عبد الملك سام – اليمن
حتى توقيت الغارات هو ذاته! ذات الطائرات، وذات القنابل، وذات الأهداف، بل وحتى الطيار ذاته الذي كنا نظن أنها “مريم” الإماراتية! عدوان مكرر لا جديد فيه، ولو كنا في شهر رمضان لأتى الأمريكيون لقصفنا في وقت الإفطار أو وقت السحور! ولولا غطرستهم لما كان هناك من داع لغارات الأمس، ولو ظنوا أنهم بمثل هذه الغارات سيثنونا عن الوقوف مع فلسطين فهم حمقى ميئوس منهم!.
قلنا لهم في الماضي أنهم كان يجب عليهم أن يتركوا لنا شيء نخاف عليه، ولكن المجرمون يتشابهون في الحماقة؛ فبعد 9 أعوام من عدوان أعمى وبليد صار أي تحرك بسيط نقوم به يؤثر عليهم أضعافا مضاعفة عما يؤثر علينا، ولو أنهم تعقلوا قليلا لكان ايقاف العدوان على الفلسطينيين أسلم لهم وأحفظ لهيبتهم المهدورة، ولكنه الغباء!.
لولا تعنتهم البليد لما تعرضت قطعة بحرية أمريكية للقصف ولأول مرة في تاريخهم العسكري الأسود، فمنذ نشأة دولتهم العنصرية لم يتم إغراق قطع حربية عسكرية سوى مرتين: مرة بأيديهم أمام سواحل كوبا ليبرروا تدخلهم العسكري فيما عرف بمعركة “خليج الخنازير” التي منيوا فيها بهزيمة مخزية، والمرة الثانية عندما أغرقت إسرائيل سفينة “ليبرتي” التي صورت عمليات إعدام الجنود المصريين في سيناء!.
تداعيات الضربة اليمنية ستتوالى، وقريبا ستتجرأ دول أخرى على القطع البحرية الأمريكية بعد أن سقط “البعبع”، وكل هذا لماذا؟! فقط لأنهم لم يوقفوا عدوان مدللتهم إسرائيل على الشعب الفلسطيني المظلوم! فكيف لا نصفهم بالحمقى؟! بل أن الأسواء لو تطورت الأمور وقرر اليمنيون نشر الآف الألغام البحرية وإغلاق باب المندب، عندها ستتضرر تجارتهم بشكل غير مسبوق، بينما اليمن لن يكون هذا الأمر ذا أثر كبير عليه، وكما قلنا فهم لم يتركوا لنا ما نخاف عليه!!.
لو كان لأمريكا أصدقاء لنصحوهم بأن يوقفوا عدوانهم على الفلسطينيين، ولكنهم للأسف لم يتركوا لهم صديقا بسبب إجرامهم، وهم لم يتركوا لهم صديقا! كل دول العالم دون أستثناء تدخلت أمريكا في شؤونها بشكل أو بآخر، ويوم تضرب أمريكا فسيكثر الشامتون، وستنطلق دول أخرى لتأخذ بحقها من هذا النظام المجرم القذر، وأنه لمن دواعي فخرنا وأعتزازنا أن يكون الدرس الأول لهذا النظام المتغطرس على أيدي الجيش اليمني الباسل.
غارات البارحة لن تمر دون رد، وبالتأكيد لن يتردد جيشنا في الرد، وشعبنا قد تعود على العدوان، وطلبنا الوحيد البسيط اليوم هو أن يوقفوا عدوانهم على أخوتنا في فلسطين، ولكن إذا ما تمادوا في غيهم فلا يظنوا أن طلباتنا ستبقى كما هي، فكلما صعدوا سنصعد، وكلما أعتدوا سنرد بطريقة أقسى، فقد ولى زمن العدوان بدون رد، والقادم أعظم.
https://telegram.me/buratha