المقالات

كل العاملين المخلصين هم دعاة وان لم ينتموا


يبدو أن ابني اثر علية الدعاة ، أو ربما انه ذهب للمسيرة يهتف بأعلى صوته مؤيدا للسيد الجليل، ولم لا! فقد علمته على الديمقراطية، ( بقلم : نور الهادي _ النجف الاشرف )

""يبدو أننا بصدد العودة إلى تطبيق بعض الأساليب والشعارات التي كانت سائدة إلى وقت قريب ، وكنا نتندر بها أحيانا، فعندما كنت طالبا في أيام الجامعة كان بين الآونة والأخرى، يفاتحني احدهم من الاتحاد الوطني لطلبة العراق للانتماء إلى حزب البعث ، كانت تعتريني صدمة وحيرة، فكانت أفضل وسيلة للتخلص منه، أقول إن شعارات الحزب ، تقول كل العاملين المخلصين هم بعثيون وان لم ينتموا. وكنا في حينه قد شكرنا الحزب لأنه أوجد لنا عذرا نتخلص من هؤلاء اللزكة .عادت ابنتي اليوم مسرورة من دوامها المدرسي فرحة قبل وقتها ، وأنا اعلم أنها عندما تحقق درجة كاملة تكن فرحة مستبشرة فلذا لم استغرب فرحتها ، أما أن تعود فبل وقتها، فهذا يستدعي التساؤل!! ماذا لديك يا ابنتي؟؟ فرحة عائدة قبل وقتك!! فأجابت ببراءة: اليوم عندنا مسيرة ، وأنا تركتهم وعدت إلى البيت.والطلبة كما تعلمون أجمل شيء عندهم أن يخرجوا قبل وقتهم ! فلم تكن فرحة ابنتي لنجاحها هذه المرة بدرجة كاملة، بل كانت لعودتها إلى البيت حيث ذهب الآخرون مع المسيرة التي عندما تبلغ المائة مترا عن المدرسة لن تجد منهم أحدا ألا الدعاة. أما الأطفال الأبرياء فلا شان لهم بالدعاة ولا بالسياسة ولا بالجعفري!!!

فلما عرفت السبب ، هتف عقلي ، كل العاملين المخلصين هم دعاة وان لم ينتموا. قام الدعاة ومن ضمن واجبهم ألتبليغي الإسلامي بحملة في مدارس النجف وابلغوا إدارات المدارس بتوجيه الطلبة للخروج بمسيرات تأييدا لظل الله في الأرض السيد القائد، للبقاء رمزا للعراق الجديد. ذكرتني هذه الحالة أيام السبعينات والثمانينات عندا كانوا يأخذوننا قسرا في مسيرات ما انزل الله بها من سلطان ، ولا شأن لنا بها ، لان أمريكا اعتدت على جيبوتي أو الصومال !! كنا وقتها نهرب بأي وسيلة ، نبحث عن جحر ياوينا لنختفي عن أنظار جلاوزة النظام، فما أن تبتعد المسيرة أمتار نظهر من جديد فرحين مستبشرين إننا (فلتنا) منهم ، ونبدأ بلعب الكرة ونعود إلى براءتنا. فما لنا وما للصومال!!

عودة ابنتي ، جعلتني أفكر في ولدي الآخر فلم يعد !! لماذا ؟؟ يبدو أن ابني اثر عليه الدعاة ، أو ربما انه ذهب للمسيرة يهتف بأعلى صوته مؤيدا للسيد الجليل، ولم لا! فقد علمته على الديمقراطية، وبقيت انتظر وما أن حان موعد عودته حتى فاجأني أنه لم تكن هناك مسيرة، لان المدير رفض ذلك ؟ عجيب كيف يبقوا على هذا المدير المعادي للحزب والثورة!!!!يا قوم : اتقوا الله في أبناءنا، ويكفي ما رأيناه نحن من عذاب وذكريات مرة وقاسية، لا تزال مسيطرة على تصرفاتنا من حيث لا ندري، دعوهم ينعموا ببعض البراءة والحياة الكريمة، فلا شان لهم بالعملية السياسية و بلاويها. ويبدو انه قد بات من المناسب أن ابحث عن بلد لا مسيرات فيه ، ويفصلوا بين العلم والسياسة.""

نور الهادي - النجف الاشرف

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
التعليقات
طاهر باقر : انا استغرب لماذا لابد ان يقدم شاب عراقي على الانتحار من اجل مسألة تافهة مثل هذه القضية ...
الموضوع :
انتحار طالب بعد عودته من الامتحان في واسط
باقر : والنعم من النواصب الدواعش والجولاني ..... والنعم من اتباع الصحابة ...
الموضوع :
الاردن يطرد عدد من اطفال غزة المصابين وعوائلهم بحجة ان الاردن مفلس
علي : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتمنى من أدارة المطار أن تسمح بدخول السيارات لأستقبال المسافر لأن نحن ...
الموضوع :
وزارة النقل تعلن قرب افتتاح ساحة النقل الخاص بمطار بغداد الدولي
الحسين بن علي : الحفيد للجد السعيد ياجد عُد فكلنا اشتقنا لرؤياك وضحكة محياك ياعذب الماء ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
باقر : انت غلطان وتسوق الاوهام.... حثالات الأرض هم أهالي تكريت والانبار وديالى والموصل.... ...
الموضوع :
حماقة البعث والوجه الآخر لتكريت.
ضياء عبد الرضا طاهر : حبيبي ھذا الارھابي محمد الجولاني ھو مثل جورج دبليوا بوش الصغير وترامب صعد وصار رئيس واستقبال حافل ...
الموضوع :
صورة للارهابي ابو محمد الجولاني عندما كان معتقلا في سجن بوكا عام 2005
----خلف ناصر عبد الله : اتمنى لكم التوفيق والسداد بحوث روعه غيتها اعلاء اعلام دين الله سبحانه:؟ ...
الموضوع :
تفسير "هذا صراطُ عليٍّ مستقيم" (الحجر: 41)
منير حجازي : العلاقات التي تربط البرزانيين بالكيان الصهيونية علاقات قديمة يطمح الاكراد من خلالها أن يساعدهم اليهود على إنشاء ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يُحرك شكوى ضد ممثل حكومة كردستان في المانيا دلشاد بارزاني بعد مشاركته احتفال في سفارة الكيان الصهيوني
منير حجازي : الاخت الفاضلة حياكم الله نقلتي قول (أنطوان بارا) في كتابه الحسين في الفكر المسيحي وهو يعقد مقارنة ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
ولي : بعد سنوات اليوم يقبل ابناء عنيفص منفذ المقابر الجماعية بحق الانتفاضة الشعبانية ١٩٩١ في الكلية العسكرية بينما ...
الموضوع :
محكمة جنايات بابل تحكم باعدام الارهابي رائد عنيفص العلواني قاتل 26 مواطنا ودفنهم في حديقة داره ببابل
فيسبوك