حسين فلسطين ||
على غرارِ مشروعا طريق الحرير الصيني والتنمية العراقي ظهرّ فجأةً القطب الأمريكي بمشروعاٍ اقتصادياً شبيه إلى حدٍ كبير بمشروعي الصين والعراق عندما نشرت صحيفة ( ذا كاردل ) العالمية تقاريراً عن اتفاق أمريكي جرى بينها وبين الكيان السعودي والامارات والهند ودولاً أخرى يتضمن ربط سككي ومشاريع أخرى!
ويبدو أن الجانب الأمريكي يُبدي بالغ الأهمية لتحقيقِ اتفاق بين دول الشرق الأوسط وأوروبا لوضع قدمه في عالم اقتصادي جديد بدأته الصين واكمله العراق الذي وبشكلاٍ صادم للعالمِ أعلن عن أكبر مشروع اقتصادي تنموي عالمي يرسم السياسة الاقتصادية العالمية بقلمِِ عراقي اضفى الوطنية على استراتيجيته وخططه المستقبلية .
ووسط اللغط الحاصل حول تَنوع مشاريع الربط في العالم اثبت العراق وحكومته صحة تبنيه لمشروع وطني بأمتياز يبعده عن ايّ حالة استقطاب مستقبلية بدأت بوادره الآن بإعلان الرئيس الأمريكي (جو بايدن) عن اتفاق بينه وبين إدارة الكيان السعودي والهند عن البدأ بإجراءات الربط وهو إعلان مبكر لصراع اقتصادي وشيك بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين تريد حكومة السيد (محمد شياع السوداني) الابتعاد عنه وقلب مساوئ التنافس والصراع إلى حالة من التكامل الاقتصادي يبعد بغداد عن أي موقف سياسي أو تنموي متطرف.
ومع الضغوط الإعلامية والسياسية التي تعرض لها السيد رئيس الوزراء ( محمد السوداني ) ووزير النقل (رزاق محيبس) بالدرجة الأولى أصبحت رؤية الأخير اكثر قرباً لضرورة إبعاد القرار الاقتصادي العراقي عن ايّ صراع دولي من خلال تبني العراق مشروعاً عالمياً يفتح أبواب الشراكة أمام دول العالم والمنطقة فمن الممكن جدًا أن يكون طريق التنمية العراقي حلقة وصل بين المشروعين الأمريكي والصيني.
ومع ضرورة أن توضح وزارة النقل استراتيجيتها وعدم الاكتفاء ببياناتٍ مقتضبة والمضيّ بالمشروع دون الركون لأستشارات "الخائبين" يتوجب على السيد وزير النقل تشكيل لجان فنية تأخذ على عاتقها التواصل مع واشنطن وبكين لتحقيق الاستفادة القصوى من حالة التنافس بينهما مع أخذ الحيطة والحذر من الاتفاقات الجانبية التي ابرمها الكيان السعودي وطلب ضمانات منه كشريك مستقبلي في المشروع ،كما يجب أن يتضمن برنامج اللجنة الفنية دراسة الأثار الإيجابية والسلبية للمشروع الأمريكي وتقديم حلول مسبقة لأحتمالية تعرض ميناء الفاو الكبير لأصرار تقلل من أهميته على أن تكون اللجان المقترح تشكيلها باشرافٍ مباشر من قبل الوزير لا أن توكل مهامها لفاشلين لم ينجزوا أو يحرزوا أي تقدم في الوزارة طيلة عقدين من الزمن لاسيما وأن الهيكل الإداري والفني لها يزخر بكفاءاتٍ مشهود بنزاهتها وخبرتها وحرصها على تحقيق حلم العراق .طريق التنمية مشروع توازن اقتصادي يتوسط مشاريع الربط الأمريكية و الصينية !
https://telegram.me/buratha