المقالات

عجيب أمر هؤلاء البشر؟!

1387 2023-05-22

د. علي المؤمن ||

 

   الرؤساء العرب يستقبلون الرئيس السوري في اجتماعات القمة العربية بحفاوة بالغة، ويتبادلون معه الضحكات والمجاملات، وكأنّ شيئاً لم يكن!! وكأنّ حرباً تدميرية لم تقع طيلة 12 عاماً !!، وكأنّ قرارات رسمية عربية بعدم شرعية النظام السوري، والتعاون لإسقاطة بالقوة المسلحة لم تصدر !! 

   ألا تسأل الشعوب العربية أنظمتها: لماذا الحرب إذن؟ ولماذا كل هذه الضحايا والدمار؟ وماهو سبب طرد سوريا من الجامعة العربية، ثم إعادتها، بعد 12 عاماً من إعلان الجامعة عدم شرعية النظام السوري، وشرعية إسقاطه بكل الطرق؟

   فكيف أصبح النظام السوري شرعياً الآن؟ هل تغيّر شيء فيه؟، أم أنّ الأنظمة العربية التي دعت لإسقاطه هي التي تغيّرت؟ وهل غيّرت هذه الأنظمة أهدافها؟ أم أنّ الهدف ــ أساساً ــ كان رأس سوريا ورأس شعبها، قبل رأس النظام؟

   وماذا عن مقتل مئات آلاف السوريين، وجرح وإعاقة مئات الآلاف، وتشريد سبعة ملايين، وتدمير سوريا اقتصادياً وضرب بنيتها التحتية؟ هل احترقت هذه المليارات دون حصول أية نتيجة؟ هل كان ذلك العبث بأرواح الناس وحياتهم وأمنهم وممتلكاتهم؛ مجرد اختبار دموي للقدرة على إسقاط النظام السوري؟! 

   وماذا عن المنظمات المسلحة، وخاصة الوهابية التكفيرية التي صنعتها هذه الدول، وزوّدتها بكل ما تحتاجه، بما في ذلك الأسلحة الثقيلة؟ هل حققت هذه المنظمات أهدافها بحيث يقوم صنّاعها الآن بالتخلي عنها بالتدريج؟ وأين سيتم توجيهها هذه المرة؟

    ينبغي أن تسأل الشعوبُ أنظمتَها عن كل هذا العبث الوحشي بحياة الشعوب وأمنهم وسبل عيشهم، وعن العبث الجائر بثروات الشعوب التي تحكمها تلك الأنظمة. ويسألونها أيضاً: ماهي أهداف هذه الانظمة بعد سوريا

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك