الدكتور فاضل حسن شريف
قال الله تبارك وتعالى "لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ" (البقرة 198) المشعر الحرام الذي هو بين جبلي المزدلفة. وافضل الذكر "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار" (البقرة 201) ومنها قيل ان الحج هو الدعاء حيث هذه الاية عادة يدعو بها اتباع اهل البيت في قنوت الصلاة، و وردت بعد سورة مناسك الحج "فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ" (البقرة 200). سميت المزدلفة لاشتقاقها من كلمة ازدلاف اي اقتراب او ضيق لكونها منطقة ضيقة. وكثير من الفقهاء يؤكد البيتوتة في مزدلفة بعد النفير من عرفات بعد غروب شمس يوم التاسع من ذي الحجة ، اما الوجود من طلوع الفجر الى طلوع الشمس من يوم العيد في مزدلفة فهو واجب ركني عند عموم الفقهاء وبعد الطلوع يسير الحاج مشيا نحو منى وهي مسافة قريبة.
وبعد طلوع شمس العاشر من ذي الحجة يسير الحاج مشيا نحو منى وهي مسافة قريبة. هنالك استثناء للشيوخ والنساء والمرضى البقاء لفترة ساعة او ساعتين وعدم البيتوتة في مزدلفة ولكن المبيت لهم افضل، مع العلم ان الوقوف في مزدلفة ركن من أركان الحج فعلى الحاج الحرص على المبيت في مزدلفة حتى طلوع شمس العيد. ويستحب جمع الحصى من المزدلفة وليس واجب وحتى يمكن جمع حصى الجمرات من منى ومكة عدا المسجد الحرام و مسجد الخيف في منى، ولو ان جمع الجمرات في المزدلفة افضل. يوم العيد او النحر فيه اغلب اعمال الحج التي تبدأ من الافاضة من المزدلفة عند شروق الشمس مشيا الى منى لرمي الجمرات "ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ" (البقرة 199) أفاض يعني خرج مع جماعة اي خروج الحجاج في ان واحد.
جاء في كتاب الحج للسيد الخوئي: وهو الثالث من واجبات حج التمتع والمزدلفة اسم لمكان يقال له المشعر الحرام وحد الموقف من المأزمين إلى الحياض إلى وادي محسر وهذه كلها حدود المشعر وليست بموقف إلا عند الزحام وضيق الوقت فيرتفعون إلى المأزمين ويعتبر فيه قصد القربة. فعن أبي جعفر عليه السلام أنه قال للحكم بن عتيبة: ما حد المزدلفة؟ فسكت، فقال أبو جعفر عليه السلام: حدها ما بين المأزمين إلى الجبل إلى حياض محسر. إذا أفاض الحاج من عرفات فالأحوط أن يبيت ليلة العيد في المزدلفة وإن كان لم يثبت وجوبها. يجب الوقوف في المزدلفة من طلوع فجر يوم العيد إلى طلوع الشمس، لكن الركن منه هو الوقوف في الجملة فإذا وقف مقدارا ما بين الطلوعين ولم يقف الباقي ولو متعمدا صح حجه وإن ارتكب محرما. وما جاء في صحيح هشام بن حكم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لا تتجاوز وادي محسر حتى تطلع الشمس. ترخيص النبي صلى الله عليه وآله الضعفاء والنساء الإفاضة ليلا، فإن المستفاد من هذا الترخيص لهؤلاء المذكورين هو وجوب الوقوف بالمشعر فيما بين الطلوعين لغيرهم. من ترك الوقوف فيما بين الفجر وطلوع الشمس رأسا فسد حجه. ويستثنى من ذلك النساء والصبيان والخائف والضعفاء كالشيوخ والمرضى فيجوز لهم حينئذ الوقوف في المزدلفة ليلة العيد والإفاضة منها قبل طلوع الفجر إلى منى. من وقف في المزدلفة ليلة العيد وأفاض منها قبل طلوع الفجر جهلا منه بالحكم صح حجه على الأظهر، وعليه كفارة شاة. من لم يتمكن من الوقوف الاختياري الوقوف فيما بين الطلوعين في المزدلفة لنسيان أو لعذر آخر أجزأه الوقوف الاضطراري الوقوف وقتا ما بعد طلوع الشمس إلى زوال يوم العيد. ولو تركه عمدا فسد حجه.
https://telegram.me/buratha