عبدالملك سام ||
كلنا نشاهد ما يفعله الصهاينة بأهلنا في فلسطين منذ عدة أيام، وللصراحة فأنا كمواطن عربي مسلم قد مللت وتعبت! نعم، مللت من أكون ردة فعل ولست الفعل؛ فكلما حدث شيء هناك أتابع الأخبار لعدة أيام، وأتفاعل مع كل حدث، ثم لا شيء سوى أنني أتعب قلبي المسكين وأقترب شيئا فشيئا من أمراض السكر والضغط، وفي أفضل الاحوال فإن الكهرباء تنقطع قبل أن أكسر جهاز التلفاز غيظا!
هناك أشياء غير طبيعية تجري، مثلا: النقل المباشر لمحطات التلفزة من وسط غزة والتي تحدد أماكن إنطلاق الصواريخ، وأغتيال قيادي فلسطيني في شقة تقع في الدور الأخير ومطلة على الشارع، وقنوات عربية تتشفى بالفلسطينيين العرب أو تحاول أن تخيفهم، والكثير مما يفطر القلب!
اليوم، وبينما أنا أقترب من السكر والضغط كالعادة، وأنا جالس أمام شاشة التلفاز، وإذا بي أقول لنفسي أن أجرب وأفكر بشكل مختلف، أي أن أجرب أن أفكر كأي صهيوني يحترم نفسه لعلي بذلك أعرف نقاط ضعفهم، ولكني أكتشفت أن معلوماتي عنهم ضحلة جدا، وتفاجأت أن الصورة التي أرسمها عنهم لا تتعدى تلك الصورة التي رأيتها في مسلسل (رأفت الهجان) في طفولتي، وهي صورة - للأسف الشديد - لا تمكني من التفكير كصهيوني!
عندها جربت أن أطالع بعض المعلومات من شبكة "الإنترنت"، ولكني وجدت بأنني بعد ساعات لم أخرج بنتيجة تذكر.. حتى العم (جوجل) تصرف معي بحذر كونه يدرك من أي بلد أتصل به، ولم يوافق حتى على عرض خريطة بريئة لما يسميه دولة "إسرائيل"، وفيما بعد عرفت بأن العم (جوجل) مدين بمبلغ كبير لليهود، ولذلك فهو مجبر على مداراتهم، فلم أحب أن أضغط عليه أكثر!
بعدها، فكرت أن أجرب الذكاء الإصطناعي، أو ما يسمونه (شات جي.بي.تي)، خاصة وهو ما يزال في بدايته ويعمل على جمع زبائن جدد، وأيضا قبل أن يشتريه الملاعين كما فعلوا بالعم (جوجل).. ودعوني أؤكد لكم أنه لم يكن ذكاءا ولا إصطناعيا في هذا الموضوع بالذات؛ بل أنه راوغني كأي لاعب خفة وهو يتلاعب بجمهوره!
عندها خطر لي أن شرف الإنسانية على المحك، ولابد أن القن هذه الآله درسا لتعرف قدرها أمام الإنسان الذي صنعها، فقد سمعت أن هناك بالفعل أشخاص أستطاعوا ان يخدعوا هذا البرنامج ليحصلوا على معلومات محظورة! وعندها أعتدلت في جلستي، وتغيرت ملامح وجهي لأبدو أكثر طيبة وسذاجة، وتظاهرت بأني عابر سبيل بريء يريد أن يتزوج فتاة إسرائيلية بريئة وأعيش معها في "كيبوتس" بريء، وبأني أبحث عن معلومات تساعدني على معرفة كيف الحياة في "إسرائيل"..
هل شاهدتم لاعب كرة القدم، البرازيلي (رونالدينو) وهو يراوغ خصومه، لقد كانت تجربتي مع الأخ (جي.بي.تي) أسواء! رغم أني حاولت بكل الطرق أن أثبت له بأن أسئلتي بريئة، إلا أنه ظل مصرا على موقفه، ومهما غيرت صيغة الأسئلة، كانت النتائج عبارة عن كلام عام وقديم ومكرر، ولذلك لم أجد بدا من كتابة بعض السباب اللاذع وأغادر الموقع قبل أن أصاب بالفالج!
ندت مني تنهيدة كبيرة، ثم قررت أن أعود للعم (جوجل) الطيب، حتى أني أعتذرت له وقبلت جبينه، وعاودت البحث أملا بأن أجد أي شيء، وفعلا وجدت شيئا، وخرجت بهذه الخلاصة الصغيرة التي لا أدعي أنها تجعلنا نعرف عدونا بشكل كامل، ولكنها تعطينا فكرة لا بأس بها كنقطة بداية لمعرفتهم حتى نعرف كيف يمكن أن نتصرف.. ولكي لا تشعروا بالملل من طول المقال، سنتكلم أكثر في المقال القادم.. ودمتم بود.
⏪ في المقال القادم: كلام كثير يجعل الرأس يدور عن من هو جي، والتلمود، والغيتو، ويوم الشمس، والماسونيين، والمتنورين، والكابالا، والغوليم، والبقرة ميلودي، ..... وأشياء مقرفة أخرى!
كان الله بعون إخواننا في فلسطين، وعلى من يلومهم ويتحجج لكي لا يقوم بدوره نحوهم، اسأل الله أن يبتليه بيهودي ليعرف ماذا يواجهون..
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha