشخاص يتبعون المذهب الإثني عشري، وهم يعتبرون من الأقليات التي تعيش في مجتمعنا بوئام، فلا يوجد عندنا إضطهاد لأي مذهب، ونحن أخوة نعيش معا وتربطنا وشائج قربى وعلاقات إجتماعية راقية، وهذا ليس غريبا على أهل اليمن.

ولكن رغم هذا فقد وجدنا بعض الأصوات النشاز التي تأثرت بالأسلوب الوهابي في إقصاء الناس وتكفيرهم، ورغم أني لا اتبنى رؤية الأخوة الإثني عشرية فيما يخص موضوع الإمام المهدي، إلا أن تلك التعليقات أستفزتني للوقوف معهم، وصدقوني بأني كنت سأتخذ ذات الموقف لو وجدت من ينتقد أو يكفر أتباع أي مذهب آخر؛ فأنا من المؤمنين أن ما يجمع المسلمين أكثر مما يفرقهم، وأنهم لو تركوا للقرآن ليعلمهم لما بقي شيء ليختلفوا عليه.

مخطئ من يتعبد الله على الإختلاف والبحث عن سبله، فهذا ليس من الدين في شيء، والقرآن الكريم يحث على الإجتماع وينهى عن الإختلاف، ومن يعتقد أن له الحق في قمع مخالفيه وهو في موقف المعرض عن آيات الله فليفهم أنه في الموقف الخاطئ، وأن ما يفعله يؤثم عليه، وكم كان الأجدر به أن كان كلامه من باب الإلتزام الديني أن ينصح بما لا يؤدي لوجود بغض أو ضغائن بين أبناء الأمة الواحدة.

أخيرا.. الموضوع لا يحتاج لأكثر من هذا، فلنستعذ بالله من الشيطان الذي ينزغ بيننا، والمفترض بنا أن نتعامل مع بعضنا برقي وأخلاق ومحبة كإخوة، وليعتقد كل منا ما يريد فهو سيحاسب عليه وحده، وأهم شيء ألا يؤدي أي رأي إلى إختلاف وخصومة وإمتهان للآخرين.. دمتم بخير يا أهل اليمن الشرفاء.

🌙 رمضان فرصة لتوحيد الكلمة بين المسلمين، ورمضان هذه السنة بالذات فرصة لنقف صفا كالبنيان المرصوص في وجه مخطط الفساد والرذيلة، فأغتنموا فرصة هذا الشهر الكريم للجهاد والخير ونشر المحبة والإخاء فيما بيننا، وكل عام وأمتنا الإسلامية في خير.

 

ــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك