نعيش هذه الايام الذكرى الثالثة لأنتهاء أطول إعتصام في تاريخ العراق و العرب و الأسلام..... و الذي دام 7 سنوات عجاف متواصلة...
ألا و هو الإعتصــــام المســـــتمر في ساحة الطرف الأغر في لندن....
و الذي استمر لمدة 333 إسبوعا متواصلا......
و من أغرب القضايا انه انتهى يوم 9 نيسان عام 2003 ، و لو جمع الرقم اعلاه
3+3+3 فانه يساوي 9 يوم سقوط النظام الصدامي المجرم
اترحم على ارواح المرحومين :
الاستاذ صالح دكلة
و الاستاذ حسن شاكر القيم
و السيدة رجاء الزنبوري
و الأستاذ ابراهيم احمد
و الحاج درويش الفيلي
و حسن عزيز الصفار
و السيدة دلال المفتي
و الدكتور تحسين معلة
و الصديق الحاج عدنان عليان
المعتصمين الذين غادرونا و في حلقهم غصة و كان بودهم مشاهدة المجرم صدام و هو في قفص الأتهام
كما احيي
كل المشاركات و المشاركين و المساندين لذلك العمل السياسي الجبار الفريد من نوعه في سجل الخالدين
و انحني بإجلال للمرأة العراقية التي وقفت في البرد و الثلج و الأعاصير تساند اخاها الرجل في الاستمرار و الصمود..... المدهش
و خاصة في أشهر رمضان المبارك و على القاريء الكريم ان يتصور كيف آن لهن تناول الإفطار و هن يمسكن بالمظلة بيد و الإناء بيد أخرى....
و اشكر اكثر اعضاء الهيئة الادارية للاعتصام و كل من تطوع بطبع صور انتهاكات حقوق الانسان في العراق الجريح و عرضها ذلك العرض الهاديء الحضاري على اعين 30 مليون سائح يمر سنويا في قلب لندن
كما علي ان اشيد بمواقف الاصدقاء الذين وقعوا على اطول عريضة من القماش بلغ طولها عشرات الامتار و صعدت ارقام موقعيها الى اكثر من مليون توقيع ينتسبون الى جميع دول العالم بلا إستثناء....
و لا انسى الصحف العراقية و العربية التي ما فتأت تنشر نشاطات لجنة الإعتصام الأخرى السياسية و الاعلامية ، و وفودها الى
البر لمان البريطاني
و الأمم المتحدة
و العفو الدولية
و منظمة مراقبة حقوق الإنسان
و 10 داوننغ ستريت
و الجامعة العربية
و السفارات الغربية المختلفة
و غيرها من المؤسسات الدولية المختلفة
لتبليغ مطاليب الشعب العراقي المضطهد
كما اصافح بحرارة
وفود العراقيين التي كانت تؤم العاصمة البريطانية فتأبى الا ان تشارك في تلك المظاهرة المتميزة ، و التي اصبحت كما وصفها احد الصحفيين الغربيين من معالم العاصمة البريطانية ، و مكانا لإلتقاء السياسيين و المفكرين ، كأمثلة لا على الحصر
كالسيد عبد العزيز الحكيم من ايران
و السيد مصطفى القزويني و الشيخ فاضل السهلاني من امريكا
و السادة حميد مجيد موسى البياتي و عزت الشابندر و الشيخ جمال الوكيل من سوريا
و السيدة صفية السهيل من لبنان
و السيد صالح الحكيم من الدانمارك
و السيد شكري صالح زكي من الامارات العربية
و الاستاذ محمد سعيد الطريحي من هولندا
و الأستاذ رياض الدباس من النمسا
و الأستاذ علي العضاض من سويسرا
و غيرهم و غيرهم
و ارجو ان يعذرني المشاركون الآخرون الذين لا يتسع المجال لذكرهم ، فهم كثر، كثر الله من امثالهم
و علي ان لا انسى سماحة السيد محمد بحر العلوم الذي كان يكرم الاعتصام سنويا باقامة حفل عام تلقى فيه القصائد و الكلمات لتحشيد العراقيين و العراقيات و الاشادة بهذه الفعالية الحضارية الفريدة وإقامة المأدبة الكريمة ثم يقدم سماحة السيد درع الإعتصام المستمر لأحد المشاركين أو المشاركات تكريما و تثمينا مما كان له اكبر الاثر في استمراره و دعمه .....
و يتذكر السياسيون العراقيون الحاليون تأثير ذلك الإعتصام على العمل المعارض العام و إعطائه زخما متواصلا مستمرا
و اخص بالذكر هنا الكثير من الإخوة الذين لم يفارقونا الا في السفر
و لا انسى كذلك الأخ طعمة السعدي و عائلته الكريمة التي اخذت على عاتقها تقديم ما يحتاجه المعتصمون البواسل من المرطبات و الاطعمة المختلفة
و لا تزال ذكرى الأنسة كارين دوبروسكا عالقة في الاذهان و التي لم تفارق الاعتصام المستمر ابدا بالرغم من كل الظروف الطبيعية الصعبة
لقد خســـر كثير ممن يسمون بـ المتصدين السياسيين الذين ظهروا بعد سقوط النظام على شاشات التلفزيونات ، حيث فاتهم شرف المساهمة في هذه الفرصة التاريخية التي لم تتكرر بالرغم من ان مكان هذه الفعالية المترامية الاطراف لا تبعد عنهم سوى القليل و ان ادعوا ان لا وقت عندهم لنصرة شعبهم ، و غيرهم ، بالرغم من ان مدة الاعتصام المستمر استغرقت 7 سنوات.....
تحية و الف تحية... للذين وقفوا من اجل بلدهم و كانوا يعيشون محنته طوال السنين ، و لم يزدهم البعد عن الوطن الا اندكاكا بقضيته...
حتى راوا بأم اعينهم جرذ العوجة الوسخ ذي الرائحة النتنة .....
و هو مكبل اليدين ، و في قفص الاتهام كأول رئيس عربي متهم بقتل الانسان العراقي الشريف...
د. صاحب الحكيم
https://telegram.me/buratha