عبدالملك سام ||
الموقف الأول.. بداية دعوني أقول أن من لا يريد أن يحتفل بما يسمى عيد الغدير فلا بأس عليه، ولكن يجب عليه أن يفهم أن علي بن أبي طالب (ع) تعتبر محبته معيار للتفريق بين الإيمان والنفاق، فإذا كان موقفك من عيد الغدير مبني على بغضك لشخص الإمام علي فراجع نفسك لألا تحجز لنفسك مكانا في الدرك الأسفل من النار، وتكره من أحبه الله ورسوله والمؤمنون!
⏸ قال رسول الله (ص): "يا علي، لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق".
الموقف الثاني.. من ينكر حديث الغدير فهذا شأنه، ولكن أحب أن ألفت نظره إلى أن هذا الحديث من الأحاديث الصحيحة المتواترة التي رويت عبر أكثر من 52 مصدر، وبذلك فإن عدم الأخذ به يدخل صاحبة في خانة أهل الكتاب الجاحدين والذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض، أي من ضمن من توعدهم الله بالخزي في الدنيا وأشد عذاب في الآخرة كما جاء في الآية 85 في سورة البقرة.
⏸ قال رسول الله (ص) بغدير خم: "إن الله عز وجل مولاي، وأنا مولى كل مؤمن"،. ثم أخذ بيد عليٍّ (ع) فقال: "من كنت مولاه فهذا وليّه، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وأنصر من نصره، وأخذل من خذله".
الموقف الثالث.. من لا ينكر حديث الولاية، ولكنه ينكر أهمية مبدأ الولاية فهو حر في ذلك، ولكن فليتذكر أن هناك أمر إلهي جاء في الأية 55 من سورة المائدة يثبت أهمية هذا المبدأ، والأيات التي تسبق هذا الأمر تعتبر من لم يمتثل بهذا الأمر مرتدا عن الإسلام، وتهدده بالإستبدال بقوم آخرين ومؤمنين، وبالطبع هذا الإرتداد يشمل كل من يتولى أهل الكتاب والمشركين، ويعني الخسارة وسوء المصير!
⏸ قال رسول الله (ص) يوم خيبر: لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه، يحب الله ورسوله، وَيحبه الله ورسوله، كرار غير فرار".
الموقف الرابع.. من لا ينكر حديث الولاية، ولا ينكر أمر الولاية، ولكنه يعتقد أن رسول الله (ص) لم يكن يقصد علي (ع) فهذا راجع له، ولكن إذا لم يكن الإمام علي هو المقصود، فمن؟! كلنا سمعنا أحاديث كثيرة قالها رسول الله (ص) في علي (ع)، ولكن لو لم يكن هناك إلا الحديث الشهير (أنت مني بمنزلة هارون من موسى)، لكان كافيا، ومحاولة إيجاد أشخاص آخرين لن تصل بك إلى شخص يقارن بعلي، لا من صحابة ولا من تابعين..
⏸ قال رسول الله (ص): "أنت مني بمنزلة هارون من موسى، إِلّا أَنه لا نبي بعدي".
الموقف الخامس.. من لا ينكر الحديث وأمر الولاية والإمام علي، ولكنه يعتقد بأن الأمر بتولي علي (ع) وحسب، فهذا راجع له، ولكن هذا الأمر دليل جهل مزمن؛ فالله سبحانه من يدبر الأمر كله بحكمة، وهو عندما يوجه نبيه لأمر كأمر الولاية ليس ليستقر الأمر لعلي (ع) فقط، بل ليهدينا إلى النموذج الذي نجد فيه المعايير التي يريدها الله فيمن يتولى أمر المؤمنين بعد رسول الله (ص)، خاصة وأنه لا نبي بعد محمد. وهذه المعايير التي تجسدت في علي تضمن ألا نضل بعد رسول الله أبدا.
⏸ قال رسول الله (ص): "يا عمار، إن رأيت عليا سلك واديا، وسلك الناس واديا غيره، فاسلك مع علي".
في الختام.. كما ترى فإن الأمر اختياري، وقد تحدثنا مع بعض عن مميزات وعيوب كل المواقف التي يمكننا أن نختارها وخواتيمها.. أما نحن فقد سلمنا لله عن إقتناع وخضوع لأمر خالقنا العظيم الرحيم، وسلكنا طريق محمد (ص) فقادنا إلى علي (ع)، ولن نخذل بتولينا لله، ولرسوله، ووليه، ولمن أمرنا بتوليهم من المؤمنين، وما دمنا نبرأ لله من أعداءه، ومن أعداء رسوله، ومن أعداء وليه، وممن أمرنا بالتبرؤ منهم.. والعاقبة للمتقين.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha