المقالات

القيادة الحكيمة والتضحيات الكبيرة تكسر حاجز الرعب ...

909 2023-10-17

عدنان جواد ||

 

لاشك ان الاهداف الكبيرة تحتاج قائد كبير وتضحيات كبيرة، كان الرسول محمـد صل الله عليه واله وسلم رجل واحد  لكن الله سدد خطاه، فاصبح امه وبعد ان كان اصحابه يخافون قريش وبطشهم ، ولكن بعد كسر حاجز الخوف والرعب بمعركة بدر، اخذ مسار الانتصار للإسلام والرسالة والرسول القائد الكبير يتصاعد، ومسار الهزيمة والانهيار لإصحاب السلطة والطغيان والقوة والبطش، حتى ادعوا انهم صاروا مسلمين ليأمنوا على انفسهم من القتل، والامام علي عليه السلام سار على نفس النهج في التصدي للباطل والظلم والطغيان، والدفاع عن المستضعفين والفقراء، فكان هو واصحابه لا يخافون لومة لائم في نصرة الحق ، وهم دفعوا ثمن ذلك تضحيات كبيرة فقدوا انفسهم وذويهم في الصراع مع ادعياء الاسلام ، الذين دخلوا الاسلام خوفاً، ولكنهم استخدموا الحيل الشيطانية في العودة للحكم القريشي باسم الاسلام، وبعد ان سيطر الامويين على الحكم ، فرضوا اسلام ابو سفيان المزيف بدل اسلام محمـد، فتصدى لهم الامام الحسين عليه السلام، فضحى بنفسه واهل بيته واصحابه حتى يبقى دين الحق ويذهب الدين المزيف، لكن مع الاسف استمر الخطان خط الباطل وخط الحق الى يومنا هذا ، ولازال الدين الاموي يدين به بعض المسلمين، والرعب غالباً ما يجبر الطرف الاخر بالخضوع والاستسلام قبل تقدم الجيوش، وحدث هذا في التاريخ مرات كثيرة، ففي زمن المغول، فقد شاع ان المغول كل ما دخلوا قرية احرقوها وقتلوا من فيها ، وبعد ان تحول بني العباس الى حكام واباطرة يعيشون الترف ويكرهون الجهاد والتضحية، كانت المدن ومنها مدينة بغداد تستسلم قبل مجيء المغول، فالرعب جعل الجميع يسلم نفسه للتتر وهم يعلمون انهم سوف يقتلونهم، ولكن تصدى لهم رجل دين شيعي في لبنان  يدعى بالعقرب(نجم الدين بن ملي الانصاري) كما يقول سماحة الشيخ احمد سلمان، كان هو وجماعته يخطفون التتر ويقتلونهم، فانكسرت اسطورة انهم وحوش وانهم لا يهزمون، فبدت الهزائم تتوالى في الجيش المغولي واندثرت اسطورتهم.

وفي نهاية السبعينات عاصر البعض منا الامام الخميني (قدس) الفقيه الذي غير امة وتاريخ دولة من تابعة الى مستقلة يهابها الجميع، بعد ان اسقط نظام ملكي قوي كان يسمى ملك الملوك وشرطي الخليج، وقفت في وجه ثورته الدول الامبريالية وفي مقدمتها امريكا، فحركت صدام لإشعال حرب  لكي تفشل الثورة وتعطلها ، لكنه بحكمته وعلميته والالهام الرباني وتضحية الشعب الايراني، اسقط كل تلك المؤامرات، وجعل ايران قبلة للمستضعفين وطالبي التحرر في العالم، واليوم يريد الصهاينة وامريكا والغرب تحت رايتهم جرها لحرب الغرض منها الانفراد في السيطرة على مصدر القوة في الشرق الاوسط الذي يوازن الرعب مع اسرائيل، وليس ببعيد  شاهدنا ماذا فعلوا اتباع الدين الاموي المزيف، عندما تم تجهيزهم بالعدة والعتاد والعقيدة الفاسدة بالذبح وجهاد النكاح ورعب قطع الرقاب، حتى انهم سيطروا على اغلب محافظات غرب العراق وجزء كبير من سوريا، فسموا انفسهم بدولة العراق والشام(داعش)، وادعى الامريكان ان الانتصار عليهم يحتاج الى (30) سنة ومليارات الدولارات والاف التضحيات، فدخل الرعب لتلك المدن، فاصبحوا يدخلون المدينة تلو الاخرى وبدون مقاومة، ولكن بوجود القادة الحكماء والشعب المضحي، عندما اصدر  الفقيه المرجع اية الله السيد السيستاني فتوى الجهاد الكفائي، فتصدى لهم قادة ميدانيين من امثال الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس رحمهما الله، فكسروا الرعب وحولوا ذلك الرعب الى انكسار وهزيمة نكراء، افشلت مخططات كبيرة، كانت تنوي تغيير خارطة المنطقة.

الاسرائيليون صنعوا وهماً  بان دولتهم لا تقهر، وان جيشها من اقوى جيوش العالم والمنطقة، واستخدموا الجبناء والعملاء لتعظيم قوتهم، حتى يتهم من يتصدى لهم بانه فاقد للعقل، كيف يواجه الدبابة والبندقية بالحجارة، ويضحي البعض بنفسه بطعن جندي صهيوني بسكين، فانطلت تلك الاكاذيب على الكثير، الى ان اتى زمن المقاومة، ونفس القادة الذين هزموا داعش زودوا الفلسطينيين بالسلاح والقوة ، وكيفية صناعة الصواريخ والطائرات، ففرضوا ارادتهم وشروطهم ولكن لازال الكثير من الخونة من العرب يثبط هذا التصدي، وشاهدنا ما حدث في طوفان الاقصى وهي بداية النهاية للصهاينة، وان هذه المعركة اهم هدف حققته هو كسر حاجز الخوف، وان الجيش الاسرائيلي فارغ من المحتوى ، وان دولتهم كبيت العنكبوت، وان الادعاء بانه لا يقهر كانت مجرد اسطورة، وانها عزلت العالم بين من يدعم الحق ومن يقف ضده، وسبحان الله فان الدول التي وقفت ضد هتلر لأنه عنصري ، اليوم تقف مع اسرائيل وهي ام العنصرية والنازية في هذا الزمن، وتخلى عن الفلسطينين اقرب الناس لهم، بينما تقف ايران والعراق بمرجعياتها التي اصدرت بيان ادانة شديد اللهجة ضد اسرائيل بل اذا اضطرت الضرورة المشاركة في المعركة، مع الفلسطينيين الذين يتعرضون لإبادة جماعية ومعها الدول المنصفة في العالم، لان فيها قيادة حكيمة وشعب مضحي يعرف الحق والاسلام لا يعرف الخوف والرعب الا من الله، والله ينصر من نصره.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
زياد مصطفى خالد : احسنت تحليل واقعي ...
الموضوع :
مسرحية ترامب مع زيلنسكي والهدف الامريكي !!
ابو حسنين : انظرو للصوره بتمعن للبطل الدكتور المجاهد والصادق جالس امام سيد الحكمه والمعرفه السيد علي السستاني بكل تواضع ...
الموضوع :
المرجع الديني الأعلى السيد السيستاني يستقبل الطبيب محمد طاهر أبو رغيف
قتيبة عبد الرسول عبد الدايم الطائي : السلام عليكم اود ان اشكركم اولا على هذا المقال واستذكاركم لشخصيات فذة دفعت حياتها ثمنا لمبادئها التي ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
م خالد الطائي : السلام عليكم, شكرا لصاحب المقال, عمي مالك عبد الدايم الطائي: خريج 1970م، تخرج من كلية العلوم بغداد ...
الموضوع :
كلمة وفاء لإعدادية الكاظمية!!
ام زهراء : مأجورين باىك الله فيكم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
علاء عبد الرزاق الانصاري : الاهم صلي على محمد وال محمد الطيبين الطاهرين ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
فيسبوك