المقالات

العراق بعد ثلاث اعوام من الاحتلال نظرة تقيمية

2968 14:26:00 2006-03-28

بعد ثلاث سنوات من الاحتلال ,اقول لقد فشلت هذه الدول في احترام مصداقيتها حينما تحيزت للمؤثرات الارهابية واستجابت لرغباتهم بدعم اللوبي العربي والخليجي الذي قدم المليالرات من الاموال في سبيل منع المظلومين الذي صوتوا بدمائهم لحريتهم بثلاث انتخابات ديقراطية ( بقلم : الدكتور عباس العبودي )

 {وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاءٌ مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ }البقرة49

{وَإِذْ أَنجَيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَونَ يَسُومُونَكُمْ سُوَءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ }الأعراف141

العراق الارض المبتلاة بالحكام الطغاة على طول التاريخ ,والشعب العراقي قدم التضحيات الكبيرة في سبيل حريتة , ولم يكن هناك شعب من شعوب الارض امتحن على طول التاريخ مثلما امتحن الشعب العراقي . وهذه هو الامر الاساسي الذي لابد من التوقف عنده وتحليله ,والبحث عن السر الخفي وراء هذه الامتحانات الكبيرة التي يمر بها هذا الشعب وهذه المصائب الكبرى لاتزيد الشعب العراقي الا اصرار على النهوض والنمو والعمل رغم كل الضروف الصعبة التي مر بها ويمر بها اليوم بعد الاحتلال.

لقد تخلص الشعب العراقي بارادته التي انسجمت مع مصالح الغرب في القضاء على صدام وسلطته الجائرة , ولولا ارادة هذا الشعب من التخلص من الطاغية لما استطاعت هذه القوى الخارجية ان تنال من العراق واسقاط بغداد بهذه السهولة , والدليل على ذلك بلدة صغيرة من بلدات العراق كاأم قصر شاغلت القوات الاجنبية المحتلة لاكثر من اسبوعين .

بعد ثلاث سنوات من الاحتلال ,اقول لقد فشلت هذه الدول في احترام مصداقيتها حينما تحيزت للمؤثرات الارهابية واستجابت لرغباتهم بدعم اللوبي العربي والخليجي الذي قدم المليالرات من الاموال في سبيل منع المظلومين الذي صوتوا بدمائهم لحريتهم بثلاث انتخابات ديقراطية ,لم يشهد العالم مثلها. أن القوى الغربية المحتلة للعراق اذا ارادت ان تبني جسور الثقة والمحبة وا تبقى صورة طيبة عالقة في ذهنية الشعب الاعراق لهذا الاحتلال الذي ساعدها في التخلص من احد طواغيت القرن الواحد والعشرين ,وبالخصو اصحاب القرار الدولي المثر في العراق –اريكا وبريطانيا ,عليها ان تتبع الخطوات العملي التالي لبناء جسور الثقة من جديد ,والا سوف تخسر هذه الدول كل مصالحها في العراق وفي المنطقة وسوف يكونوا سببا لاشعال المنطقة بحرب لايعلم مدى خطورتها وتلفاتها الا الله تعالى.

أن على اصحاب القرار السياسي في تلك الدول ان ارادت ان تحافظ على مصالحها الاستراتيجية النظر بيتامل لمايلي:

تقييم تجربة الاحتلال في العراق ومعالجة كل الاخطاء التي ارتكبتها , ومعالجة كل اسبابها , وعلى القوى المحتلة الاعتذار للشعب العراقي عن كل اخطائها التي ارتكبتها بحق الابرياء وتعويض المتضررين منهم .

الابتعاد عن كل الاعمال الاستفزازية بحق الشعب العراق لان تلك الاعمال لاتنفع مصالحكم بل العكس سوف تزيد عزلتكم وكراهيتكم وانتم بحاجة الى مد جسور الثقة بينكم وبين افراد الشعب العراقي وتقليل المواقف السلبية ضدكم . .

اذا ارادت هذه القوى المحتلة ان تحسن صورتها امام الشعب العراقي ان تبتعد عن لغة البطش والارهاب العلني والسري وان تبتعد عن كل عناصر الاثارة التي لاتصب بالمصالح الاستراتيجة لتلك الدول في العراق .,

أن لغة القهر بالقوة لاتنفع مصالحكم , ولاتنجح مشروعكم الديقراطي لالمزعوم ,واعلموا ان ارادة الشعوب لاتقهرها القوة والدم منصتصرا على السيف دائما وابدا ,وارادة الشعوب اقوى من كل الطغاة .

على اصحاب القرار السياسي الامريكي والبريطاني ان يعتذروا الى الشعب العراقي عما ارتكبت من أخطاء بحق لابرياء , وتعويض المتضررين منهم ,مد جسور الثقة معهم فالقوة مهما كانت قوتها هي ضعيفة امام ارادة الشعوب , وارادة الامم سوف تنتصر على سيف الظلم مهما بلغ بطش الظالمين.

احترموا ارادة الشعب العراقي وما يقرره ولاتتدخلوا في مصيره وارادته ,لان التخل السافر في شؤؤن العراقيين سوف يؤثر على مصالحكم, مثل ماتريدون حريتكم وارادتكم احترموا ارادة الشعب العراقي في تقرير مصيره بوحدة من خلال حفزظ المصالح المشتركة تبادل المنافع.

أن تدخلكم المباشر عبر سفرائكم ووزراءكم بالشؤؤن الداخلية العراقية سوف ينعكس عليكم بالسلب ,وتخسرون منافعكم ومصالحكم في العراق لانكم ترسمون امرا لايرغب فيه الناس ويشكل عقبة كبيرة في تطبيع العلاقات بينكم وبين الشعب العراقي.

انصفوا المظلومين وكونوا لهم عونا ولا تتعاونوا مع الظالمين , لان المظلوم سيكون نصيرا لمن يعينه على التخلص من الظالمين ولن ينسوا فضل من ينصرهم على ظالميهم.

اعلموا ان الله بالمرصاد لكل ظالم ومهما بلغت قوتكم فانكم ضعفاء امام ارادة الله ,وتذكروا قول الله. {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِن بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرَاً بَصِيراً }الإسراء17, {قَالَ إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِندِي أَوَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ أَهْلَكَ مِن قَبْلِهِ مِنَ القُرُونِ مَنْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُ قُوَّةً وَأَكْثَرُ جَمْعاً وَلَا يُسْأَلُ عَن ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ }القصص78, {أَلَمْ يَرَوْا كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنْ الْقُرُونِ أَنَّهُمْ إِلَيْهِمْ لاَ يَرْجِعُونَ }يس31

أتمنى على دول الاحتلال تراجع مواقفها قبل فوات الاوان وان لا تصاب بغرور القوة لان غرور القوة سوف يخسرهم كل شئ , وليتذكروا ان القوي بلا دليل ظالم ,والظالم ضعيف مهما بلغت قوته .

كلمة اخيرة- ليس عيبا ان يخطا الانسان ولكن العيب كل العيب ان يصر على خطأه ولايعتذر وذلك اعظم الخسارة في الدنيا والاخرة.

راجعوا انفسكم وسياساتكم قبل فوات الاوان ولات حين مندم.

الدكتور عباس العبودي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك