المقالات

الانتاج بين الجهود والمجود

685 21:42:00 2010-01-01

الدكتور مجيد الشرع استاذ جامعي

يعبر عن الجهود ومفردها الجهد بأنها الطاقة والاجتهاد كما يقول الفيروزابادي في قاموسه المحيط وقد عبر القرآن الكريم في اكثر من موضع عن هذا المعنى حسب واقع الحال حيث اشارت بعض السور بالدلالة ومنها قوله تعالى:" أقسموا بالله جهد ايمانهم.... حيث ورد هذا المقطع ي كل من سورة المائدة الاية 53 وسورة النحل الآية 38 وسورة الانعام الآية 109 وسورة النور 53"وكان المعنى يشير الى الاجتهاد في مصداقية العمل مقرونا بالأيمان المثبت لهذا الاجتهاد. اما المجود فيعبر عنه بالعطش او الاشراف على الهلاك وهذان المترادفان في التعبير نقصد منهما غاية في بحثنا عن واقع تطلعات الوزارات في الدولة العراقية الحديثة بعد ان اهنكتها مدلهمات الخطوب وسارعت في تدميرها حثالات تساند الغالب على المغلوب.ولما كانت الدول الرائدة في تنمية صناعاتها تسعى الى تفعيل دور العنصر البشري (Human Resource Role ) المحلي وتطويره من اجل بناء صناعة وطنية يمكن تنميتها تدريجيا مع مراعاة الاسس البنوية وصولا الى جعلها عالمية وهذا شيئ غير مستبعد اذا ما توفرت عدة عناصر من بينها العنصر البشري الكفوء، وتطبيقا لما نقصد اليهفقد جمعنا ملتقى تدريبي عن الاعتمادات المستندية لمجموعة طيبة لمنتسبي شركات وزارة الصناعة حيث تمثل هذه المجموعة عينة يمكن الاعتماد عليها من منظور علم الاحصاء وتعطي هذه المجموعة من ضمن معطياتها نظرة جدية على اهتمام هذه الوزارة الرائدة في منتسبيها من اجل متابعة التطور العالمي في مجال التجارة وفقا للاعراف الدولية كما انها تعطي نظرة ذا ت افق واسع لهذه الوزارة في العزم على تصدير منتجاتها الى بلدان اخرى حيث ان الصناعة العراقية لها سمعة جيدة وانها تحترم مقايسس الجودة التي هي محل اهتمام عالمي.وبالرجوع الى اصل الموضوع فقد لاحظت وبنظرة فاحصة ان هؤلاء المنتسبين وهم في مرحلة قمة العطاء يحدوهم الامل الواعد بتنمية انتاجهم ومن وقائع عملية اثبت ان هؤلاء المتدربون لديهم الاعتزاز بهذا الأنتاج وانه قد يفوق انتاج دول محيطة لو توفرت مستلزمات الانتاج التي يطلبونها وهي ليست بعيدة المنال ولكن المعوقات تكمن في عدة عناصر منها الآتي:ان المواد الاولية التي تتطلبها صناعاتهم تورد اليهم من مناشئ اغلبها عربية وهي لا تتماشى مع المواصفات عالية الجودة.2-تكلفة الاجور: حيث تشكل عبئا على هذه الصناعة بسبب قلة الأنتاج الذي يستوعب تلك الاجور .وبالنظر الى هذين العنصرين نجد انهم الاكبر اهمية في مجال محاسبة الكلفة.ومن خلال المناقشات التي جرت في هذا الصدد وجدنا ان هناك ثغرات في توريد المواد الاولية اللازمة لتلك الصناعات وقد كان الاقتراح البديل هو توريد معدات واجهزة خاصة بانتاج تلك المواد بدلا من استيراد مواد اولية جاهزة او نصف مصنعة او مكملة للتعبئة والتغليف.وبالنسبة لتكلفة الاجور وكيفية العمل على تخفيضها فان الدراسات المتخصصة قد عالجت هذه النقطة من خلال عدة اموربعد دراسات تطبيقية على عدد من الشركات الصناعية الا ان الامر كان منصبا على شركات القطاع الخاص ومن المعلوم ان القطاع الخاص يراعي عامل الأجور فلا تجري التعينات الا حسب الحاجة الفعلية ولربما يترك هامشا للتعيين حيث يشغله عن طريق نظام الساعات الاضافية الامر الذي لا يتوفر لدينا في العراق مثل هذه الحالة في الظروف الراهنة لضعف القطاع الخاص وعدم تشجيعه كما ان الزخم الحاصل على الحصول على الوظيفة الحكومية مع قلة العرض ادى الى توفر فرص الرشوة وما يلحقها من فساد اداريولكننا بنظرة عاجلة يمكن ان تعالج مشكلة الاجور في الصناعات المعنية عن طريق المقارنة بين التصنيع والشراء كأحد القرارات الادارية وقد تناولت احدى الدراسات الحديثة بعنوان:" How to Determine a Make Vs.Buy Decisionالخطوات الرئيسية العملية باتخاذ القرار الملائم ومن اهم ماورد فيها كعتضيد لدراستنا هذه من خلال نقاط عدة اهمها:1-التحديد المنطقي فيما اذا كانت المؤسسة تمتلك المصادر اللازمة للانتاج من اجل توفير ارضية لأتخاذ القرار.تحديد مجال المنتج في السوق وفقا لمنظور تقييم الآداء.التحديد فيما اذاكانت المصادر اللازمة للانتاج ملائمة لتطوير المنتج حسب حاجة السوق وما هي التوقعات القريبة او المتوسطة المدى اللازمة للتشغيل وما هي الموازنة المعدة لذلك كي يكون الانتاج منتظما.التسعير الملائم للمنتج ومدى منافسته في السوق.هذه المؤشرات وغيرها تعطى دلالات لمتخذ القرار .ومن خلاصة الآراء المتعلقة بالموضوع ان قرار التصنيع افضل من قرار الشراء لأنه يساهم مساهمة فعالة في تشغيل عنصر العمل ثم الممارسة والتدريب مما يكسب الخبرة العملية لدى العاملين في تقليص فجوة الاجور الزائدة ومن ثم اللجوء الى نظام الحوافز مما يعطي مؤشرات اقتصادية عن اهمية القيمة المضافة التي ينظر اليها الاقتصاد الاسلامي نظرة تشخيصية بعدم الاستغلال وان يكون حق العامل محفوظ من منطلق تكريم اليد العاملة الامر الذي تفقده معظم نظريات الاقتصاد ولو ان الوقت متسع للكتابة لتطرقنا الى معنى توفية الاجور في القرآن الكريم يوم القيامة حيث يربط العمل بجزاء له حتمية الوجود بين التمام والاتمام

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د- محمد الاحمر
2010-01-02
شكرا للدكتور الشرع على هذا المقال الجيد, واود ان اضيف ان ثقافة الانتاج لدى المجتمع العراقي الان متدنيه جدا هذا اذا موجوده اصلا والسبب هو الهيمنه الفولاذيه للدوله على الاقتصاد والشلل الذي يصيب مفاصلاها لاسباب ليست خفيه, مما ادى الى تراجع الانتاج الوطني من زراعي الى صناعي. واود ان ابين للستاذ كاتب المقال ان الدكتور عادل عبد المهدي له رؤى اقتصاديه كبيره في هذا السياق الا انه لا توجد اراده وطنيه حقيقيه لتحرير الاقتصاد وانطلاق الانتاج وبتنا اليوم من اكبر الدول المستهلكه على سطح هذا الكوكب
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك