ومن الخطط الأمريكية في زعزعة الوضع جعل الفرقة بين شيعة العراق وإيران وهذا نفس النهج الذي أتبعة صدام ونظامه البعثي بزرع الفرقة ومنها الى شن الحرب على إيران لثمان سنوات بمساعدة أمريكا وحلفائها وحتى الدول العربية ( بقلم : شوقي العيسى )
بعد أن كشف الشيعة في العراق المخططات الأمريكية لزعزعة أمن العراق وجر البلد الى حرب أهلية وفي ظلمات الليل يختبئون كالفئران ليقدموا على أعمال أرهابية قذرة على شيعة العراق ومحبي أهل البيت عليهم السلام ولما كانت محاولات الطائفي زلماي خليلزاد السفير الأمريكي يحاول جزافاً زرع الفتنة الطائفية بين أبناء الشعب العراق وبعد أن جر أفغانستان الى حرب أهلية بلغت ذروتها تحول الأمر الى العراق وعندما أغلقت جميع القوى السياسية والدينية أبواب الفتنة وجر العراق الى حرب طائفية قامت قوات الغدر والخيانة قوات أمريكية لتعتدي على حسينية المصطفى بحي أور في بغداد لتقتحم الحسينية على المصلين وتقتلهم وتفجر المبنى وتعتقل من تعتقل وبهذا العمل الأجرامي الجبان تثبت القوات الأمريكية أن صبرها قد نفذ في العراق لعدم جر البلد الى حرب طائفية حيث أقدمت بالتدخل في كل شيء في العراق .
الشيعة والخطر الأمريكي
عندما نتتبع سيرة الشيعة في العراق وفي كل مكان نرى وبعين الوضوح الظلم والإضطهاد الذي لازمنهم طيلة الحكومات المتعاقبة حيث لم يهدأ أتباع أهل البيت عليهم السلام يوماً ما ولمعرفة أمريكا وغيرها من أن هذه الطائفة هي التي تسير على هدى أهل بيت النبوة والإسلام فترى أنهم الخطر الحقيقي الذي يؤرقهم وطالما لديهم القدرة على جمع الناس بأسم الإمام الحسين عليه السلام ولايحتاجون الى نداءات أو إعلانات فهذا بحد ذاته هو خوف أمريكي وغربي على المصالح المشتركة التي لاتريد إسم لامع في عالمها بما يسمى بالعولمة الأمريكية وطالما أن منهج أتباع أهل البيت هو نفسه منهج الإمام الحسين عليه السلام فلن تدع الوضع يستقر في العراق .
ومن الخطط الأمريكية في زعزعة الوضع جعل الفرقة بين شيعة العراق وإيران وهذا نفس النهج الذي أتبعة صدام ونظامه البعثي بزرع الفرقة ومنها الى شن الحرب على إيران لثمان سنوات بمساعدة أمريكا وحلفائها وحتى الدول العربية في الوقت الذي كان نظام صدام يقتل الشيعة في العراق بتهمة التعاون مع إيران حتى أمسى العراق مقابر جماعية لاتعرف عددها ولاتحصي أمدها كل هذا وذاك لكون العراق وإيران ينتمون الى المذهب الشيعي فأين كانت أمريكا وحقوق الإنسان والديمقراطية التي يخدعون الناس بها آبان المجازر التي ترتكب بحق الشيعة في العراق ربما سائل يسأل وخصوصاً من عرب الجوار فيقول لماذا أرتضيتم لأمريكا أن تغير لكم صدام؟؟فنقول له أن أمريكا كانت جادة بأسقاط صدام ونظامه البعثي وهذا ماحصل فعلاً عندما كانت الدول العربية ورؤسائها يساعدون صدام على قتل الشعب العراقي وبلا رحمة ولارأفة فقد تكالبت كل العرب للقضاء على شيعة العراق ولكن لله حكمة في ذلك أما وإن كان سكوت الشيعة في العراق على مجريات الوضع فهذا ليس بالوهن والضعف .
القضاء المبرم
أتذكر قصة قصيرة سأرويها للقاريء الكريم بعد سقوط بغداد وإحلال الهرج والمرج بالعراق أصبحت هناك عصابات للسلب والنهب بحيث لاتستطيع أي سيارة المسير لوحدها خوفاً من إعتراضها من قبل ( السلابة ) أي اللصوص في الطرق العامة وعندما يعترضوا أحد يأخذوا منه السيارة أو البضاعة ويخيرونة إذا أردت سيارتك تجلب أو تدفع كذا مليون أو كذا ورقة فئة مئة دولار ففي أحد الأيام كان إثنان يستقلون سيارة جديدة وقد أعترضهم اللصوص وصادروا سيارتهم وقالوا لهم إذا أردتم سيارتكم إدفعوا مليونين دينار تجلبونها الى البيت الفلاني وتأخذون سيارتكم وفعلاً تركوهم في الطريق العام في ليل مظلم وذهبوا بالسيارة وبعد مضيء يومين أستطاع صاحب السيارة جمع المبلغ كفدية وأخذ شخصيات معروفة وذهبوا حسب الوصف الى المكان لدفع الفدية وأخذ السيارة وبعد أن وصلوا الى المكان وجدوا هناك شيخ عشيرة يتصدر المجلس فرحب بهم وسألهم ماحاجتكم أخبروه بالقصة فقال لهم (( هؤولاء الكلاب أي أولاده الذين سرقوا السيارة أنا أوصيتهم بأن لايجعلوا أحد يذهب ويرجع الينا أن يذبحونهم ويأخذون ماعندهم حتى لايأتي الينا أحد )) المهم دفعوا المبلغ وأخذوا سيارتهم ورحلوا.
هذه القصة تنطبق على أمريكا وصدام فعندما ساعدت أمريكا صدام بالقضاء على الشيعة في العراق وساعدته على حربه على إيران كانت قاصدة أن تنهي وجود الشيعة في العراق وعندما عجز صدام على القضاء التام على شيعة أهل البيت عليهم السلام في العراق كان لزاماً على أمريكا وحلفائها بمعاقبة صدام وإستبداله بشخص آخر (( يأخذ الكلام )) ولايتمرد بحجج واهية لذلك فكان دور أمريكا في الإنتفاضة الشعبية التي قادها الشيعة في جنوب ووسط العراق كان دور أمريكا والعرب بالذات بالقضاء على هذه المجاميع الشيعية تم إستقطاب المعارضة الشيعية بعد أن حوصروا من قبل دبابات الجيش العراقي فتحت لهم مايسمى بالقوات متعددة الجنسيات في آذار 1991 الحدود بين العراق والسعودية وتم جمع العدد الهائل بصحراء داخل السعودية لسنوات ومنها قامت أمريكا بتسفيرهم على جميع دول العالم حتى يذوب المجتمع العراقي في الدول الغربية وينسى القضية الأساسية التي خرج من أجلها ورغم كل هذه المحاولات فقد أثبت العراقيون أنهم أصحاب مباديء وقيّم وقضية فلم ينسوا ماخرجوا من أجله وحركوا الشارع الغربي والإعلام كافة حول المظلومية التي شهدها العراقيون والشيعة بالذات فأصبحوا شؤماً على الدول التي حوتهم حتى عندما يقيمون العزاءات على الأمام الحسين عليه السلام فلم ينسوا أي شيء وأستمروا بمجالسهم ومعتقداتهم وعزاءاتهم .
شوقي العيسى
https://telegram.me/buratha