وتمَّ تأسيس وفتح جسر للمشاة بين الكريعات والكاظمية وهو جسر أقرب إلى المهزلة بحيث من يشاهده يظن أنّ العراق يحيا في زمن الدولة العثمانية يوم كانت تقام الجسور المسماة جسور(الدوَب) التي هي عبارة عن عدة زوارق تربط بعضَها البعض ألواحٌ وطبقات خشبيّة مطليّة بالقار لتكون على شكل جسر، بعكس ما كان مخطط له في زمن الشهيد عبد الكريم قاسم حيث كان من المفروض أن يتم بناء أكبر جسر بين الكاظمية والكريعات، لكن لأسباب طائفيّة في زمن المقبور صدّام تمّ تحويل مشروع بناء ذلك الجسر إلى التاجي، والجسر المهزلة (جسر الدوَب) أصبح نقمةً على أهالي الكريعات، إذْ بسببِه تم غزو المنطقة من قبل أهالي المناطق الاخرى وجموع كبيرة من الناس لانعرف من أين أتوا ولامن أيِّ البشر هم، فقد اصبح ابنُ الكريعات غريباً بينهم ولايمكن أن تتعرف على الكريعاوي الساكن الأصلي إلّا بشِقِّ الأنفس، وبسبب ذلك كثرت الجريمةُ وتم قتل عدد من أبناء المنطقة من قبل الغرباء وكثرت المشاكل والحوادث العديدة وتعدّدت الأحزاب الغير معروفة وتعدّدت الولاءات وتفرَّقَ الناس، هذا يقلِّد فلاناً وذاك يقلد عِلّاناً وتاهت الحقيقةُ وتبعثر الناس مع الأسف كلٌّ يبحث عن من يدفع الأكثر ليكونَ في صفِّه. وقبل أربعة أعوام استبشرنا خيرا عندما سمعنا بان شركه المانيه ستقوم ببناء جسر الكريعات الحديث مع كورنيش كبير وشق شوارع ذات ممرين بمحاذاة شاطىء نهر دجله ولكن لحد هذه اللحظه لم نرى اي بادره على قيام تلك الشركه المزعومه بالقيام ببناء ( الجسر ) المزعوم !!!
أمّا شاطئ الكريعات فهو ملكٌ للدولةِ العراقية بحيث يطلق عليه (أملاك المالية) أي العائديّة للدولة، فقد تم شراؤه من قبل المسؤولين الكبار في الدولة العراقية وقبل أيّام قام مسؤولٌ كبير جداً في الدولة العراقية بشراء عدة قطع من تلك الاراضي برغمِ أنّها أرض عائدة للدولة، وتم بناء دور خرافية من قبل اللصوص والفاسدين وبعض المتملقين الذين أصبحوا من اصحاب الجاه والمال في غفلة من الزمن ...
أمّا عن البناء العشوائي فهو حزمة المشاكل، فإذا أردتَ المرور بأيّ زقاق من أزقة الكريعات فما عليك إلّا أن تقفزَ من فوقِ الرؤوس لكون جميع الناس هناك متجاوزين على المُلك العام الا ماندر ، بسبب فقدان التخطيط العمراني، والشوارع التي كانت فسيحة في السابق أصبحت اليوم عبارة عن درابين ضيِّقة جدّاً ولايمكن أن يمر يوم إلّا وتحدث عدة مشاجرات بسبب ذلك. والمدارس هي نفس المدارس على حالها منذ 60 سنة لم تتغير قطُّ والدوام في تلك المدارس ( اربع شفتات ) ، أمّا الشوارع العامّة فهي منذ 50 سنة لم تُبلَّط ولم تُكسَ، كما تخلو الكريعات العريقة من أيّ ملعب رياضي أونادٍ رياضي أو إجتماعي رغم وجود طاقات رياضية وثقافيه كبيرة في هذه المنطقه.
أمّا البساتين وهي هويّة وشهرة ومَعْلَم الكريعات فتمّ القضاء عليها وذلك بقلعِها في تلك المنطقة التي كانت إلى عهدٍ قريب واحةً خضراء كبرى، كما تفتقد الكريعات إلى منظومة مجاري المياه الثقيلة، ولايوجد مستشفى كبير في المنطقة، والمستوصف الذي بناهُ الشهيد عبد الكريم قاسم لايزال نفسه، لايوجد مركز بلدي فالمركز البلدي التاسع الذي كان موجوداً فيها قد تم هدمُه وتحويله إلى منطقة ثانية غير الكريعات، لايوجد مركز أمني في المنطقة، والحسنة الوحيدة التي تتمتع بها الكريعات الآن في ظل العراق الجديد هي أنّها كان يُمثِّلُها شيخ عشيرة واحد ومعروف ومن أبناء المنطقة واليوم قد أصبحت الكريعات من أكثر مناطق العراق ادِّعاءً لعدد لا يُحصى من المشيخه ففي كل بيت من بيوتاتها هناك شيخ عشيرة، والآن
فإنّ آخر إحصائية لعدد شيوخ الكريعات قد وصلَ إلى مئة شيخ وكلٌّ منهم يدّعي بأنه شيخ عام الكريعات ، وكل واحد منهم يتقاضى راتبا من أحدى الاحزاب المتنفذه في عمليه مخزيه ومحزنه وتفرقت الناس هناك كل يبحث عن الذي يدفع بعد أن كانت هذه المنطقه عصية على البعثيين المجرمين وبعد أن كانت يد واحده وقلب واحد وتحت راية مرجع ديني واحد !!! وهنا لايسعني ألا ان أوجه كلامي لكل مسؤول في العراق ان يذهب الى الكريعات ليرى بنفسه حجم المعاناة في تلك المدينة التي يحق لاهلها الإشراف ان يطلقوا عليها اسم مدينة الشهداء والمظلومين ...
جابر الشلال الجبوري
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha