الكل يعرف بأن الاستراتيجية البريطانية إقتضت تهميش التركمان في السياسة العراقية حين قيام الدولة العراقية الحديثة لتضعيف الدور التركي في العراق والذي قد خرج توا من الحكم العثماني، وإندلاع شرارة ثورة العشرين من تلعفر المجيدة، ( بقلم : كمال مصطفى قهرمان )
اخيرا اعترفت السيدة كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية اثناء زيارتها الاخيرة لبريطانيا (بان حكومتها ارتكبت آلاف الاخطاء في العراق) وزيّنت هذه الأخطاء بقولها (ان القرار الاستراتيجي بغزو العراق كان صائبا).. نعم أن قرار إزالة صدام من ديكتاتوريته الغاشمة كانت صائبة ولكن بناء الديمقراطية المنشودة بحاجة الى مناخات ملائمة يهيؤها السياسيون العراقيون بصدق وحكمة تجاه مصالح الشعب العراقي، ومن أهمها حفظ حقوق القوميات المكونة للشعب العراقي وعلى مقدمتهم التركمان في العراق لكونهم يمثلون القومية الثالثة في العراق، هكذا علمنا الاسلام العظيم بندائه العريق بالمساواة بين الناس ومن دون تفرقة بين كردي وتركماني.وإن الأخطاء والتجاوزات التي ترتكب في السياسة العراقية من قبل المتنفذين على مواقع القرار السياسي العليا سوف لن يغفرالتأريخ لهم ذلك، وسيبقى وصمة عار على جباههم، كما إننا نذكر الأخطاء السياسية التي وقعت في تأريخ العراق من قبل من مارسوها أبان تشكيل الدولة العراقية الحديثة بعد الحرب العالمية الأولى ونلومهم على تلك الأخطاء والتجاوزات على حقوق العراقيين، كذلك فإن السياسيين والمسؤولين الذين يمررون هذه الأخطاء والتجاوزات على حقوق التركمان في العراق اليوم ملامون من الآن وملعونون على لسان التركمان والشرفاء من أبناء الشعب العراقي والى مدى الدهر إن أصرّوا على هذه التجاوزات والأخطاء العمدية في تهميش التركمان.
الكل يعرف بأن الاستراتيجية البريطانية إقتضت تهميش التركمان في السياسة العراقية حين قيام الدولة العراقية الحديثة لتضعيف الدور التركي في العراق والذي قد خرج توا من الحكم العثماني، وإندلاع شرارة ثورة العشرين من تلعفر المجيدة، وعدم تأييد التركمان العرش الملكي حين الاستفتاء عليه لهذه الأسباب ولغيرها جرى التهميش ذلك والتجاوزر على حقوقهم، وفي هذه التشكيلة لما يسمى بالعراق الجديد جرى نفس التهميش ولكن تحت غطاء الديمقراطية والرأي الآخر وبضغوط من أطراف سياسية واضحة المعالم والذين يحملون كل الحقد والعداء لكل ما هو تركماني في العراق، سواء ممن باشروا بتعريب التركمان وقتلهم ودفنهم في المقابر الجماعية أبان حكمهم طيلة 35 عاما، أو ممن إحتلوا واستعمروا المدن التركمانية وفرضوا سياسة الأمر الواقع بقوة المليشيا حتى بدت المدن التركمانية الأصيلة ومنها كركوك التركمانية ـ والتي يجب أن تبقى والى الأبد عراقية تركمانية المعالم والثقافة والعادات والتقاليد ـ وطوز خورماتوا وبلدات كثيرة ليس هنا مجال ذكرها، وكل يوم يخرجون لنا بإسطوانة جديدة باسم الحكم الذاتي للتركمان وعناوين أخر ويرددها الببغاوات المستفيدون من المناصب المؤقتة المعطاة لهم بصورة مؤقتة، وكأنهم غافلون متى ما إنتهت الاستفادة منهم سوف يلقون كالنجاسة الى المزبلة وبأيدي من عيّنوهم.
