المقالات

القيادة الحكيمة والتضحيات الكبيرة تكسر حاجز الرعب ...

783 2023-10-17

عدنان جواد ||

 

لاشك ان الاهداف الكبيرة تحتاج قائد كبير وتضحيات كبيرة، كان الرسول محمـد صل الله عليه واله وسلم رجل واحد  لكن الله سدد خطاه، فاصبح امه وبعد ان كان اصحابه يخافون قريش وبطشهم ، ولكن بعد كسر حاجز الخوف والرعب بمعركة بدر، اخذ مسار الانتصار للإسلام والرسالة والرسول القائد الكبير يتصاعد، ومسار الهزيمة والانهيار لإصحاب السلطة والطغيان والقوة والبطش، حتى ادعوا انهم صاروا مسلمين ليأمنوا على انفسهم من القتل، والامام علي عليه السلام سار على نفس النهج في التصدي للباطل والظلم والطغيان، والدفاع عن المستضعفين والفقراء، فكان هو واصحابه لا يخافون لومة لائم في نصرة الحق ، وهم دفعوا ثمن ذلك تضحيات كبيرة فقدوا انفسهم وذويهم في الصراع مع ادعياء الاسلام ، الذين دخلوا الاسلام خوفاً، ولكنهم استخدموا الحيل الشيطانية في العودة للحكم القريشي باسم الاسلام، وبعد ان سيطر الامويين على الحكم ، فرضوا اسلام ابو سفيان المزيف بدل اسلام محمـد، فتصدى لهم الامام الحسين عليه السلام، فضحى بنفسه واهل بيته واصحابه حتى يبقى دين الحق ويذهب الدين المزيف، لكن مع الاسف استمر الخطان خط الباطل وخط الحق الى يومنا هذا ، ولازال الدين الاموي يدين به بعض المسلمين، والرعب غالباً ما يجبر الطرف الاخر بالخضوع والاستسلام قبل تقدم الجيوش، وحدث هذا في التاريخ مرات كثيرة، ففي زمن المغول، فقد شاع ان المغول كل ما دخلوا قرية احرقوها وقتلوا من فيها ، وبعد ان تحول بني العباس الى حكام واباطرة يعيشون الترف ويكرهون الجهاد والتضحية، كانت المدن ومنها مدينة بغداد تستسلم قبل مجيء المغول، فالرعب جعل الجميع يسلم نفسه للتتر وهم يعلمون انهم سوف يقتلونهم، ولكن تصدى لهم رجل دين شيعي في لبنان  يدعى بالعقرب(نجم الدين بن ملي الانصاري) كما يقول سماحة الشيخ احمد سلمان، كان هو وجماعته يخطفون التتر ويقتلونهم، فانكسرت اسطورة انهم وحوش وانهم لا يهزمون، فبدت الهزائم تتوالى في الجيش المغولي واندثرت اسطورتهم.

وفي نهاية السبعينات عاصر البعض منا الامام الخميني (قدس) الفقيه الذي غير امة وتاريخ دولة من تابعة الى مستقلة يهابها الجميع، بعد ان اسقط نظام ملكي قوي كان يسمى ملك الملوك وشرطي الخليج، وقفت في وجه ثورته الدول الامبريالية وفي مقدمتها امريكا، فحركت صدام لإشعال حرب  لكي تفشل الثورة وتعطلها ، لكنه بحكمته وعلميته والالهام الرباني وتضحية الشعب الايراني، اسقط كل تلك المؤامرات، وجعل ايران قبلة للمستضعفين وطالبي التحرر في العالم، واليوم يريد الصهاينة وامريكا والغرب تحت رايتهم جرها لحرب الغرض منها الانفراد في السيطرة على مصدر القوة في الشرق الاوسط الذي يوازن الرعب مع اسرائيل، وليس ببعيد  شاهدنا ماذا فعلوا اتباع الدين الاموي المزيف، عندما تم تجهيزهم بالعدة والعتاد والعقيدة الفاسدة بالذبح وجهاد النكاح ورعب قطع الرقاب، حتى انهم سيطروا على اغلب محافظات غرب العراق وجزء كبير من سوريا، فسموا انفسهم بدولة العراق والشام(داعش)، وادعى الامريكان ان الانتصار عليهم يحتاج الى (30) سنة ومليارات الدولارات والاف التضحيات، فدخل الرعب لتلك المدن، فاصبحوا يدخلون المدينة تلو الاخرى وبدون مقاومة، ولكن بوجود القادة الحكماء والشعب المضحي، عندما اصدر  الفقيه المرجع اية الله السيد السيستاني فتوى الجهاد الكفائي، فتصدى لهم قادة ميدانيين من امثال الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس رحمهما الله، فكسروا الرعب وحولوا ذلك الرعب الى انكسار وهزيمة نكراء، افشلت مخططات كبيرة، كانت تنوي تغيير خارطة المنطقة.

الاسرائيليون صنعوا وهماً  بان دولتهم لا تقهر، وان جيشها من اقوى جيوش العالم والمنطقة، واستخدموا الجبناء والعملاء لتعظيم قوتهم، حتى يتهم من يتصدى لهم بانه فاقد للعقل، كيف يواجه الدبابة والبندقية بالحجارة، ويضحي البعض بنفسه بطعن جندي صهيوني بسكين، فانطلت تلك الاكاذيب على الكثير، الى ان اتى زمن المقاومة، ونفس القادة الذين هزموا داعش زودوا الفلسطينيين بالسلاح والقوة ، وكيفية صناعة الصواريخ والطائرات، ففرضوا ارادتهم وشروطهم ولكن لازال الكثير من الخونة من العرب يثبط هذا التصدي، وشاهدنا ما حدث في طوفان الاقصى وهي بداية النهاية للصهاينة، وان هذه المعركة اهم هدف حققته هو كسر حاجز الخوف، وان الجيش الاسرائيلي فارغ من المحتوى ، وان دولتهم كبيت العنكبوت، وان الادعاء بانه لا يقهر كانت مجرد اسطورة، وانها عزلت العالم بين من يدعم الحق ومن يقف ضده، وسبحان الله فان الدول التي وقفت ضد هتلر لأنه عنصري ، اليوم تقف مع اسرائيل وهي ام العنصرية والنازية في هذا الزمن، وتخلى عن الفلسطينين اقرب الناس لهم، بينما تقف ايران والعراق بمرجعياتها التي اصدرت بيان ادانة شديد اللهجة ضد اسرائيل بل اذا اضطرت الضرورة المشاركة في المعركة، مع الفلسطينيين الذين يتعرضون لإبادة جماعية ومعها الدول المنصفة في العالم، لان فيها قيادة حكيمة وشعب مضحي يعرف الحق والاسلام لا يعرف الخوف والرعب الا من الله، والله ينصر من نصره.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك