عدنان جواد ||
هناك الكثير من الحقائق التاريخية التي غيرها كتاب التاريخ ووعاظ السلاطين، فيضع التاريخ الاسلامي الامام علي عليه السلام، في المرتبة الرابعة بين الخلفاء الراشدين بعد وفاة الرسول صل الله عليه واله وسلم، وهو الاول في كل شيء من علم وبلاغة وشجاعة وعدالة واقرب الى الله ورسوله، ويقارن بمعاوية الذي خلق الفتن والحروب بين المسلمين، والذي مات على غير ملة الاسلام، ويضع الامام الحسين عليه السلام في قبال شارب الخمر يزيد، ونفس التاريخ الذي يقدم ابن حنبل وابن حزم ومالك وابو حنيفة على الامام جعفر الصادق عليه السلام في حين يذكر التاريخ غير المزور انه تتلمذ على يديه اكثر من (4000 ) تلميذ في مختلف العلوم، فهذا العالم العربي جابر بن حيان الذي وصفه الغرب بأبو الكيمياء، يقول هذا العلم مما علمني الامام جعفر الصادق، والكثير من الظلمة والطغاة حولهم المزورين كتاب السلطة الى حكام عادلين وفاتحين، من امثال ابو جعفر المنصور وهارون الرشيد وصلاح الدين الايوبي وغيرهم الكثير.
ومع الاسف يستمر التزوير وتغيير الحقيقة حتى يصل الى احداث التاريخ الحديث، فيتم طمس احداث تاريخية ، وابراز اخرى لأهداف قومية وسياسية ، وليس ببعيد حكم البعث وما قام به من تدمير للبشر والحجر ومن مقابر جماعية، ومن اعتداء على دول الجوار وتدمير البيئة، وحرق موارد البلد وثرواته وقتل ابنائه بحروب عبثية، والتنازل عن الحدود للأردن والكويت وايران، والتوقيع على دخول القوات التركية في الموصل ، وتسليم العراق للأمريكان على طبق من ذهب، وتكبيد اجيال العراق ديون كبيرة وتخلف في كافة المجالات، ومع ذلك لازال البعض يتغنى بفترة حكم البعث وصدام حسين، ومع الاسف البعض حتى من عايش تلك الفترة المظلمة وشاهد ماسي الحروب والحصار يفضل ايام الخير كما يسميها البعض على ايامنا الحالية بظل الاحزاب السياسية الفاسدة كما يقولون، والمشكلة الكبيرة ان شباب اليوم من الذين لم يروا ذلك النظام وظلمه يتغنون بالهيبة والكرامة والسيادة والوطنية التي كانت سائدة في عهد الزمن الجميل!!!،
والحقيقة الاخرى التي يحاول البعض اخفائها، واستبدال ابطال وهميين غير ابطالها الحقيقيين، مثل احداث داعش وتحرير المدن الغربية، وهي احداث لازالت قريبة من الذاكرة ، ولكن مع الاسف لا يوجد من يخلد تلك الملاحم على شكل روايات او عمل مسرحي او تلفزيوني او سينمائي، الحقيقة ما دفعني لكتابة هذه السطور، مسلسل ليلة السقوط، والمتحف الذي افتتحه مسعود البرزاني لأبيه وعائلته وخلد ذكراهم، في حين هناك شخصيات وعوائل عراقية قدمت الكثير في سبيل العراق ومع الاسف البعض لازال يذكرها باستحياء، ومسلسل ليلة السقوط الذي يظهر القوات الكوردية هي من حررت الموصل، والحق لهم في ذلك لانهم صرفوا (5) ملايين دولار لانجاز هذا العمل، شارك فيه اكثر من 150 فنان عربي وكردي وصور في الموصل وسنجار والقسم الاكبر منه في اربيل، في حين ان صاحب الفضل الكبير في التحرير وهو الحشد الشعبي والشرطة الاتحادية ومكافحة الارهاب ، لم يذكرهم احد فقط في المؤتمرات والخطابات السياسية، التي تصرف عليها الاحزاب الشيعية الملايين من الدولارات، لا ننكر دور العتبات المقدسة في توثيق جرائم داعش ، ومراحل التحرير، ولكن العتب على القنوات الفضائية الشيعية التي تمجد بمن يمولها ، وتبث برامجها المستهلكة وغير النافعة، وتنفق المليارات في سبيل ذلك ، ولم يخطر ببال القائمين عليها ، القيام بعمل فني يخلد البطولات للحشد والقوات التي حررت وضحت بخيرة ابنائها، والمحافظات والعوائل التي ارسلت اولادها للجهاد، ويذكر بماسي وكوارث حروب صدام العبثية ، والهجرة والتهجير وكيفية التعامل مع الناس في ذلك الزمان، واوضاع السجون والاعدامات في الشارع وبدون محاكمة، فيا ترى متى يلتفت اصحاب القنوات الفضائية لمثل هذه الامور المهمة، حتى لو اشتركت اكثر من قناة في تمويل عمل مسلسل يسرد الاحداث، من التسعينات الى نهاية داعش، وما اكثرها فلازال الكثير منا يحتفظ بذاكرته وما دونه من احداث حقيقية، حتى لا تنسى الاجيال اللاحقة الجرائم ومرتكبيها، وحتى لا تغيير الحقيقة مرة اخرى ، مثل ما تم تغيرها في التاريخ القديم والحديث ، وخاصة اعمال الدراما تبقى راسخة بالذهن، وهذه حقيقة فكم مرة نقرا سورة يوسف بالقران الكريم؟!، ولكن حين ما تم تصوير احداثها على شكل مسلسل ترسخت في الاذهان.
ــــ
https://telegram.me/buratha