إن التركمان في العراق شيعتهم وسنتهم وبكل حركاتهم السياسية مسلمون وقد تعلموا درس الحرية والاباء والتضحية من الاسلام العظيم ويتأسّـون بنبيهم الكريم(ص) والأولياء الصالحين الذين بذلوا الغالي والنفيس في سبيل حريتهم واستقلال قرارهم وطرد كل من يعشعش بينهم نفاقا، ومن تأريخ أجدادهم الذين حكموا من الصين الى أوربا بأكبر الامبراطوريات في تأريخ البشرية بشجاعة وإقدام سوف لن يقم لهم قرار إلا في تحقيق طموحاتهم السياسية وإقرار حقوقهم الشرعية والوطنية والقومية في وطنهم الأم العراق المجيد، وإن المحاولات اليائسة لبعض السياسيين الذين تبوأوا على غفلة من الزمن بعض مواقع القرار العليا في العراق والذي من المفترض أن يحاكموا على ما إقترفت أيديهم من مجازر ضد إخواننا الأكراد في شمال العراق الحبيب تحت ذرائع حزبية وعشائرية ضيقة بعضهم تسلح بقوة صدام ضد مصالح قومه عام 1994 وقتل من الأكراد الآلاف ومن التركمان المئات في أربيل حينها، وبعضهم الآخر تسلح بقوة خارجية حتى أدى الأمر بأسر زوجة المنافس الآخر وقايضها بتقسيم شمال العراق بمقاطعتين سياسيتين يحكم كل واحد منهم مقاطعة معينة ولحد الآن الصراع قائم بينهما بعنوان توحيد الادارتين على المنافع والمصالح الذاتية تاركين مصلحة الشعب الكردي في العراق تحت أقدامهم، وأن مقتلة العشرات بسلاح ميليشيات الأحزاب الكردية في حلبجة قبل شهر من هذه اليوم ليس ببعيد عن الأذهان ووصمة عار على جبين مؤسسي تلك الميليشيات وقادتها العنصريين.
فأقول لو كانت معاملة السياسيين المحسوبين على السلطة العراقية هكذا مع بني قومهم وهم يتكلمون بإسمهم فكيف سيكون موقفهم مع العرب والتركمان من ناحية كقومية، وكيف تكون معاملتهم مع الاسلاميين كالتزام للدين إذا علمنا بأن السياسيين الأكراد لا يقرّون للدين أي إحترام وتقدير، ولم ينس الشعب العراقي الحفلة (بكل ما تحمل الحفلة من معنى) التي أقيمت في عيد ميلاد جي كارنر في كركوك من قبل الحزب الكردي بعد سقوط النظام في بغداد بشهر واحد لاغير، وموقف السياسي الكردي محمود عثمان أبان تسليم مقاليد الحكم من برايمر الى مجلس الحكم حينما طلب من البنتين الكرديتين تقبيل العم برايمر وهو جالس بجنب عبد العزيز الحكيم والتي عرضت هذا الموقف شاشة التفزيونات عامة قائلا لهما قولته المشهورة باللغة الكردية: [[ هاوسا قيجيم برو مام برايمورو ماج بيكه ورا إيره دانيشا ]] أي إنهضا واعطيا قبلة لعمكما برايمر وارجعا واجلسا في مكانكما.
في خاتمة المقال هلا إعترف المسؤلون العراقيون بأخطائهم العديدة تجاه مصالح فسيفساء الشعب العراقي عامة كما إعترفت كونداليزا رايس بأخطاء حكومتها الجبارة المحتلة للعراق، وأعطوا كل ذي حق حقه من مكونات الشعب العراقي بعدالة ومساواة ومن دون تفرقة بين كردي وتركماني
كمال مصطفى قهرمان
https://telegram.me/buratha