عدنان جواد ||
او واحد يرقع وعشرة يفتقون، الحقيقة هذا المثل يطبق بصورة واقعية في العراق في زمننا الحالي، ففي كل حكومة تأتي تطلق شعارات رنانة ، وعندما ينتهي زمن تلك الحكومة، وبعد ضياع المليارات وبقاء نفس الازمات، ترمي الفشل على اطراف مشتركه معها في الحكم والبرلمان والادارة والحصص، وتلك الاطراف هي من كانت تضع العصي بالدواليب، اليوم نتحدث عن الحكومة الحالية واملنا فيها كبير، بعد ان تصدى لها رجل نزيه لديه خبرة ادارية في وزارات ومؤسسات الدولة، وقد اطلق برنامج مكتوب لتحقيق امال الناس والقضاء على الفساد والفاسدين واعادة الاموال المسروقة، وانه سوف يضرب بيد من حديد على الذين يخرقون القانون!، وانفاذ القانون، والقضاء على ازمة الدولار، وانهاء ازمة الكهرباء، وتوفير الخدمات، وتشجيع القطاع الخاص وحمايته، وتوفير العلاجات في المستشفيات للمرضى والضمان الصحي، والعدالة الاجتماعية، وسلم الرواتب، وتشريع قانون النفط والغاز، وبناء الجسور والطرق وفك الاختناقات المرورية، وغيرها من حاجات الناس الضرورية للعيش بكرامة.
وبعد مضي (6) اشهر من عمر الحكومة، يبدو ان رائحة (الفسو) تعلو على رائحة التبخير، والمرقع عجز عن الترقيع ، فالدولار باقي على حاله يتبختر، والكهرباء متقطعة يتم تخريبها وحرق محطات التوليد وتفجير الأبراج في مناطق امنة ومؤمنة!!، ولا احد يمسك هؤلاء المخربين!، فالأمر واضح ان هناك ارادة دولية واخرى حزبية داخلية تريد بقاء الحال على ما هو عليه، وان الجهات التي تخرب هي متغلغلة في الدولة لا تريد اي نجاح للحكومة الحالية، وان الاحزاب السياسية لحد الان لم تغادر المصالح الحزبية والشخصية الضيقة والتي اذا استمرت سوف تقضي على نفسها بنفسها، فلازال الاعتداء على موظفي الدولة من قبل اصحاب السلطة ونسوانهم وغلمانهم، ولازالت الكوادر الطبية يعتدى عليها، وقبل يوم نشرت وسائل الاعلام قتل لطبيب في ميسان، وتقطيع لشاب واخذ اعضائه في بغداد، البعض قال هؤلاء تجار اعضاء بشرية، وانتشار تجارة المخدرات بحيث اصبحت الكمية الممسوكة بالأطنان، وارتفاع اسعار العقارات نتيجة الفساد والسرقات من قبل اصحاب النفوذ في الدولة، ولا زال النزيه محارب في اغلب مؤسسات الدولة، والفاسد والمتلون محترم، والكفاءة غير مرغوب فيها، والتعيينات حسب القرب من اصحاب السلطة، نتساءل كم مستشار لرئيس الوزراء تم تعيينه من خارج الاحزاب؟!، فالتعينات في الاحزاب نفسها تكون حسب القرابة النسبية، ومقدار الصداقة مع النافذ في الحزب، وهذا الوضع ينتقل لدوائر الدولة، فيعطى المنصب لشخص لا يملك الامكانية العلمية والعقلية والخبرة، والدليل الاخطاء والكوارث الادارية والمالية، واخرها غلق التلكرام، فلو كانت الحكومات السابقة مهتمة بالأمن السيبراني، وانها وضعت الشخص المناسب في المكان المناسب ما وصلنا لهذا الحال، ونتساءل ايضاً كم وزير تم اقالته لأنه فشل في تأدية المهمة التي وكل بها خلال الفترة الماضية؟، بل قل كم مدير عام تم طرده لأنه فاسد؟ المجاملة وتمشية الامور اليومية لا تبني دولة.
ويبدو ان الطبقة السياسية لازالت لا تشعر بما يشعر به المواطن، من عوز وضعف التعليم والصحة، وانتشار المخدرات ، وتفشي ظواهر الانحراف ، وكثرة حالات الطلاق والمشاكل الاجتماعية المختلفة، وكل ما تعرفه الصراع على السلطة وكيفية البقاء فيها، واجبار الناس للذهاب للانتخابات، وتسقيط بعضها البعض، وافشال بعضها البعض باي انجاز يمس حياة الناس، فتبلغ نسبة الفقر في بعض المحافظات 40%، واصحاب السلطة اصبحوا من اصحاب المليارات بعد ان كانوا مجرد موظفين لا يملكون الا الراتب!، مع الاسف لا يوجد مشروع واضح لبناء الدولة ، فبناء الدولة باحترامها لنفسها، بتطبيق قانونها، بهيبة شرطيها وجنديها رجلا القانون الاول، باحترام قضائها، بنفاذ قراراتها على الجميع، اما بقاء المجاملات للزعامات والنافذين واصحاب القوة في تطبيق القرارات التي تهم الصالح العام، وعدم تنفيذ العقوبات لان المجرم مسنود، فيتم تهريبه لدولة اخرى حتى يفلت من العقاب بل ويأخذ معه الاموال المسروقة، ومشكلة اللجان التحقيقية التي لازالت تبقى حبيسة ادراجها ، والسفارات وخضوعها للعلاقات فجميع التعينات فيها خالتي وبت خالتي، فيجب وضع اهل الاختصاص والكفاءة والنزاهة في الاماكن التي يستحقونها ويبعد اقارب اصحاب السلطة الاغبياء من مواقعهم المهمة في الدولة، فمن امن العقوبة اساء الادب، فنحن نعيش في بلد فيه دولتين دولة تريد ان تعمل وتحقق تقدم وتطور في البلد وهي التي تبخر، ودولة تخرب وتعطل من خلال اذرعها ومافياتها وهي الدولة العميقة التي وصلت روائح فسوها لعنان السماء، واخيراً نقول لرئيس الوزراء ، ان الامام الحسين عليه السلام ، والامام الخميني (قدس) ونيلسن ماندلا وغاندي وجيفارا، لم يكسبوا حب الملايين ومن مختلف الشعوب والامم ، بالمجاملة وانما بتطبيق ما وعدوا الناس به، نعم كلف بعضهم فقدان حياتهم، ولكن غيروا تفكير امم وانقذوا اديان من الانحراف، لذلك خلدهم التاريخ في صفحاته البيضاء.
ـــــــــــــــ
https://telegram.me/buratha