د. علي حكمت شعيب ||
يتداول بعض الكتّاب نقل سيناريو لما سيكون عليه الواقع في لبنان والمنطقة من هجوم أمريكي محتمل في شرق سوريا للإطباق على الدولة السورية وفرض الإملاءات عليها وفي الداخل اللبناني بدأت شراراته من المخيمات لتسليمها للإرهابيين من أجل إرباك المقاومة تمهيداً لفتنة داخلية متزامنة مع عدوان إسرائيلي عليها.
وهم بذلك يصوّرون الأمور بطريقة فيها مبالغة وتضخيم وتهويل ويدعون إلى اتخاذ استراتيجية الدفاع أمام الأمريكي الذي اعتدنا أن نكون أمامه كذلك.
إن هذا السيناريو احتماله ضئيل جداً لما يشوبه من نقاط ضعف أبرزها:
١- الأمريكي محرج في شرق سوريا وعلى أبواب انتخاباته الرئاسية لذلك فإن استراتيجيته فيها الدفاع وليس الهجوم لما لذلك من تداعيات على تشكّل السلطة الرئاسية القادمة في أمريكا والرأي العام الشعبي الذي بات معارضاً للحروب خارج أرض أمريكا.
٢- إمكانية تسليم المخيم لجهات إرهابية معادية للمقاومة غير ممكن.
فالبيئة الشعبية فيه لا تساعد على تحقيقه وكذلك البنية العسكرية وما فيها من توزع للقوى والفصائل الفلسطينية المؤيدة للمقاومة التي لها اليد العليا ولا تسمح بذلك أبداً.
ولو كان بالإمكان تنفيذ هذا الأمر لتمّ في خضم الحرب التكفيرية السورية منذ عام ٢٠١٣ حيث كانت الظروف أكثر ملائمة له لما كان فيها من شحن مذهبي ضد المقاومة.
٣- استراتيجية العدو الصهيوني الحالية هي الدفاع وليس الهجوم لشراء الوقت من أجل ترميم قوة ردعه التي تآكلت بفضل ضربات المقاومة في الخارج والداخل المتوالية على جدار الوعي لدى المستوطن الصهيوني التي ساهمت فيها انتصاراتها وصمودها خارج وداخل فلسطين وبفضل عامل آخر وهو الانشقاق العامودي الحاد في المجتمع الصهيوني حول الإصلاحات القضائية التي يطلبها اليمين المتطرف.
بناء عليه الحذر والاستعداد واجبان بشكل دائم.
لكن زمام المبادرة هو بيد محور المقاومة وليس بيد المحور الأمريكي.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha