المقالات

ما hلفرق بين الامام والحكام؟!

863 2023-06-04

 

عدنان جواد  ..!

 

   معروف تاريخ الائمة عليهم السلام ومعاصرتهم للحكام الظلمة، ورغم ان مقامهم من المفترض ان يكون في المقدمة، فهم يمتلكون العلم والمعرفة  في جميع مجالات الحياة فلديهم ميراث النبوة، ولكن دائماً الحاكم ونتيجة لحب الرياسة، يبعدهم عن مكانتهم الحقيقية ، وليس فقط الابعاد وانما استهدافهم بالقتل والاقامة الجبرية ، وان الامام الخميني (قدس) هو امتداد لهؤلاء الائمة، وقف بوجه حاكم ظالم تدعمه اقوى دول العالم بكل مصادر القوة، فحول امة من الجهل والانحطاط الاخلاقي والتخلف والتبعية الى دولة نووية مستقلة معتدة بنفسها ، رجل جمع الدين والفكر والفلسفة والسياسة والقيادة، وحول نظرية حكم الاسلام الى التطبيق العملي، كان قائد زاهداً ورعاً فقيهاً ، قدم حكما متسقاً مع القران الكريم والسيرة النبوية ونهج اهل البيت عليهم السلام، وقد كتب ذلك كما في كتاب الحكومة الاسلامية وطبقه، كان يتحدث عن الاسلام الاصيل وثورة الامام الحسين عليه السلام، ربط ثورته بثورة الامام الحسين بعيداً عن البرغماتية والمصالح  الشخصية والسياسية والحزبية وحب السلطة، ثار ضد الشاه صاحب التاج والقوة والمنعة والقصور والدعم غير المتناهي من اقوى الدول في العالم.

كان ذائب في الاسلام كما قال اية الله الشهيد محمـد باقر الصدر(قدس) " ذوبوا بالخميني كما ذاب في الاسلام" ، ويعيش معاناة الناس والاحساس بمشاكل المجتمع وايجاد الحلول لها ويعيش بمستوى افقر مواطن ، رحل الى جوار ربه وهو لا يمتلك من حطام الدنيا شيئاً، طبق نظام ولاية الفقيه الذي لم يكن قد طبق سابقاً، لا في ايران ولا في اي من الدول الاسلامية، الفقيه الذي اطاع مولاه وخالف هواه، شخص العدو من الصديق، ومن يمارس العداء بدون علم او نتيجة الضغط او التبعية، فقال ان امريكا واسرائيل هما مصدر الفتن والصراعات والخلافات في المنطقة والعالم، وهي الشيطان الاكبر، وان من يعتمد عليها يكون مصيره الذل والخسران ، واثبتت التجارب ذلك، وقد قالها حسني مبارك المتغطي بأمريكا عريان بعد ان تركت نظامه ينهار، فتركت حلفائها في افغانستان لقمة سائغة بيد طالبان، وغيرت الانظمة بما سمي بالربيع العربي بحجة الحرية والديمقراطية، وكانت النتيجة فوضى وتخلف في جميع المجالات، والعراق وبعد (20) سنة لازلنا نعيش الفوضى وعدم الاستقرار برغم امتلاك العراق لثروات كبيرة لكن شعبه يعاني الحاجة ونقص الخدمات،  وهي تخلق الفوضى والارهاب ودولة الامام تتصدى لتلك المشاريع الخبيثة وتفشلها، فالشباب الذين لا يتذكرون ثورة الامام الخميني كيف وقف العالم كله ضدها ومن الذي سدد خطاها فانتصرت، ولكن عايشوا كيف ساهمت في القضاء على القاعدة وداعش التي تحلل الذبح وقطع الرؤوس واغتصاب النساء، بالتضحية بأفضل قادتها وفي مقدمتهم الحاج قاسم سليماني رحمه الله، وكيف وقفت ضد الحصار ضد فنزويلا من قبل الولايات المتحدة الامريكية، وانقذت سوريا من السقوط في ايدي الارهابيين.

ان الفرق بين الحاكم والامام فرق كبير وشاسع ، بين طامع وطامح ومتسلق جامح، يحب المال حباً جما، ويبذل ما يستطيع من التذلل والخنوع والخشوع ، والتلون وتغيير الخطاب ، ومجاملة الثعلب الكذاب، ولبس العديد من الثياب، كالحية تغير جلدها كل حين، فالحاكم قد خدعته الدنيا بغرورها واصبح مطية لها، وسيطرت عليه الرياسة ورفاهيتها، فاصبح يأمر ويطاع ، يجلب له اللوز والجوز وما لذ وطاب، ويسكن القصور التي تحتوي الحدائق والاعناب، ويرى نفسه من عظماء الارض وقادة البلاد، من كثر مديح المادحين، بل البعض نسى نفسه انه كان مؤمن، واصبح مثل هارون العباسي وهو ينظر الى الغمامة، وكل همه ما يدخل جيبه ، والمشكلة التي تحير العقول ان البعض منهم عايش الامام واستمع الى محاضراته وخطبه، ولكن الملك عقيم، فيا ساسة العراق اتعظوا قبل فوات الاوان، فهذا الامام الخميني خلف دولة فيها ملاذ للمستضعفين في العالم، لم يجامل او يهادن على حساب شعبه ودينه وعقيدته، لم يسكن القصور ولم يترك منها شيئاً، لكنه خلف دولة  وثورة عظيمة ومدرسة تخرج قادة افذاذ عندما يستشهد واحد يعوض بعشرة، ترك شعب مؤمن بثورته ونظامه، ودولة تبيع الطاقة والغذاء للعالم بعد ان كانت محاصرة، من كان مع الله كان الله معه ، قال تعالى في اية الكرسي (( لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم، الله ولي الذين امنوا يخرجهم من الظلمات الى النور والذين كفروا اولياؤهم الطاغوت يخرجونهم من النور الى الظلمات اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون))، فالحاكم الظالم سيخسر الدنيا والاخرة فيجد نفسه قد اتبع الشيطان وانه يتصور انه مع الرحمن، فالكثير ممن يسمون انفسهم بالمسلمين حاربوا الامام علي عليه السلام وقتلوا اصحابه واولاده ، حباً بالحكم والسلطة، ظناً منهم انهم بتزويرهم للحقائق يمكن ان تنجيهم من عذاب الله وسخط عباده، فاين قصور الرشيد والمتوكل والمنصور، بينما لاتزال اضرحة الائمة شاهقة يقصدها المؤمنين من كل بقاع الارض.

 

ــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك