عدنان جواد ||
بعد هذه الضحايا الكبيرة في غزة التي تعدت الاحد عشر الف شهيد وكل يوم يزداد العدد، ومشاهد الاطفال والنساء وهم يذبحون من الوريد الى الوريد، والتي حركت الراي العام العالمي وخاصة في عواصم الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا والمانيا وفرنسا، وتعرض القوات الامريكية في المنطقة للقصف المستمر، وفشل التقدم البري للقوات العسكرية الصهيونية في غزة، وتعدد الجبهات على اسرائيل، وخاصة من اليمن والعراق ولبنان، وانكشاف العملاء وتعريتهم من الاعذار الواهية التي كانوا يختبئون خلفها، بان اسرائيل دولة ديمقراطية وصديقة وفيها برلمان وحكم رشيد وانها تحترم حقوق الانسان!، ويمكن اقامة العلاقات الاقتصادية والتجارية معها، فالملوك والامراء والرؤساء العرب قد فقدو تأييد شعوبهم واحترامها، بعد ان ثبت موقفهم الواضح بالوقوف مع العدو، بل واسقطت جيوشهم الصواريخ والمسيرات اليمنية المتجهة الى اسرائيل، وبقاء الحرب في اوكرانيا بدون أي تقدم يذكر، وحاجة الدول الغربية للطاقة، وان المصدر المهم في الشرق الاوسط للطاقة مهدد بنشوب حرب اقليمية كبيرة، الخاسر فيها الغرب والولايات المتحدة الامريكية، فسوف تتغير مواقف الدول والشعوب في المنطقة باتجاه الشرق، وتسير نحو روسيا والصين وايران، فالدعايات الكاذبة في الدفاع عن حقوق الانسان والحرية والديمقراطية، وان المنظمات الدولية الامم المتحدة ومجلس الامن تحمي المعتدى عليه وتحاسب المعتدي كلها كذب في كذب، وانها تطبق فقط على الدول الضعيفة(النامية) ، مثلما طبقت على العراق، والقياس بمقياسين فيتهمون روسيا بإبادة الأوكرانيين!!، ويقدمون الدعم العسكري والمادي ويستقبلون المهاجرين، بينما لا احد يذكر اسرائيل بشيء رغم فظاعة ما ترتكبه من مجازر، ويعطونها الحق بانها تدافع عن نفسها، وتستخدم اسلحة محرمة دولياً امام انظارهم.
اصبح الحق واضح ومن يسير معه ويدعمه ومن يقف ضده، ومن اجل عدم توسع الحرب تحاول الولايات المتحدة الامريكية انهائها باقل الخسائر، فهي لا تستطيع السيطرة عليها اذا اشتركت فيها دول ، وسوف تخسر كل حلفائها في المنطقة، واسرائيل وصلت الى قناعة انها لا تستطيع الانتصار في المعركة البرية، والعملاء يخافون على عروشهم من تمرد شعوبهم، ووعاظ السلاطين من علماء الدولار الذين يفتون بعدم مخالفة ولاة الامر، اصبحت حججهم ضعيفة، فمن باب كانوا يفتون للجهاد في العراق وسوريا ضد الشيعة والعلويين، ومن باب اخر يرفضون الجهاد ضد اسرائيل لانهم يخالفون ولاة الامر!، وان مخالفتهم تدخل النار، ولا ندري متى ينصر المسلم اخاه المسلم، بل اخاك بالإنسانية ينبغي ان تدافع عنه عندما يتعرض للظلم، لذلك هم الان يبحثون عن مخرج مع اصدقائهم في الحفاظ على ما تبقى من ماء الوجه، وكما قال سماحة السيد حسن نصرالله ان الفوز بالنقاط قد بدأ، وان الانتصار بات يلوح بالأفق، رغم سيطرة الولايات المتحدة الامريكية على قرارات المنظمات الدولية، لكن هناك ادانة واضحة للكيان الصهيوني، والانتصار قد يحدث بصفقة لتبادل الاسرى واطلاق سراحهم، او بتعهد من تركيا او قطر بالضغط على حماس، بتهدئة اللعب وربما ترك ادارة غزة لجهة محايدة ولفترة ايضا محددة، تضمن عدم تكرار سيناريو 7 تشرين وترميم ما تم تدميره وربما تعويضات من دول الخليج، والحل الذي تريد واشنطن الوصول اليه بالضغط على الطرفين وخاصة الاسرائيلي الذي كان غير مقتنع بحل الدولتين، وكان يعتقد انه ببناء المستوطنات يستطيع تغيير الجغرافيا والتاريخ والناس، لكن اليوم اصبح اغلب الشعب اليهودي في فلسطين مقتنع بهذا الحل، وهو مطلب عربي واممي، ورغم عدم قبول اطراف المقاومة على هذا الاتفاق لكنها نتيجة الضغط الدولي والاقليمي ستقبل به في نهاية المطاف
https://telegram.me/buratha