وما إن أتسعت رقعة الحزب الفاشي في العراق حتى سئمه أهـل العراق وأبغضهم سماع كلمة حزب بالمعنى والمفهوم ولكن القمع والأستبداد الذي واجهه العراقيون من حزب البعث والسطة أرغمهم على الرضوخ للأمر الواقع فإما الثورة والمصير المحتوم هو القتل والدمار وإما السكوت والرضوخ الى الهوان وهذا ما أختاره العراقيون طيلة الحقبة الماضية التي أستمرت ثلاثة عقود من أستهتار البعثيين . ( بقلم : شوقي العيسى )
أصيب العراق بلد الحضارة والأصالة والقيّم والتقاليد العشائرية بمرض إسمة الأحزاب العراقية وهذا الــــــــداء الذي تمركز بالعراق بمجيء حزب البعث على أعتاب السلطة في العراق فقد عمّت الفوضى المرعبة آنذاك وحـل الدمار والخـراب في بلد يتمتع أهله بصفاء النيّة والقلب وما إن أتسعت رقعة الحزب الفاشي في العراق حتى سئمه أهـل العراق وأبغضهم سماع كلمة حزب بالمعنى والمفهوم ولكن القمع والأستبداد الذي واجهه العراقيون من حزب البعث والسطة أرغمهم على الرضوخ للأمر الواقع فإما الثورة والمصير المحتوم هو القتل والدمار وإما السكوت والرضوخ الى الهوان وهذا ما أختاره العراقيون طيلة الحقبة الماضية التي أستمرت ثلاثة عقود من أستهتار البعثيين .
لذلك فقد أصبح مفهوم الحزب علة من العلل التي مر بها العراقيون وما إن ذكرت هذه الكلمة في أي محفل من المحافل حتى أشمأزت منها القلوب والأسماع لما لها من تأثيرات سلبية على المجتمع حتى آلت اليه مشيئة الباري عز وجل أن يجعل أنهيار البعثية وسقوط الصنم في آذار 2003 على أيدي القوات الأمريكية وحتى هذه النقطة كان العراق يلهث أنفاسه الأخيره من قبل حزب البعث الذي أدخله في دوامات كثيرة منها الحروب الطاحنة وما أعقبتها من الحصار الأقتصادي الذي أنهك العراق والعراقيين حتى باتت الأيدلوجية التي يتمتع بها العراقي برفض أدوار الأحزاب وما يقدمة الحزب من عمل فأصبح الشكوك في كل شيء.
دور الأحزاب العراقية
بعد أن أنهار شبح الدكتاتورية اللعينة والمقيتة ونظام البعث الفاشي بالعراق ظهرت مرحلة جديدة من التطلّعات الفكرية تنصّب داخل العراق مجتزئة من هذا البلد فرق عديدة لتكوّن لها أحزاب وقد دخلت عليها الأحزاب العراقية التي كانت معارضة لنظام الدكتاتورية فأصبح الشارع العراقي متمثل بمجاميع عراقية تنتمي الى عدة أحزاب منها الدينية والعلمانية والليبرالية وغيرها وأخذت كل فئة أو مجموعة من هذه الأحزاب تعلن عن نفسها بتشخيص واقعهم من خلال إيجاد مكان لهم في مبنى معيّن وتعليق لافتة عليه دلالة على إسم الجهه التي تدخل في مضمار هذا الكيان وسرعان ما أصبح الشارع العراقي كلوحة أعلانات مضيئة من لوحات الأحزاب العراقية التي نشأت بعد سقوط الصنم.
وبعد هذه الحالة التي قد ينظر اليها أنها حالة صحية ولكن سرعان ما إن أصبحت وبالاً على العراقيين حيث كل فئة من هذه الأحزاب أخذت بالدعوة الى نفسها في كل المحافل والمناسبات وذلك لأثبات وجودهم الجديد التي طفح على ساحة واقع العراق فأصبحت الأنفرادية والدعوة الجوهرية للحزب أو الفئة التي تنتمي اليها تلك الجهات ونسوا وتناسوا البلد الذي هم فيه ألا وهو العراق ولو قدّر لهذه الأحزاب أن تلغي أسم العراق من على خارطة العالم وتسجيله بأسم الحزب أو الفئة التي ينتمون اليها لفعلوا ذلك ولمحوا ذلك الأسم من العالم العراق الذي جمعهم.
بأعتقادي وبعد دراسة واقع الأحزاب العراقية والشمولية التي تحملها من أفكار قد تكون بعضها صالح وقد يكون الآخر هدّام أرى أن إستقرار العراق في المرحلة الراهنة لايتم إلا بعد إنهاء حالة الحزبية والتحزّب والتفرّغ لدراسة حب الوطن والبلد وحب الغير والإستماع الى الآخر وقبوله بعد ذلك يمكن أن تعيد الأحزاب أعادة بناءها مرة آخرى ولكن ليس بهذا الكم الهائل وهذا ماأركّز عليه في الوقت الحاضر فعندما نتعمق بحب الآخرين ومعرفة الوطنية ومدى شموليتها لا أعتقد بأنه ستكون هناك أحزاب وفئات بهذا الكم .
مالفائدة من الأحزاب
لنلقي نظرة سريعة على كافة الأحزاب والفئات العراقية والتي تعمل داخل العراق ماهي الإنجازات القيّمة التي قدموها للعراق والعراقيين سوى التناحر ومزيد من الصراع الطائفي والحزبي على حدٍ سواء قد يكون هناك بعض القوى والأحزاب السياسية جادة في السعي لرفاهية العراقي والعمل الدؤوب لأنتشاله من الواقع المزري ولكن من هم هؤولاء وكم عددهم في مضمار العدد الهائل الذي تمثله الأحزاب العراقية وحتى أن البعض قد يفتخر بمجريات العراق الجديد ويقول لقد أصبح في العراق حرية الصحافة بحيث أصبح عدد الصحف العراقية اليومية والأسبوعية التي تصدر قد يفوق 250 صحيفة أما القنوات الفضائية فقد تكون وصلت الى 11 قناة عراقية فهذه أيضاً ليست حالة صحيحة خصوصاً بواقع العراق اليوم وذلك لو عدنا الى كل هذه الصحف والمجلات والقنوات لرأيناها تعود الى أحزاب عراقية تشرف عليها مباشرةً وتدعمها لذلك فهي ليست بالوطنية الصرفة لأنتعاش البلد والنهوض بواقعه الثقافي والسياسي كلا فهذا نوع من المنافسة التي تجريها الأحزاب فيما بينها حتى تثبت وجودها في الساحة فأين تكمن المكتسبات التي تحققت بفضل الأحزاب التي لمسها العراقي لا أعتقد أن لها وجود وحتى وإن وجدت فهي من النوادر فلم يجني العراقي سوى التناحر والبغض والكراهية التي سببتها الأحزاب العراقية بحيث أصبح العداء داخل الأسرة فيما بينها فهل هذه الحالة ومثيلاتها صحيحة طبعاً كلا فنحن نحتاج الى مرحلة تتسم ببناء الروحية لحب الوطن وحب كل شيء فيه لا أن نجعل من العراق حالة من التشرّد والضياع وفقدان الأمل في مصير هذا البلد العريق.
قد اُلام على ذلك ولكن بأعتقادي أن الوضع الذي وصل اليه العراق وضع سيء للغاية فيجب على الأحزاب العراقية أن تحل نفسها وتعمل ضمن نطاق العاملين للعراق وليس للأحزاب التي ينتمون اليها وحتى لا نكون أكثر عرضة للتشتت والضياع فأدعو كافة الذين يهمهم العراق ويقولون عملنا للعراق أن يلغوا أحزابهم على الأقل في هذه الفترة الصعبة التي يمر بها العراق خصوصاً وأن هناك أيادي خفية تعمل على أستمرار الوضع المتأزم وعدم النهوض من هذا الواقع .
شوقي العيسى
https://telegram.me/buratha