هيثم الخزعلي ||
يقع قضاء سنجار في شمال غرب الموصل بمحاداة الحسكة السورية على حدود سوريا وتبلغ مساحته ٢٩٢٨كم٢ وعدد سكانه ٨٨ الف، بين عرب وكرد مسلمين سنة وشيعة ومسيح وايزيديين.
مر هذا الإقليم بثلاث مراحل من الظلم امتدت ل٤٧ عاما.
١- فترة الحكم البعثي منذ ١٩٧٥ حيث قام نظام البعث المقبور بتهديم ١٤٦ قرية يزيدية، وهدم دورهم وجرف أراضيهم الزراعية وسد أبارهم بالحجر والأسمنت.
ثم اجبر الايزيديين على العيش في مساكن من الحجر والخشب والحصران في جنوب وشمال القضاء.
وحرمهم من حق التملك في بلادهم.
٢- المرحلة الثانية بعد سقوط النظام وسيطرة حزب البارتي والاحزاب الكردية على القضاء، وبقي يعاني من الحرمان ونقص الخدمات وحرمان الايزيديين من التملك او تسنم منصب اداري او المشاركة بادارة المدينة.
فضلا عن غيرهم من العرب والمسيحيين.
ثم انتهت هذه المرحلة انسحاب البيشمركة وتسليم القضاء لتنظيم داعش الإرهابي.
٣- المرحلة الثالثة دخول تنظيم داعش الإرهابي للقضاء وقيامه بابادة جماعية ضد الايزيديين والشيعة والمسيح في القضاء فأعدم الا آلاف منهم، وسبى النساء وانتهك الأعراض، وكان يغتصب الفتاة الشيعية ويحرقها لأنها لايجوز ان تباع باعتبارها مسلمة (حسب فقه الاجرام الاعمى)، بينما اغتصب وباع الايزيديات والمسيحيات ودمر ٨٠٪ من البنى التحتية للقضاء، و٧٠٪من المنازل وأسر اكثر من ٦٣٣٥ ايزيدي نصفهم نساء واطفال.
إلى أن جاءت فتوى الجهاد المقدس الكفائي من سماحة المرجع الديني الأعلى الإمام السيستاني حفظه الله.
فدخل ابناء الحشد الشعبي المقدس وحرروا القضاء وبنوا الكنائس ودور العبادة.
وشكلوا قوة من أهالي القضاء ضمن صفوف الحشد الشعبي وهي قوة (ايزيد خان ).
ثم تواصلت محاولات البعض لإخراج الحشد الشعبي واعادة القضاء تحت سيطرة البارتي.
وقام الكاظمي عام ٢٠٢١ بتوقيع اتفاقية مشؤومة لتطبيع الأوضاع مع أحزاب الإقليم وتشكيل إدارة جديدة للقضاء وإخراج الحشد الشعبي منه، واعادة سيطرة حزب البارتي عليه.
واخيرا عند قدوم السيد السوداني كانت هناك بشائر خير بأنصاف هذا القضاء، فمنح الايزيديين حق التملك للمساكن والأراضي الزراعية، ووعد بعودة النازحين.
اهم مشاكل الإقليم
١- نقص الخدمات ودمار البنى التحتية وعدد كبير من منازل القضاء.
٢- عدم وجود ظروف مناسبة لعودة كل الطلبة للدراسة والتعليم.
٣- عدم وجود نشاط اقتصادي ممكن ان يوفر عمل لابناء القضاء حيث كان العمل باجر يوفر فرص عمل ل١٩٪من سكان الإقليم، انخفض بعد دخول داعش ل٨٪ من السكان فقط.
٤- المشكلة الأكبر عودة النازحين- (بدون تدقيق أمني كافي ) - ممن اشتركوا بالتعاون مع تنظيم داعش وما يثيره من تهديد للسلم المجتمع في القضاء. وهي المشكلة الحالية التي تثير التوتر والقلق وتعرقل تنفيذ الحكومة خططها لاعادة كل النازحين.
الحلول المقترحة
١- تطبيق العدالة الانتقالية وتعويض المتضررين من سكان الإقليم نتيجة لغزو داعش.
٢- تعزيز إجراءات التدقيق الأمني ومنع عودة العوائل التي تنتمي لداعش او كانت متعاونة معه.
٣- تخصيص مبالغ الأعمار قضاء سنجار من بنى تحتية ومساكن ومدارس واستحداث كلية او جامعة في القضاء.
٤- تشجيع قطاع السياحة خصوصا ان القضاء به مواقع سياحية ممكن ان توفر فرص عمل داخل القضاء.
٥- تعزيز سيطرة الدولة المركزية في القضاء وعدم التفريط به لصالح أحزاب او هويات فرعية وتعزيز قيم المواطنة.
٦- بعد هذه الإجراءات ممكن ان تتم مصالحة مجتمعية بوساطة شيوخ العشائر ورجال الدين من كل الطوائف في القضاء..
والله ولي التوفيق
٢٨-٤-٢٠٢٣
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha