المقالات

هل التركمان خارجون عن الوطنية والقانون؟!!!

2371 21:13:00 2006-04-04

أليس من الحق أن يشمل هذا المجلس ـ ذو القرارالاستشاري أو الالزامي ـ عضوا من الشريحة التركمانية لينقل تطلعات وآهات ومشاكل المناطق التركمانية الى أسماع أعضاء هذا المجلس؟ ألا يملك التركمان حقا وطنيا وقانونيا ودستوريا وأخلاقيا في المشاركة في حكم بلدهم أسوة ببقية المكونات؟ ( بقلم : عباس امامي )

ما أجمل وأحلى كلمات الاسلام، والوحدة الوطنية، والحرية، والديمقراطية، واحترام حقوق الأقليات، واحترام الرأي الآخر، والمشاركة الوطنية في السلطة ومواقع إتخاذ القرار...الى سيل من المفردات الجميلة والرنانة والتي تتصدرها ألسن سياسيينا ولا سيما المسؤولين الكبار الذين يديرون السلطة في العراق اليوم بمختلف إتجاهاتهم الفكرية والسياسية، وأكثر من ذلك يتسابقون فيما بينهم في استعمال هذه المفردة أو تلك، ولكننا لم نجد الكثير منهم يتباهى في تطبيق ولو مفردة من هذه المفردات لا في داخل تجمعاتهم وأحزابهم ولا فيما بين مكونات المجتمع العراقي المغلوب على أمره، إلاّ أننا نجد التسابق المحموم على استلام هذه المسؤولية أو تلك أو تسليمها الى هذا القريب أو ذاك.

وكتطبيق لهذا الواقع السياسي المؤلم والذي يثير التناقضات ويحرّك مشاعر الشعب العراقي بكل مكوناته ويفقدهم الثقة بهذه الشعارات السياسية الرنانة والمفرغة من معانيها الواقعية لوجود المفارقة الكبيرة بين أقولهم النظرية والتطبيق الفعلي الخارجي، فرأينا منذ تشكيل مجلس الحكم عام 2003م حينما يأتي موعد التطبيق والممارسة تغيـّب شريحة اجتماعية من شرائح المجتمع العراقي ومكوناته الحقيقية في إعطاء حقوقهم السياسية أسوة بباقي الشرائح والمكونات ولا سيما في مواقع القرار الأعلى، والذي تم تشكيله مؤخرا وسمي كما نشر في وسائل الاعلام بـ( المجلس السياسي للأمن الوطني ) وأعلن عدد أعضائه بـ19 عضوا ولا يضم تركمانيا واحدا ، مع أن التركمان يشكلون القومية الثالثة في العراق، وما قدموا من تضحيات جسام في مواجهة الاستبداد البعثي طيلة 35 عاما من حكمهم، إضافة الى القرابين الذين لايسأل عن ذويهم أحد ذبحوا بأيدي الارهاب البعثتكفيري، بحيث فقط من مدينة تلعفر لوحدها ذبح وقتل قرابة 600 شخص من التركمان الشيعة فقط، بغض النظر عما ذبح وقتل على أيدي الارهابيين في المناطق التركمانية الأخرى.

أليس من الحق أن يشمل هذا المجلس ـ ذو القرارالاستشاري أو الالزامي ـ عضوا من الشريحة التركمانية لينقل تطلعات وآهات ومشاكل المناطق التركمانية الى أسماع أعضاء هذا المجلس؟ ألا يملك التركمان حقا وطنيا وقانونيا ودستوريا وأخلاقيا في المشاركة في حكم بلدهم أسوة ببقية المكونات؟ أم أن التركمان يراد لهم من هذه الجهة أو تلك أن يبقوا تحت الانتداب؟ أم يراد إلغائهم من العراق وتهميشهم سياسيا من قبل بعض المتصدين لموقع في القرار السياسي تطبيقا لنظريات فيلسوف العرب صدام حسين؟!

مع إننا كتركمان وكل فرد من أفراد الشعب العراقي يحق لنا جميعا ـ إلتزاما بالديمقراطية والشفافية في العمل السياسي للعراق الجديد والذي سمعنا كثيرا من كل المسؤولين الحاليين عن ضرورة التعامل بشفافية وديمقراطية في السياسة العراقية ـ التساؤل عن الآلية والطريقة والمنهج الذي أتبع في كيفية إختيار الأعضاء المكونين لهذا المجلس السياسي؟ وهل أستفتي الشعب العراقي لتشكيل مثل هذا المجلس؟ وما هو راي الشعب العراقي لضرورة تشكيل مثل هذا المجلس؟ وهل روعي في اختيار الأعضاء التوازنات الجهوية الجنوب والوسط والشمال من ناحية والتوازنات الاجتماعية من ناحية أخرى...الخ.

وأيا كانت مسؤوليات هذه الهيئة إستشارية أم الزانية فيجب أن يمثل التركمان والمسيحيين وأبناء الجنوب والوسط والشمال بصورة متوازنة، وإلاّ هذا النوع من التشكيلات ليست إلاّ صورة محسّنة لمجلس قيادة الثورة

السيئة الصيت بإسم الديمقراطية وحقوق الانسان والحرية!!

وغير خفي قد جرت الأعراف الديكتاتورية والاستبدادية في الشرق عندنا عموما أن يقولوا وفقا لمقتضيات المصلحة العامة تم تشكيل هذه الهيئة أو هذا المجلس أو تلك لحصر مقاليد الحكم وتركيز السلطة بأيدي جماعة معينة ومصادرة الدستور والقانون ورأي الشعب، كما نراه من محاولات قاتلة لتغييب رأي الأكثرية من الشعب العراقي وما حدث من خروقات لآراء الناخب العراقي، وما يجري حثيثا من قبل البعض من سعي لتضييع الحقوق السياسية للقومية الثالثة من قوميات الشعب العراقي كما ضيّعوا أمس حقوقهم في الدستور.

عباس امامي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك