عدنان جواد ||
اعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1993 هذا اليوم من كل عام يوم عالمي لحرية الصحافة، تدعم فيه الصحافيين، وتكرم فيه المبدعين، وتستذكر فيه المضحين وتشيد بدورهم في الدفاع عن حقوق الناس في العيش الكريم، ونقل واظهار الحقيقة رغم المخاطر والصعوبات، وتدعوا السلطات لتوفير الحماية لهم.
في النظم الديمقراطية والدول المحترمة تعتبر الصحافة سند ومصدر قوة للقضاء، وتنوير الراي العام بالحقائق التي قد يخفيها صاحب السلطة والحكم، ومن اجل ذلك تمنح تلك الدول الصحافة وخاصةً الاستقصائية منها حق الحصول على المعلومة ومن اي جهة كانت.
مرت الصحافة العراقية بمراحل حكمتها الظروف السياسية، وحسب علاقتها بالسلطة، فهي مرة تكون صوت والبعض يسميها (بوق) للسلطة، بالجبر والرعب والارهاب والتهديد والوعيد، وهنا الصحفي لا يتكلم عن وجدانه وضميره وانما تجبره ظروف قاسية فرضت عليه، ومرة اخرى بالإغراء بالمال وشراء الذمم من قبل الاحزاب السياسية، البعض يقول ان الصحافة في العراق فقدت هيبتها واستقلالها منذ العهد الملكي، والبعض يرد ويقول ان حتى في العهد الملكي كانت الاستقلالية محدودة ، ايضاً تم غلق صحف وطرد صحفيين ، ومن عام 1958لحد 2003 كانت الصحافة تتكلم باسم الحاكم العسكري والذي تحول الى رئيس الدولة والحزب والقائد الضرورة، وبعد 2003 اصبحت حرية التعبير واضحة ولا يمكن نكرانها، وقد تم تثبيتها في الدستور، فبعد ان كان مجرد الكلام عن الرئيس او الوزير جريمة يعاقب عليه بأشد العقوبات، اصبح بإمكان الصحفي والمواطن البسيط سب وشتم ونقد رئيس السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية، والكلام عن الوزير والوكيل، ولكن ايضاً هناك انتقادات واضحة للمال السياسي الذي يستخدم في المدح واسقاط الاخر، فقد حول ذلك المال بعض الصحفيين الى ابواق لبعض الاحزاب السياسية، وهناك مليارات تضخ لجيوش من الذباب الالكتروني، والتي تستخدم في حرف الحقيقة واسقاط المنافس السياسي، وقد تم قتل اعداد كبيرة من الصحفيين في العراق نتيجة خلافات سياسية ، ودخول منظمات ارهابية، وتحويل الخلافات السياسية الى صراعات مذهبية وحزبية وحتى عشائرية، والبعض يستخدم شهرته وسطوته بالتشهير وابتزاز الشخصيات العامة .
ان اغلب القنوات الفضائية والمؤسسات الاعلامية في العراق مملوكة وخاضعة للأحزاب السياسية واصحاب الاموال، وهي تمجد من يمولها، ولا تلتفت للذي يريد خدمة البلد بقدر اهتمامها بالجهة التي تمولها، ومع الاسف بعض الاحيان تمارس التسقيط لبعضها البعض، ولا يوجد رادع للتي تسيق الاكاذيب، والتي اشاعة الحروب المذهبية، وطبلت في فترة من الفترات للقاعدة وداعش وغيرها، وتنظر للإحداث في العراق بعين الطائفية، فتنتقد من ساند العراق في حرب داعش وضحى باخلص رجاله ، وتشيد ببعض الدول العربية التي دعمت داعش بالحضن العربي، هذه النظرة المزدوجة ينبغي ان تكون واحدة ، والمعيار فيها خدمة البلد والوطنية، و الكثير من الكتاب يفضلون الصحافة الالكترونية، لأنها اكثر حرية في التعبير عن الحقيقة، وايضاً يعيب عليها البعض بانها تفتقد الى الخصوصية، اليوم المطلوب من السلطة والمتمثلة بالحكومة الحالية دعم الصحافة الوطنية، اذا ارادت لبرنامجها النجاح، والسماح في الحصول على المعلومة الدقيقة وخاصة الصحافة الاستقصائية من الوزارات والمؤسسات الحكومية، لتكون سند لهذه الحكومة في مكافحة الفساد وكشف الفاسدين والمفسدين، وتحريك الراي العام ضد هؤلاء خدمة للصالح العام.
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha