الدكتور علي زناد كلش البيضاني ||
تنوعت نظريات فلسفة التاريخ في بيان الفعل الأساس الذي يُحرّك أحداث التاريخ منهم من ذهب إلى تأثير المناخ والبيئة بقوله " الجغرافية توجه التاريخ " مثل الفلاسفة اليونان القدامى أما في التاريخ الحديث فذهب مونتسكيو إلى مثل هذا الرأي ، وهناك من أعطى للبطل الدور الأكبر في تسيير حركة التاريخ ومنهم توماس كارليل بقوله " البطل يصنع التاريخ " ، في قبال المدرسة المثالية التي أعطت للعقل قيادة دفة التاريخ بالقول " العقل يحكم التاريخ " ومنهم هيجل ، وهناك من ناقض المثالية ( الفكرة ) ليُعطي للمادة والاقتصاد الأسُ الأساس في التفاعل التاريخي بالقول " المادة تُحرّك التاريخ " ومنهم كارل ماركس.
كل الذين نظّروا أعلاه لأسباب الفعل التاريخي كانوا أُحاديين في تقييمهم للتوجيه صوب الحدث التاريخي ، إلا إننا نجد في الرؤية الإسلامية البُعد الثنائي و الشمولي في تسيير عجلة التاريخ ، فالمنطق الثنائي الذي غفل عنه علماء الغرب هو إرادة السماء ودور السنن الإلهية كفوقية تستظل تحتها أسباب الحراك التاريخي فضلاً عن البُعد الأرضي الذي يمثل أرضية الحدث ، أما الشمولي فهو عدم الاقتصار على سبب أو دافع واحد مُحرّك للتاريخ بل هناك تفاعل حيوي مشترك يُسهم كل منها بنسبة معينة في صيرورة الحدث التاريخي .
ــــــــ
https://telegram.me/buratha