بهاء الخزعلي ||
يلوح الكيان الصهيوني بعملية اجتياح بري للقطاع وأكد على ذلك بعدة مرات معتمداً على معطيات قام بها من ضمنها...
*استدعاء ثلاثة أرباع الجيش الاحتياط اي ثلاث مائة وخمس وسبعون ألف مقاتل.
*التصريحات المتكررة لقيادات الكيان بتنفيذ تلك العملية المزعومة.
*طلب المعونات العسكرية والمالية من الولايات المتحدة الأمريكية.
* التناقض بمواقف الرئيس الأميركي بايدن ونتنياهو حيث صرح بايدن بأنه لن يرسل جنود أمريكيين لدعم الكيان الصهيوني وزجهم في المعركة في حين يظهر نتنياهو وهو يلتقط صور مع القوات الخاصة الأمريكية العاملة سابقا في أفغانستان وكذلك التقط صور مع قوات المارينز.
لكن من منظور عسكري على ما يبدو أن الكيان غير متأكد من إمكانياته لتنفيذ هذه العملية لعدة أسباب أهمها...
* عسكرياً يحتاج في المرحلة الأولى الكيان لبنك اهداف يقسم لثلاثة انواع اهداف يتم تدميرها وأهداف يتم تقييدها وأهداف لتليين الدفاعات ومن الواضح أن الكيان لا يمتلك معلومات استخبارية عن مواقع الدفاعات في غزة لذلك هو يعتمد أسلوب الأرض المحروقة.
*المرحلة الثانية يحتاج الكيان للتمهيد النيراني وهي مرحلة يدمج بها القصف المدفعي والجوي والبحري على أهداف معلومة لتمهيد دخول المفارز المتقدمة التي تعمل على تهيئة افضل طريق لدخول القوة العسكرية الرئيسية لداخل غزة، ويتعذر ذلك لعدم معرفة الكيان بنوع ومكان الدفاعات العسكرية للمقاومة مما قد يفرض عليهم سيناريو أشبه بسيناريو ٧ اكتوبر.
* التطور في القوة الهجومية للمقاومة في غزة وذلك ما كان واضحاً من خلال عملية طوفان الأقصى يدل على وجود تطور حاصل في الدفاعات للمقاومة كذلك.
* وجود البيئة الحاضنة للمقاومة قد يجعل سكان القطاع كله في مواجهة عسكرية دفاعية ضد الكيان الصهيوني.
* وجود الأنفاق التي تسهل عملية تنقل المجاهدين من نقطة إلى أخرى في وضع مستتر وقد تتمكن المقاومة من المباغتة من خلال الانفاق بإغارات ليلية وعمليات نوعية خلف خطوط العدو قد تكون أسر جنود أو استهداف لقطع بحرية أو برية للكيان الصهيوني والقيام بعمليات فزع للمجندين مستغل العامل النفسي لعملية طوفان الاقصى.
* كذلك وجود الأنفاق يضمن سلامة وصول الدعم اللوجستي لجميع نقاط تمركز المقاومة في غزة.
* لو اكتشف الكيان مواقع الانفاق يصعب دخولها خشية وجود الفخاخ أو التلغيم داخلها وكذلك صعوبة عملية تدميرها من خلال إطلاق قنابل MK-84 وذلك لأن تكلفة هذه الذخائر عالية ونسبة التدمير تصل بحدود أمتار قليلة وليس شبكة انفاق كاملة.
* المعرفة الجغرافية للمدينة وطبيعة السكان تفرض على الكيان الدخول بحرب شوارع وليس حرب جيوش نظامية وذلك قد ينذر بوقوع خسائر كبيرة في جيش الاحتلال الإسرائيلي خصوصاً لمعرفتنا أن جميع الحركات التحررية في العالم بعد الحرب العالمية الثانية لم تخسر بحرب الشوارع ضد الجيوش النظامية.
* امتداد الانفاق قد يصل لخارج القطاع وقد يصل لمستوطنات خارج غزة قد تكون في منطقة الغلاف مما قد يفاجئ الكيان بتنفيذ المقاومة لعمليات عسكرية على مستوطنات صهيونية خارج مسرح العمليات مما يسبب ارباك للقطعات المتواجدة في مسرح العمليات.
* من المعروف عسكرياً تحتاج القوة المهاجمة لثلاثة أضعاف القوة المدافعة في عملية الاجتياح اي كل مجاهد يقابله ثلاثة من جيش الكيان الصهيوني لكن في معادلة التمركز والتمكين للقوة الدفاعية تتضاعف النسبة تسعة أضعاف اي كل مجاهد يحتاج الكيان إلى ٢٧ مقاتل صهيوني لمقابلته وذلك يفرض سيناريو ازدياد عدد قتلى الكيان الصهيوني بنسبة عالية أكثر من الحروب السابقة التي خاضها الكيان بنسب مضاعفة وقد يؤدي ذلك إلى تذمر وامتعاض في الداخل الاسرائيلي وقد يتحول إلى احتجاج وتظاهرات ضد حكومة الكيان.
* دخول النسق العسكري الأمريكي على الخط من خلال لويد اوستن وزير الدفاع وكوريلا رئيس هيئة الأركان المشتركة وبعد دراستهم لتقدير الموقف من خلال مستشاريهم العسكريين أدركوا أن الجانب الإسرائيلي مندفع بدوافع سياسية رغم وجود النقص في الإمكانيات العسكرية للكيان الصهيوني كفاعلية القتال والتخطيط العملياتي لذلك بادر الرئيس الأميركي بايدن بتنبيه حكومة الكيان من التسرع بعملية الاجتياح البري.
* ما سيوفره الاستخبارات الأمريكية من تعاون في مجال ال C4I الذي يمثل القيادة والسيطرة والاتصالات والكمبيوتر والحرب الالكترونية والمخابرات وهذه اعمال سلبية بالنسبة للمنظور العسكرية لأنها لا تساعد بعمليات القتل والاستهداف المباشر إنما هي لكشف مسرح العمليات والذي سبق وذكرنا أن الانفاق كفيلة بإفشال ذلك.
* وجود حاملة الطائرات الحربية الأمريكية مجرد رسالة بوجهين الاول تحييد التدخل الإيراني وتدخل حزب الله في المعركة والثانية رسالة تضامن مع الكيان وتوفير غرف عمليات مشتركة تعتمد على طائرات الاستطلاع الموجودة في تلك الحاملة والتي يبلغ عددها 90 طائرة بمختلف أنواعها.
https://telegram.me/buratha