عدنان جواد ||
ان موضوع السفارات في العراق هي للمسؤولين وابناء المسؤولين، واقارب نساء المسؤولين، وحتى التعينات في وزارة الخارجية تخضع للواساطات من دون التراتبية الوظيفية، والعمل الدبلوماسي يحتاج الى ثقافة عامة، وقد اظهرت الهفوات الكبيرة التي ظهرت في بعض السفارات العراقية في الخارج ، كما حصل مع سفير العراق في الاردن ، وتصرفات زوجته الجريئة والمثيرة للجدل مع المطرب راغب علامة، واحدى موظفات السفارة في تركيا لا تعرف عاصمة تركيا التي تعيش فيها، وسفير العراق في اليابان ولبسه النعال في استقبال الضيوف وغيها الكثير الذي لانعرفه، اضافة الى سيطرة الاقليم على السفارات والملحقيات في الدول وتسخيرها لصالحه سياسياً واقتصادياً، فكل همهم مصالحهم الشخصية وعلاقتهم مبنية على ذلك بعيدة عن مصالح العراق، يقول الحاج حمود في لقاء على قناة الشرقية ، قدمت لي قائمة 60% هم من ابناء المسؤولين، والملحقيات حسب الوزارات على نفس النسق، ان اساس العمل الدبلوماسي هو الثقافة العامة، واجادة لغة اجنبية، والاهتمام بالعلاقات الخارجية، وبرنامج يخدم مصالح الدولة العراقية، لكن دبلوماسية الاحزاب والمحاصصة الحزبية، ترى غير ذلك، لذلك فشلت الخارجية في استرداد الاموال المسروقة والسارقين، وفشلت في الضغط على الدول التي لدينا فيها مصالح مثل تركيا، بشان حصص المياه في دجلة والفرات، وفشلت في توسيع العلاقات بالدول العربية والغربية، واقناع تلك الدول في الاستثمار في العراق، طوال (20) سنة ، ولولا الدبلوماسية الشعبية، واطلاع الشعوب من خلال زيارة الوفود السياحية وغيرها، وما حدث في بطولة خليجي 25 في البصرة التي غيرت نظرة دول الخليج حكومات وشعباً بصورة خاصة والدول العربية بصورة عامة، نتيجة كرم اهل البصرة واستقبال الضيوف بالكرم العراقي المعروف وتقديم لهم الطعام وحتى المقام وبصورة مجانية، وقد لمس هذا التعامل العراقيون الذين ذهبوا الى الحج هذه السنة من المواطنين والموظفين في المملكة العربية السعودية.
اما الدبلوماسية الشعبية فهي اليوم اصبحت واجهة العراق الخارجية، فتجد الباكستاني والهندي والايراني والافغاني والطاجيكي والصيني ومن جنسيات كثيرة من بلدان العالم المختلفة تراها في كربلاء، تقدم الشكر والثناء للشعب العراقي، على ما يحدث كل سنة في زيارة الامام الحسين عليه السلام، كان ينظر الى العراقي في الدول العربية خاصة، نظرة دونية واحتقار في زمن صدام وخاصة بعد ان ضعف النظام ايام الحصار، وجرب ذلك وعايشه العراقيين الذين ذهبوا للعمل في الاردن وبعض الدول العربية الاخرى، اما اليوم وبعد هذه الخدمة المشرفة التي تبدا من اول بيت عراقي على الحدود الى غاية الوصول الى كربلاء ومغادرتها، ومن كافة فئات الشعب الاطفال والنساء والشباب والشياب ، في استقبال زوار ابي عبدالله الحسين ، بتقديم الاكل والمشرب والمنام، تجربة تزادا في كل سنة اعداد الزائرين توازيها زيادة في الخدمات، شعب يبذل كل ما يستطيع في سبيل رضا الله وسوله واهل بيته عليه السلام، يصحح الصورة السوداء التي رسمها اصحاب السلطة في السرقات واستغلالهم السلطة لأغراضهم الشخصية، فتوافد الامم والشعوب من مختلف بقاع الدنيا والتقائها في كربلاء، ومن مختلف الثقافات والاتجاهات، التي عادت وستعود هذه السنة ان شاء الله بانطباعات جميلة وعظيمة تعزز العلاقات بين الدول، عجزت الدبلوماسية الرسمية عنها، وبالمناسبة فان الدول المتقدمة استخدمت الدبلوماسية الشعبية في بناء علاقات متميزة مع الشعوب الاخرى في العالم، فعلى الحكومة العراقية الحالية الاستفادة من هذه الدبلوماسية الشعبية ودعمها ، وتسهيل مهامها فهي تنجز ملفات كبيرة وكثيرة عجز عنها خبراء في الدبلوماسية والعلاقات الدولية، وتفشل مخططات كبيرة تريد حرف الشباب عن دينهم وقيمهم واخلاقهم وعاداتهم الاصيلة
https://telegram.me/buratha