فأصبحت الصدمة باثنين لسيد الساحة ومحرك كل العمليات لأنهم اثبتوا أنهم يستطيعون أن يتحكموا في كل شئ ألا صوت الناخب العراقي وبذلك وجدت أمامها مأزق من الوزن الثقيل لان بمجرد التفكير في أن يكون الائتلاف هو الأغلبية في البرلمان ولايمكن تمرير أي قرار بدون موافقته ( بقلم : رائد محمد )
من منا ينكر أن الديمقراطية هي الوليد الشرعي للمجتمعات المتحضرة وهي عملية تلاقح فكري مابين خيارات العامة من الشعب وتطلعاتهم ومافي ارض الواقع السياسي ,لذا فان هذا العامل هو الذي يحدد مدى الصلاحية لهذا الشخص أو ذاك أو تلك الكتلة أو الفئة في تعيين هرمية السلطة في كل النواحي الحياتية والسياسية لذا أصبح من الممكن تحديد مسار الشعوب من خلال اختياراتها وليس من خلال مايرغب هذا الشخص أو ذاك وإلغاء دور الجماهير في العملية الديمقراطية..هذا المنطق يفترض تطبيقه في الديمقراطيات جميعا دون التجزئة والتخصيص مع هذا البلد أو ذاك وكما يحصل ألان في العراق وفق عمليته الديمقراطية الوليدة التي كنا نتمنى من الأعماق أن تنجح و يسعى الساسة العراقيين في المساهمة في أنجاحها وتعزيزها على المدى القريب والبعيد والمحافظة على ديمومتها لان التضحيات كانت كبيرة وجسيمة وتستحق منهم أن يكونو بمستوى هذه التضحية .من خلال هذه المقدمة أردت أن أكون في وسط الحدث الذي ابتلى العراقيين به من خلال أصواتهم وخياراتهم فهناك حيث تكون الديمقراطية مقيده وسط كم هائل من الضغوطات الأميركية والإقليمية كان لابد من مراجعة لهذه الضغوط التي تولد التساؤل تلو التساؤل حول من المستفيد من هذا التعثر الواضح في كل المجالات الحياتية التي وولدت الحالات السلبية نتيجة منطقية وطبيعيه للمحاولات التي أريد بها إجهاض كامل لتطلعات شعب عاني من ظلم وقتل وتشريد لأكثر من ربع قرن ...نقول ونتساءل بصوت عالي من المستفيد من تعثر العملية السياسية في العراق؟وهل تسعى أميركا بالفعل إلى أقامة عراق جديد ديمقراطي تعددي خالي من الدكتاتورية ويمثل تطلعات العراقيين؟ربما الأسئلة مكررة وليست بالجديدة لكنها هي الأسئلة الأكثر شيوعا في ساحتنا لأنها المهمة لنا حاليا ولا توجد أسئلة تتبعها علامات استفهامية أكثر من هذه ولابد من الإجابة عليها بصدق وأمانه ولكل منا رؤاه الخاصة ووفق قناعاته شخصيه.أميركا هي التي رعت العملية منذ اليوم الأول لسقوط النظام ألصدامي ولحد اليوم وهي التي شرعنت احتلالها للعراق من خلال قرارات دولية الكل يعرفها ولا حاجة لتكرار ذكرها ,أذن هي المسئولة على كل الملفات الأمنية والاقتصادية والسياسية وهي التي تتدخل في كل صغيرة وكبيرة وهي التي تجعل من الآخرين أعداء أو أصدقاء لها وللعراق وفق مصلحتها التي جاءت من اجل تعزيزها وهذا لايمكن انكارة لامن الصديق ولا من العدو بل هي المسئولة عن تهيئة الأجواء لغرض المضي قدما في العملية السياسية ومن المفترض أن يكون الوضع العراقي شفافا وديمقراطيا حسب الادعاءات الأميركية وجعل العراقيين هم المقررون من يقودهم إلى ضفة الأمن والأمان حتى جاءت الانتخابات الأخيرة في 15 ديسمبر 2005 ووضبت أميركا نفسها لها ومن خلفها كان الجميع يسرع في كسب ود الناخب العراقي حتى وصل الأمر إلى حد تبادل الاتهامات في كل شئ وأسندت ادوار السيناريو والأجندة الأميركية إلى بعض الائتلافات العراقية وفتحت خزائن بعض دول الجوار مع تخصيص طائرات خاصة للتنقل وكسب الدعم الإقليمي والدولي ولكن جاءت نتائج الانتخابات بما لاتشتهي سفن أميركا !!!صعود وفوز غير متوقع بالمرة لقائمة الائتلاف العراقي الموحد الذي يمثل التيارات الدينية الشيعية الراديكالية منها والمعتدلة ¬(المتوقع كان فوز الائتلاف ولكن ليس بتلك النسبة التي جاءت بها الانتخابات) هذا الفوز جاء نتيجة طبيعية ومنطقية بتصوري لان الآخرين حصروا التصويت على الأساس الطائفي وليس على أساس القوائم المفتوحة لفرضية التصويت لها من قبل الجميع وبكل الأطياف والألوان والقوائم السنية هي التي دعت إلى النهج الطائفي في التصويت لأنها بدون هذه الصفة لايمكن لها أن تحصل على ربع ماحصلت علية لعدم وجود وزن مؤثر لها في الشارع هذا الأمر لم تهتم له أميركا بقدر ماكان انصباب اهتمامها على كيفية أفراغ فوز القوائم الشيعية من محتواة وهي المعولة كانت على فرضية تصوراتها أن يكتسح الدكتور أياد علاوي الساحة فأصبحت الصدمة باثنين لسيد الساحة ومحرك كل العمليات لأنهم اثبتوا أنهم يستطيعون أن يتحكموا في كل شئ ألا صوت الناخب العراقي وبذلك وجدت أمامها مأزق من الوزن الثقيل لان بمجرد التفكير في أن يكون الائتلاف هو الأغلبية في البرلمان ولايمكن تمرير أي قرار بدون موافقته يعني ذلك التفكير بالعدو الأول والمارد النووي الجديد إيران وحسب المخيلة الاميركيه ودول الجوار السنية مثل السعودية والكويت التي تفكر بغباء أن الحكم الشيعي في العراق يعني امتداد وقوة مضافة لإيران وخاصة أن حكام إيران ألان هم من رجال الدين وليس السياسيين أي أن العامل الحاسم بقراراتهم هو العامل والواجب الديني ,ومن هنا كان لزاما على الاميركان أن يحركوا الشارع العراقي ورفض نتائج الانتخابات بحجة التزوير والتلاعب في الأصوات فجاءت الولادة غير الطبيعية لحركة مرام التي ولدت ميتة أساسا لكون جميع من كان تحت عباءتها هم من الذين بانت حجموهم في الشارع العراقي ولا يمكنهم بأي حال من الأحوال أن يؤثروا في قرار الشارع الذي أعطى ثقته بالفائز الوحيد ألا وهو الائتلاف العراقي الموحد مع العلم والاختصار أن العراقي الذي يعرف جيدا من هم رعاة مرام ومن كان يقودها والتجانس اللاطبيعي لتواجدهم هو لتخريب العملية وعرقلتها ورغم ذلك أن الاستجابة الطبيعية كانت لجنه دولية للتحقيق في ذلك فكانت تلك اللجنة هي المطلب الأساسي لجماعة مرام فقالت اللجنة كلمتها بان الانتخابات جاءت وفق المعايير الدولية ولاغبار عليها فخاب أمل الاميركان مرة أخرى في تمرير مايريدوه لذا التجاءو إلى أساليب قد بانت وانكشفت في تحريك مايسمى بالخطوط الحمراء وحكومة الوحدة الوطنية ومشاركة الجميع في القرار ولجنه أهل الحل والعقد ومجلس الأمن الوطني حتى وان كان الأمر يؤدي إلى خرق دستوري واضح منذ الأسبوع الأول لتطبيقه أضف إلى ذلك وجود السفير زلماي خليل زاد العامل المهم والمساعد لتعديل كفة الموازيين الذي مابرح أن يطلق تصريحاته ضد الائتلاف وضد الشيعة خصوصا وما رافق ذلك من قتل مبرمج وتشريد العوائل الشيعية من مناطق السنة ورفض القوائم الباقية ترشيح الدكتور الجعفري لرئاسة الوزراء من قبل قائمة الائتلاف بحجج وذرائع واهية ضاربين عرض الحائط الحق الدستوري في من تراه القائمة الفائزة مناسبا لهذه المهمة وبتشجيع أميركي مباشر لأننا لم نعرف أن هذه القوائم لديها تحفظات على الجعفري ألا بعد أن بادرت الولايات المتحدة في رفض هذا الترشيح سرا وعلانية ,هذه الأمور لمجملها تجعلنا نذهب إلى استنتاجات منطقية وواقعيه إلى أن المعطل والمعرقل الرئيسي للعملية السياسية في العراق هي نفسها الراعي لهذه العملية لان الاميركان لايهمهم العراق ألا لكونه قاعدة تمركز قويه ومهمة يمكن لهم أن ينطلقوا منها للسيطرة على العالم سياسيا واقتصاديا وامنيا والمحاولة في أبعاد شبح إيران النووية من إسرائيل وجعل أوربا العجوز في متناول اليد في حالة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوربي لايهمهم الدم العراقي أن استمر جريانه والعملية برمتها تخدم التواجد العسكري الأميركي في العراق والمنطقة ومن الوهم أن يتصور البعض أن خروجهم من العراق وشيكا أو بعد سنتين وثلاث بل أن الخطط الأميركية في البنتاغون تقول أن البقاء طويل الأمد لذا فان المصلحة العليا لأميركا هو التخطيط لانقلاب عسكري شامل لتصحيح الأوضاع التي نتجت من خلال أعطاء الحق للعراقي في ترشيح من يقود البلاد وجعل النظام الذي سوف تتبناه قابلا لكل المواقف وان الذين يرون في أن أميركا هي السند قد تذهب أحلامهم أدراج الرياح لان الاميركان ليست لديهم سياسة ثابتة بل لديهم مصالح ثابتة والقوادم من الأيام حبلى بالأحداث التي ستثبت أننا خُدعنا بالشعارات البراقة التي جاءتنا بها الماما أميركا وان الصراع ألان سيطول ويطول وسيحسمة الاميركان لصالح دكتاتور أخر سيطيح بأحلام العصافير ألا أذا واجهنا القوة الأميركية بسلاح الإرادة الشعبية والتوحد وأبعاد القيادات البعثية الجديدة التي جاءت بثوب جديد بعد أن خلعت الزيتوني ألصدامي ....
رائد محمد كاتب عراقي مستقل
https://telegram.me/buratha