د. علي المؤمن ||
الرؤساء العرب يستقبلون الرئيس السوري في اجتماعات القمة العربية بحفاوة بالغة، ويتبادلون معه الضحكات والمجاملات، وكأنّ شيئاً لم يكن!! وكأنّ حرباً تدميرية لم تقع طيلة 12 عاماً !!، وكأنّ قرارات رسمية عربية بعدم شرعية النظام السوري، والتعاون لإسقاطة بالقوة المسلحة لم تصدر !!
ألا تسأل الشعوب العربية أنظمتها: لماذا الحرب إذن؟ ولماذا كل هذه الضحايا والدمار؟ وماهو سبب طرد سوريا من الجامعة العربية، ثم إعادتها، بعد 12 عاماً من إعلان الجامعة عدم شرعية النظام السوري، وشرعية إسقاطه بكل الطرق؟
فكيف أصبح النظام السوري شرعياً الآن؟ هل تغيّر شيء فيه؟، أم أنّ الأنظمة العربية التي دعت لإسقاطه هي التي تغيّرت؟ وهل غيّرت هذه الأنظمة أهدافها؟ أم أنّ الهدف ــ أساساً ــ كان رأس سوريا ورأس شعبها، قبل رأس النظام؟
وماذا عن مقتل مئات آلاف السوريين، وجرح وإعاقة مئات الآلاف، وتشريد سبعة ملايين، وتدمير سوريا اقتصادياً وضرب بنيتها التحتية؟ هل احترقت هذه المليارات دون حصول أية نتيجة؟ هل كان ذلك العبث بأرواح الناس وحياتهم وأمنهم وممتلكاتهم؛ مجرد اختبار دموي للقدرة على إسقاط النظام السوري؟!
وماذا عن المنظمات المسلحة، وخاصة الوهابية التكفيرية التي صنعتها هذه الدول، وزوّدتها بكل ما تحتاجه، بما في ذلك الأسلحة الثقيلة؟ هل حققت هذه المنظمات أهدافها بحيث يقوم صنّاعها الآن بالتخلي عنها بالتدريج؟ وأين سيتم توجيهها هذه المرة؟
ينبغي أن تسأل الشعوبُ أنظمتَها عن كل هذا العبث الوحشي بحياة الشعوب وأمنهم وسبل عيشهم، وعن العبث الجائر بثروات الشعوب التي تحكمها تلك الأنظمة. ويسألونها أيضاً: ماهي أهداف هذه الانظمة بعد سوريا
ــــــــــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha